مشهد زفاف يفتح جرح إيران العميق
في مشهد مسرّب من قلب طهران، ظهر الأدميرال علي شمخاني، أحد أبرز وجوه النظام الإيراني، وهو يرافق ابنته في حفل زفافها. مشهد إنساني بسيط، أب يُسلّم ابنته لعريسها، فتُقبّل يده بامتنان، ويمضي كلاهما إلى حياة جديدة. لحظة مليئة بالمشاعر، لا يختلف فيها أبٌ عن آخر، مهما كانت رتبته أو منصبه.
لكن ما جعل هذا المشهد محطّ اهتمام، ليس فقط جانبه العاطفي، بل التناقض العميق الذي يجسده. فالعروس، بفستانها العصري الأنيق، تمشي بثقة وجمال، في حفل يبدو مختلطًا بين رجال ونساء، بعيدًا من القيود الاجتماعية الصارمة التي يفرضها النظام الذي يمثله والدها. هذا التباين بين الحرية داخل المنزل والتشدد في الحياة العامة، يطرح سؤالًا: كيف يمكن لمسؤول في نظام يقمع الحريات الشخصية، أن يسمح بهذه المساحة لابنته؟
الزفاف هنا لا يبدو مجرد احتفال عائلي، بل هو رمز لإيران التي يحلم بها كثيرون: منفتحة، متحضرة، راقية، تشبه مدن أوروبا كما كانت طهران في زمن الشاه. إيران التي تسمع الموسيقى، وتحب الحياة، وتختار كيف تعيش. في المقابل، هناك إيران النظام، التي فرضت الحجاب بالقوة، وضيّقت على النساء، وقمعت كل صوت مختلف، من مهسا أميني إلى آلاف المعتقلات بسبب المظهر أو الرأي.
المفارقة أن شمخاني الأب بدا متسامحًا، عاطفيًا، يحترم إرادة ابنته، بينما شمخاني المسؤول جزء من منظومة حرمت نساء بلاده من هذه الخيارات نفسها.
المشهد يوقظ الأمل في تحوّل قادم: أن تتحرر إيران من التناقض بين ما يُمارَس في العلن وما يُعاش في الخفاء. أن تنتقل من سلطة تفرض الإكراه إلى وطن يحترم الحرية والاختيار.
إيران تستحق أن تكون كما بدت في تلك اللحظة: عروسًا جميلة، لا أسيرةً تحت قمع مستمر.
أسعد بشارة -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|