5 مرشحين أبرزهم "الشبح".. مقتل الطبطبائي يشعل معركة الخلافة في حزب الله

كشفت مصادر أمنية وسياسية لبنانية، أن "حزب الله" يعاني من أزمة داخلية بين القيادات انعكست من خلال البحث عن من سيخلف رئيس أركان الميليشيا اللبنانية، هيثم الطبطبائي الذي اغتيل الأحد الماضي في قلب الضاحية الجنوبية على يد إسرائيل.

وأكدت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هناك خلافات بين المجلس العسكري والمجلس التنفيذي بـ"حزب الله"، في ظل سطوة العناصر المحسوبة على الحرس الثوري الإيراني داخل الميليشيا، حول من سيخلف الطبطبائي، في وقت تتصاعد فيه موجة تطالب بتصعيد قيادات الصف الثاني والثالث لاحتواء غضب من عناصر ميدانية في مجموعة من الفرق لا سيما في منطقة الليطاني، ضد السياسة المتبعة في التنظيم في الفترة الأخيرة.

المرشحون الخمسة
وقال مصدر أمني رفيع المستوى، إن هناك 5 مرشحين لخلافة طبطبائي، اثنان منهم من فرقة الرضوان، ويعتبران من قادة الصف الثاني، ولهما خبرة في الخمس سنوات الماضية في عمليات وجهت ضد إسرائيل، وكان لهما دور كبير في مواجهة "جبهة النصرة" في الحرب السورية، وهما أمين فاضل وعلي عمار.

وتتصدر ترشيحات خلافة طبطبائي، طلال حمية الملقب بـ"الشبح" والذي وضعت واشنطن مكافأة مقدارها 7 ملايين دولار لمن يقدم معلومات حقيقية حوله، ومحمد حيدر وهو أحد أبرز عناصر المجلس العسكري الجهادي وكان نائبا سابقا في عام 2005 ضمن كتلة "الوفاء للمقاومة" الذراع السياسي والبرلماني للحزب، وخضر يوسف نادر، وهو رئيس وحدة أساسية بالاستخبارات الداخلية المعروفة بـ"900".

وبحسب المصدر، فإن هناك ضغطا تمارسه عناصر الصف الثاني والثالث بأن يكون هناك تمثيل وتواجد لهم على رأس التنظيم العسكري، وأن يكون هناك على الأقل إمكانية لتولي أحدهم منصب نائب القائم بأعمال رئيس أركان "حزب الله"، في حال تولي المنصب أحد المرشحين الثلاثة المحسوبين على الصف الأول.

مزايا مالية لقادة الصف الأول
وأشار المصدر إلى أن هناك فريقا يجد أن هناك تفرقة في التعامل بين قيادات الصف الأول الذين يحظون بمزايا مالية على الرغم من أزمة التمويل التي يتعرض لها "حزب الله" في حين أن هناك قيادات ميدانية في الجنوب والبقاع معرضة للاستهداف اليومي من إسرائيل ولا تحصل حتى على أية معاشات أو رواتب أو إعانة لعائلاتهم.

وأوضح المصدر أن هذه الأزمة التي يبحث عن حلها قيادات التنظيم قبل انفجار الوضع الداخلي، عكست وضعية أخرى وهي التفرقة التي تجعل لقيادات "قدسية" في حين أن عناصر الصف الثاني والثالث، لا يكون لهم أي اعتبار لا سيما أن هناك الكثير من العناصر الميدانية قتلوا مؤخرا وأصبحت عائلاتهم بلا مأوى ولم يتكفل الحزب بهم، ولم يثأر لهم بأي شكل حتى لو بصورة رمزية.

"رغبة الانتقام" تخلق انقسامات
وأفاد المصدر بأن الغضب القائم في صفوف ميدانية والذي انتقل إلى المجلس العسكري وأحدث ضجة في محيط مكتب الأمين العام نعيم قاسم، مرتبط بالحالة المتعلقة بأن هناك قيادات في "حزب الله" ترغب بشدة في الرد على إسرائيل ثأرا لمقتل طبطبائي في حين أن الميليشيا اللبنانية فقدت على مدار عام منذ وقف إطلاق النار، حوالي 340 قائدا ميدانيا وعنصرا عسكريا، ولم يكن هناك صوت واحد يتحدث عن الرد، بحجة أن التنظيم يريد أن يعيد بناء ذاته ويكون الانتقام قويا من إسرائيل في المستقبل القريب.

ولفت المصدر، إلى أن الغضب الأكبر تصاعد عندما جاء صوت الانتقام لـ"طبطبائي" القريب من الحرس الثوري وقياداته، وسط مطالبات من عدد كبير من العناصر أن يتولى قائد ميداني متواجد في المعسكرات التي تواجه الضربات في البقاع وجنوب لبنان، صلاحيات رئيس الأركان الجديد خلفا لطبطبائي.

من جهة ثانية، أكد مصدر سياسي لبناني، أن هناك خلافات بين المجلس العسكري والمجلس التنفيذي بحزب الله، في ظل سطوة العناصر المحسوبة على الحرس الثوري الإيراني داخل الميليشيا، حول من سيخلف الطبطبائي، في وقت تتصاعد فيه موجة تطالب بتصعيد قيادات الصف الثاني والثالث لاحتواء غضب من عناصر ميدانية في مجموعة من الفرق والمجموعات لا سيما في منطقة الليطاني، ضد السياسة المتبعة في التنظيم في الفترة الأخيرة.

غضب البيئة الحاضنة
وذكر المصدر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الأزمات تراكمت أمام قيادات "حزب الله"، خاصة وسط غضب البيئة الحاضنة الذين يواجهون بالفعل أزمات معيشية وسط عدم قيام الحزب بالتزاماته وعدم ثقتهم بقيادة الميليشيا، لدرجة وصل بهم الاستهزاء والسخرية من الوضع بالقول إن "حزب الله انتهى ولا يوجد قادة لتولي مناصب من تقتلهم إسرائيل".

واستكمل المصدر، أن هناك حالة هروب كبير من المقيمين في الضاحية الجنوبية في ظل الخوف على أرواحهم مع القصف الإسرائيلي وهدم المنازل بعد محاولات القيادات العسكرية التخفي من الاستهداف الإسرائيلي؛ مما جعل عائلات وأسرًا كاملة تخرج من الضاحية إلى مناطق أخرى، بعيدة عن العاصمة لاستئجار شقق، حفاظا على أرواحهم.