لماذا ضربت "إسرائيل" الآن؟ شبح الحرب الواسعة يقترب... ومبادرة عون تُدفع للسقوط
ليس امرا غريبا او مفاجئا ان يقدم العدو الاسرائيلي على الاغارة مجددا على ضاحية بيروت الجنوبي، ويغتال جهاديا بارزا من الصف الاول في حزب الله وبعض رفاقه. لكن توقيت هذا العدوان وخلفياته العديدة تطرح اسئلة حول المرحلة المقبلة، وتستحضر احتمالات عديدة وخطرة، منها عودة الحرب الواسعة التي ربما تتعدى لبنان .
ومن بين الاسئلة المطروحة ايضا، ما يتعلق باستهداف مبادرة رئيس الجمهورية، خصوصا ان العدوان على الضاحية جاء مترافقا معها.
وينقل مصدر مطلع عن مرجع لبناني كبير "ان العدوان الجوي الاسرائيلي لم يستهدف قياديا بارزا في حزب الله فحسب، بل يستهدف ايضا استقرار لبنان من خلال استهداف خاصرة عاصمته بيروت".
ويضيف المصدر "هناك رسائل عديدة لهذا العدوان، ابرزها تصميم العدو على المضي في تصعيده وتماديه، في استباحة لبنان وسيادته واستقراره، وسعيه الدائم الى قطع الطريق على كل المحاولات والمبادرات للتهدئة، وتنفيذ اتفاق وقف النار والقرار 1701. وهو في هذا الاطار يشكل "رسالة اسرائيلية" نارية فورية، بوجه وضد مبادرة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون التي اطلقها في عيد الاستقلال".
ويتطابق كلام المرجع الكبير مع مضمون التصريح الذي ادلى به الرئيس عون بعد العدوان على الضاحية، وقوله "ان استهداف اسرائيل الضاحية مع ذكرى الاستقلال، دليل على انها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان، وترفض تطبيق القرارات الدولية، وكل المساعي والمبادرات المطروحة، لوضع حد للتصعيد واعادة الاستقرار ليس فقط الى لبنان بل الى المنطقة ".
ووفقا لمصدر نيابي فان العدوان على الضاحية اليوم يحمل دلالات كثيرة، فالى جانب استهدافه قياديا من الصف الاول في حزب الله ورفعه درجة التصعيد الى مستوى خطِر جدا، يعتبر ردا سلبيا على مبادرة الرئيس عون، التي تشكل في بنودها اطارا شاملا لوقف التصعيد، وتنفيذ اتفاق وقف النار، وضمان الاستقرار على الحدود الجنوبية .
ويذكر المصدر بان "اسرائيل" اقدمت بعد ساعات من اعلان الرئيس عون عن مبادرته الاولى بشأن اعتماد خيار التفاوض، على قطع الطريق على هذه المبادرة التي تتسم بالشمولية والموضوعية، بتوسيع وتكثيف غاراتها على الجنوب والبقاع، في رسالة واضحة برفض التفاوض، واستمرارها في اللجوء الى التصعيد والعدوان لفرض شروطها على لبنان، وتجاوز اتفاق وقف النار واتفاقية الهدنة، الى اتفاق امني وتطبيعي جديد.
ويلفت المصدر الى ان مبادرة الرئيس عون تصب في اطار قيام لجنة الميكانيزم بدورها كاملا، وتفعيل هذا الدور، وتضع راعيي اتفاق وقف النار اميركا وفرنسا امام مسؤولياتهما .
ويضيف المصدر ان مبادر الرئيس عون هي الاطار الموضوعي الوحيد لحل الموضوع على الطاولة الآن، لذلك على راعيي الاتفاق، لا سيما الولايات المتحدة الاميركية، ان تبادر الى التعاطي معها بايجابية، والى الضغط على "اسرائيل" للتجاوب معها والشروع في تنفيذ بنودها، ومنها التفاوض برعاية اممية او اميركية او دولية مشتركة، كما عبر الرئيس عون في خطابه.
ويعتقد المصدر ان مبادرة رئيس الجمهورية قد تكون الخرطوشة الاخيرة، للمبادرة الى تدارك التصعيد وتلافي الانفجار الواسع. ويلفت الى ان هذه المبادرة تعبر عن موقف لبنان، وتحظى بنسبة عالية من تأييد اللبنانيين، باستثناء فئة سياسية تحاول الاستمرار في اتباع اسلوب المزايدة والتشويش، لاهداف ولغايات متصلة بطموحات شخصية .
ويلفت المصدر الى ان الرئيس بري عبّر عن رأي غالبية اللبنانيين باشادته بخطاب ومبادرة الرئيس عون، وقوله "خطاب استقلالي في يوم الاستقلال شكلا ومكانا وموضوعا ومضمونا". ويضيف المصدر ان موقفه يعكس بشكل واضح تأييده لمبادرة رئيس الجمهورية بكل مضامينها، وان رئيس الحكومة نواف سلام عبّر ايضا عن تأييده للمبادرة بطريقته واسلوبه .
وفي الحديث عن توقيت العدوان على الضاحية الجنوبية، تقول مصادر مطلعة انه يستبق ردود الفعل على مبادرة الرئيس عون، ما يعي انطباعا بان "اسرائيل" تريد قطع الطريق على التعاطي معها واسقاطها. وتشير المصادر باسف الى ان بعض الاصوات في الداخل تساهم في التشويش على المبادرة، من خلال اطلاق مواقف تتجاهل فيها العدوان الاسرائيلي، لتستحضر مجددا اجواء الخلاف الداخلي، تحت عنوان اولوية نزع سلاح حزب الله.
وتترقب المصادر الموقف الاميركي من مبادرة رئيس الجمهورية، متسائلة عن اسباب التريث في توضيح رأي الادارة الاميركية بها. لكنها تعول على زيارة الرئيس عون المرتقبة الى واشنطن، التي تحدث عنها الرئيس ترامب، متوقعة ان توضح وتعزز الموقف الرسمي اللبناني لدى البيت الابيض، وتبدد التشويه الذي لحق به جراء حملة التحريض، التي قام ويقوم بها اشخاص وجماعات لبنانية لدى بعض المسؤولين الاميركيين واعضاء في الكونغرس الاميركي.
وتشير المصادر الى ان زيارة الرئيس عون الى واشنطن، ستضع النقاط على الحروف، وتؤكد تحمل الدولة اللبنانية مسؤولياتها تجاه اتفاق وقف النار والقرار 1701، وعلى قدرة الجيش اللبناني على القيام بدوره، والانتشار الى الحدود بعد انسحاب "إسرائيل" من النقاط الخمس الى ما وراء الحدود.
وترى المصادر ان العدوان الاسرائيلي على الضاحية جاء ايضا بعد نجاح رئيس الجمهورية مؤخرا، في افشال حملة التحريض الداخلية والخارجية عليه وعلى الجيش اللبناني، وطرحه مبادرته كاطار عملي للمعالجات والحلول.
محمد بلوط -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|