“الوطني الحر” و”الحزب”… ”مرّقلي تمرقلك”
لا يفوّت رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل فرصةً لتعميق الأزمة السياسة والاقتصادية في البلاد، إذ يخوض مع كل استحقاقٍ وملف “معركة وجود” مع “طواحين الهواء” بغية تحقيق طموحاته الرئاسية، وآخرها التصعيد الإعلامي بوجه رئيسَي حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومجلس النواب نبيه بري وحليفه حزب الله، فيما بات من المعلوم أن التصعيد الإعلامي الذي اشتهر به باسيل مع الخصوم كما الحلفاء يمتصّها لاحقاً “الحزب” على قاعدة “مرّقلي تمرقلك”.
ويبدو أنّ قرار الجهات المستهدفة من هجوم “الوطني الحر” هو عدم النزول إلى حلبة السجال مع باسيل. فميقاتي يتجنّب الردّ المباشر على ما طاوله من تجريح شخصي، وبري يبدو وكأنّه أدار الأذن الطرشاء للمنطق الانفعالي. أما حزب الله وعلى الرغم من صمته، أكد صباح اليوم الخميس، في بيان، أنه “لم يقدّم وعداً لأحد بأنَّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوناتها على الاجتماع، حتى يعتبر باسيل أن اجتماع الحكومة الذي حصل هو نكث بالوعد”. اقرأ البيان كاملاً: “الحزب” لباسيل: الصادقون لم ينكثوا بالوعد
فيما تقارب القراءة البرتقاليّة للمواجهة القائمة، انفعال “الوطني الحر” على أنها “معركة وجود” يخوضها مع ما يسمّيها منظومة التعطيل وخرق الدستور وانتهاك الميثاق وكسر الشراكة، التي تبدّت بشكل فاضح في “التحالف الرباعي الجديد” الذي يسعى إلى تثبيت وقائع جديدة، متجاوزاً موقع ودور ومكانة رئيس الجمهورية.
وتؤكّد لـ”الجمهورية”، أنّ “الغاية المعلنة وغير المعلنة لتلك المنظومة، تتلخص بهدف وحيد وهو اختطاف رئاسة الجمهورية، وفرض انتخاب مرشّحهم على البيئة المسيحية، وتبعاً لذلك، فهذا الامر مرفوض”.
في المقابل، تعتبر قراءة خصوم “الوطني الحر،” أنّ “باسيل كبّر الحجر كثيراً، إذ انّه بعد انتهاء فترة العسل التي امضاها خلال الولاية الرئاسية البرتقالية، ممتلكاً قدرة التحكّم والقرار خلالها، فَقَدَ كل تلك الامتيازات، ودخل في صراع مرير للبقاء على قيد الحياة السياسية، مثقلاً بخلافات واشتباكات سياسية مع جبهة واسعة من الخصوم، وبهبوط مريع عن عرش التمثيل المسيحي إلى رتبة شريك في هذا التمثيل”.
رئاسياً، علمت “نداء الوطن” غداة تلويح باسيل بالإقدام على خطوة الإقلاع عن الورقة البيضاء والتصويت لمرشح يسميه في صندوق الاقتراع، أنّه “تداول مع الدائرة المقربة منه في مسألة ترشيح النائب إبراهيم كنعان للرئاسة، وتقرر أن يُعقد اجتماع صباح اليوم، للتشاور مع كنعان في هذه الخطوة قبل المشاركة في جلسة انتخاب الرئيس”.
وأكدت مصادر في تكتل لبنان القوي لـ”الجمهورية”، أنّ التوجّه هو للاقتراع وليس للتصويت بورقة بيضاء، رافضة الإفصاح عن اسم الشخصية التي سيقترعون لها، فيما رجح البعض، ألّا يبادر ”الوطني الحر” إلى الافصاح عن مرشحه الجدّي، طالما انّ وجهة الملف الرئاسي لم تتحدّد بعد، بل أن يلجأ إلى واحد من أمرين، اما التصويت من باب تقطيع الوقت، وتردّد في هذا السياق اسم الوزير السابق زياد بارود. وإما بأن يردّ الطابة إلى خصومه وحلفائه من باب النكاية بهم، ويمنح أصواته للنائب ميشال معوّض، او ربما لمرشّح آخر مستفزّ لهم.
في المقابل، لم يستبعد قيادي في “الحزب”، استمرار النواب العونيين بالتصويت بالورقة البيضاء، معتبراً، أن الهزة التي تعرض لها تفاهم مار مخايل ما هي الا “غيمة صيف عابرة”، مؤكداً ان التباين بين حزب الله و”الوطني الحر” لن يصل الى مرحلة فك التحالف بينهما.
ولأنّ “الوعاء الكبير يتسّع للصغير”، يلفت مصدر رفيع المستوى في 8 آذار لـ”الجمهورية” إلى أنّ “حزب الله اعتاد على تلقّي سهام اللوم من الحلفاء بصدره الواسع”.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|