عربي ودولي

300 مليون دولار وصرح شخصي... ترامب يترك بصمته في البيت الأبيض

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمانحين من أجل قاعة الاحتفالات الجديدة في البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر، روى قصة‭‭ ‬‬خفق معها قلب قطب العقارات.

قال ترامب في 15 تشرين الأول/أكتوبر عن محادثة أجراها حول المشروع "سألت 'كم سيستغرق الأمر من الوقت؟ فأجابوا ’يمكنك البدء من الليلة، لا تحتاج لموافقات‘. قلت ’لا بد أنكم تمزحون‘، فقالوا ’سيدي، هذا هو البيت الأبيض، أنت رئيس الولايات المتحدة، يمكنك أن تفعل ما تريده‘".

وبعد أيام، أزالت فرق الهدم الجناح الشرقي للبيت الأبيض بالجرافات لتحول عقوداً من التاريخ في أحد أشهر معالم البلاد إلى كومة من الأنقاض، مما أثار غضب المؤرخين ودعاة الحفاظ على البيئة والديموقراطيين والعامة.

وحصل ترامب على ما أراده، بقعة خالية لقاعة الرقص الجديدة التي تبلغ تكلفتها 300 مليون دولار. وبدا هذا تصرفاً يرمز، في شكله المادي، إلى رئاسة تحطم بآلة هدم الأعراف الوطنية والمؤسسات الدولية والنظام العالمي نفسه.

صدمة كبيرة

رأى المؤرخون، الذين أصابتهم صدمة كبيرة من هذه الخطوة، عقلية مطور عقاري لا حارس أمانة مقدسة.

وقال جيريمي سوري المؤرخ بجامعة تكساس: "أعتقد أن هذه هي عقلية المطور المهتمة ببناء شيء كبير يحمل اسمه ويتذكره الجميع به، مثل برج ترامب... إنه يبني برجاً لنفسه. هذا البرج هو قاعة رقص".

وبالفعل، تعجب ترامب نفسه من الفرصة التي يقدمها المشروع. وقال "إنه أمر يشعل الحماسة بالنسبة لي كشخص يعمل في مجال العقارات، لأنك لن تحصل على موقع كهذا مرة أخرى".

وأدلى بذلك في حفل عشاء مع مديرين تنفيذيين من شركات "أبل" و"أمازون" و"لوكهيد مارتن" و"ميتا بلاتفورمز"، ويقول البيت الأبيض إن جميعهم تعهدوا بالمساعدة في تمويل قاعة الرقص.

كونه رجل أعمال، وضع ترامب اسمه على المباني وعلامتين تجاريتين لشرائح اللحم وربطات العنق. وقالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض يوم الخميس إن قاعة الرقص سيطلق عليها اسم أيضاً، لكنها أحجمت عن الإفصاح عنه.

وقال ترامب للصحافيين في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة إنه لا ينوي إطلاق اسمه عليها، لكن في كل الأحوال سيرتبط اسمه بالقاعة البالغة مساحتها 90 ألف قدم مربعة إلى الأبد.

وقال إدوارد لينجل كبير المؤرخين السابق في الجمعية التاريخية للبيت الأبيض: "سينظر الجميع إليها وسيرون الآن صرحاً يطغى على مقر إقامة رئيس البلاد، وهذا الصرح يحمل اسم رجل واحد... أعتقد أن هذا مقصود".

بصمة ترامب

وقبل أن يصبح مشروع قاعة الاحتفالات واقعاً، وضع ترامب بالفعل بصمته على البيت الأبيض بزخارف ذهبية في المكتب البيضاوي وتحويل حديقة الورود لمساحة خرسانية تشبه منتجعه (مار الاجو) في فلوريدا وتعليق صور له في جميع جنبات المبنى ووضع أعلام أميركية عملاقة على سوار جديدة في المرجين الشمالي والجنوبي.

كما يسعى الرئيس الجمهوري إلى إعادة تشكيل واشنطن العاصمة إذ يسيطر على مركز كنيدي ويخطط لبناء نصب تذكاري على طراز قوس النصر الفرنسي للاحتفال بالذكرى 250 لتأسيس الولايات المتحدة في عام 2026.

وقال تيلور بودويتش، وهو مستشار كبير سابق للرئيس، إن ترامب هو "أعظم البناة" في البلاد ولديه رؤية للبيت الأبيض وما بعده.

وأضاف: "الرئيس صاحب رؤية، سواء كان ذلك في السياسة أو العمل أو الحياة. فهو قادر على رؤية الأشياء ليس فقط كما هي، بل كما يمكن أن تكون".

قليل من الوضوح والتشاور
رفض فريق ترامب وحلفاؤه الانتقادات الموجهة لمشروع القاعة ووصفوها بالغضب المصطنع.

واتبع الرئيس أسلوبه الفريد من نوعه وقناعته بالسلطة التنفيذية الموسعة في تنفيذ مشروع القاعة. وفي حين أن التجديدات السابقة مولها ووافق عليها الكونغرس، فإن هذه القاعة يمولها متبرعون من القطاع الخاص، مما يقلص من قيود الرقابة.

وفي حين يقول البيت الأبيض إنه يخطط لتقديم تصاميم قاعة الرقص إلى اللجنة الوطنية لتخطيط العاصمة، فإنه يشير إلى أن تلك الهيئة تشرف فقط على البناء وليس الهدم.

وقال لينجل: "أعتقد أنه من الجلي للغاية أن الإدارة درست نقاط الضعف هذه، وبعناية أكبر بكثير مما يصرحون به، ثم استغلوا نقاط الضعف هذه بلا رحمة".

وقال مسؤولو البيت الأبيض وترامب نفسه إن المشروع يتسم بالشفافية بعرض تصميم مقترح للقاعة والتحدث صراحة عن نواياه.

لكن المسؤولين لم يتمكنوا من تحديد الهيئة الرقابية صاحبة السلطة وراء عملية الهدم.

وقالت المؤرخة إلين فيتزباتريك: "يتماشى ذلك بالتأكيد مع نظرة الرئيس ترامب التوسعية جداً للسلطة التنفيذية التي لا تتطلب إفصاحاً علنياً أو استشارة أو تفسيراً يذكر قبل الإقدام على مثل هذا الفعل الجلل".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا