الصحافة

لبنان يدخل مرحلة الضغوط القصوى: التفاوض الآن أو الحرب!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

‏ليس مستغربا أن تتعاطى الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية مع لبنان من موقع الضعيف، وأن تُحمّل بيروت مسؤولية ما رفضته تل أبيب، وهو ما بدا جليا في المواقف الأخيرة التي أطلقها المبعوث الأميركي توم براك وبالتحديد حين قال إن لبنان من رفض تبني الورقة الأميركية التي تقول بنزع السلاح تدريجيا، علما أن بيروت أقرت هذه الورقة في مجلس الوزراء رغم اعتراض الوزراء الشيعة، وإسرائيل هي من رفضت تطبيقها ومقابلة الخطوة بالخطوة.

‏وليست المرة الأولى التي تتضمن مواقف براك بخصوص الملف اللبناني مغالطات كبيرة، ما دفع الادارة الأميركية لإقصائه عن الملف وسعيها لحصره في الأسابيع المقبلة بيد السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى. لكن اصرار براك على الخروج في هذا التوقيت بالذات ليطلق جملة مواقف تصعيدية جديدة ليس الا جزءا من خطة بدأت منذ فترة ووصلت اليوم الى مرحلة متقدمة من مراحل الضغوط القصوى تحت عنوان: التفاوض الآن أو الحرب. فقد قالها براك بصراحة: "إذا فشلت بيروت في التحرك، فإن الجناح العسكري لحزب الله سيواجه بلا شك مواجهة كبرى مع إسرائيل".

‏وليس هذا التصعيد يتيما بحيث عاد الوفد اللبناني من واشنطن حيث كان بنقاشات مع صندوق النقدي الدولي بأجواء سلبية رغم كل ما يحكى بالعلن عن تفاهمات وخطط للمستقبل بحيث أن الجو العام يؤكد أن حصار لبنان المالي مستمر حتى تسليم آخر قطعة من سلاح حزب الله الثقيل.

‏وبناء على كل ما سبق يقف لبنان الرسمي كما حزب الله أمام منعطف خطير جدا يفترض خلاله اتخاذ قرارات مصيرية. فاما الرضوخ للواقع الحالي وانتظار جولة حرب إسرائيلية جديدة الأرجح أن تكون أوسع بكثير من التي سبقتها بحيث أن المخطط سيكون القضاء النهائي على حزب الله، أو استيعاب حالة الضعف التي يرزح تحتها لبنان والاعتراف بها والانصراف إلى تقديم تنازلات أقله شكلية من خلال الذهاب الى تفاوض مع إسرائيل مباشر كان أو غير مباشر بعد الحصول على ضمانات أميركية بألا تكون نتائج هكذا مفاوضات وأي اتفاق يتم عقده مماثلا لنتائج اتفاق نوفمبر 2024 الذي لم تلتزم إسرائيل بأي حرف منه.

‏وبحسب المعلومات فإنه تل أبيب غير مستعجلة لجولة حرب جديدة كبرى خاصة وأن الأمور في غزة لا تزال غير ثابتة واحتمال أن تكون تتجهز للانقضاض مجددا على "حماس" بعد تحرير أسراها وارد جدا.

‏فبالرغم من السعي الأميركي لتفاهمات تأتي نتيجة التفاوض لا نتيجة جولات جديدة من الحرب، إلا أنه استراتيجية "السلام بالقوة" هي التي تعتمدها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها الأولوية راهنا وبالتالي في حال أقنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هذه الإدارة بلزوم اللجوء للقوة من جديد وبخاصة أن المحور الخصم في أقصى درجات ضعفه، فهي لن تتردد لحظة بتغطيته.

‏ اما حزب الله، وبناء على كل ما سبق، فهو يقف متخبطا غير قادر على حسم قراره أو موقفه. وقد كان لافتا في الساعات الماضية خروج عدد من نوابه لانتقاد الدعوات للتفاوض المباشر مع اسرائيل واعلان رفضه بالمطلق من دون تناول التفاوض غير المباشر لإبقاء الباب مفتوحا أمام رئيس المجلس النيابي نبيه بري لدعمه في نقاشاته المفتوحة مع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون. أما ما هو محسوم راهنا في كل هذه النقاشات فرفض التوجه إلى أي تفاوض من دون غطاء وطني عارم. ويعتقد لبنان الرسمي أن حزب الله المخيّر بين احتمالين سيئيين هما الموافقة على التفاوض غير المباشر أو الحرب التدميرية، سيختار الأقل سوءا أي الاحتمال الأول، طامحا بذلك لشراء مزيد من الوقت بانتظار نضوج الظروف لانطلاق المفاوضات الأميركية- الايرانية من جديد ومعها جملة من عمليات البيع والشراء والمقايضات.

بولا أسطيح- الكلمة أونلاين

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا