قلق يُربك القطاع التربوي بشأن إجراء الامتحانات الرسميّة... هل لا تزال قائمة؟!
بعد الضربة التي شنها العدو الاسرائيلي على حارة حريك في الضاحية الجنوبية، عادت مشاهد الحرب إلى أذهان الطلاب، ما أثار لديهم مخاوف كبيرة حول إمكان إجراء الامتحانات الرسمية. هذا القلق انعكس على استعدادهم النفسي والأكاديمي، خصوصا أن القطاع التربوي اللبناني، لطالما وُصف بأنه من الأكثر تميزا في المنطقة، حيث يمتاز بمنهجية تعليمية قوية، تهدف إلى تمكين الطلاب سواء في المدارس أو حتى في التعليم الجامعي.
في هذا السياق، حاولت "الديار" نقل هذه الهواجس الطالبية إلى الجهات المسؤولة عن تنظيم الامتحانات، لمعرفة إذا كانت ستُجرى في مواعيدها، أو أن هناك احتمالا لتأجيلها لسبب أو لآخر. كما تواصلت "الديار" مع وزارة التربية لمعرفة إذا كان هناك قرار رسمي بشأن إجراء الامتحانات للبريفيه وشهادات الثانوية العامة، إلا أننا لم نتلقَ أي رد من الوزارة.
لذا، حاولنا تسليط الضوء على هذه القضية، بهدف طمأنة الطلاب بشأن مصير الامتحانات، وكذلك لفهم أسباب كثرة الدروس والوظائف المنزلية التي تُفرض عليهم، وتأثيرها في تحصيلهم الدراسي واستقرار حياتهم اليومية.
قائمة الا في هذه الحالة!
يجزم نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض لـ "الديار": "لا غموض في ما يخصّ إجراء الامتحانات، ومن وجهة نظري ستُنفَّذ في حينها، إلا إذا حدث أمر غير طبيعي في البلاد، كأن تتدخّل "إسرائيل" وتحوِّل لبنان إلى ما يشبه غزة، وعندئذ يصبح الأمر موضوعاً آخر. لذا، فالامتحانات الرسمية قائمة مئة في المئة".
إشكالية في صفوف الشهادات
ويكشف: "توجد إشكالية على البريفيه وحدها، إذ إن العام المنصرم لم يُلغَ لأسباب تربوية، بل أُلغي لعدم امتلاكهم الأموال لإجرائه. وفي هذا الشأن، فإن معالي الوزيرة هي من تُحدِّد، وإلى جانبها الحكومة. أما الامتحانات في الثانوية العامة بفروعها الأربعة، فستُجرى حتما وفي مواعيدها. وأرى أنه يجب إجراؤها قبل نهاية شهر حزيران، في حال سار العام الدراسي بشكل طبيعي".
تقليل المنهاج الدراسي
ويشير إلى مسألة أخرى في ما يتعلق ب "تشحيل" المنهاج الدراسي، فيقول "تم وضعه منذ حوالى شهر ونصف، إلا أن الوزيرة لم توقعه، وبالتالي لم تُوزَّعه بعد على المدارس. والأساتذة يعلّمون وفق مناهج العام الفائت، رغم اننا قد اجتمعنا واللجان ووسّعنا المنهاج، لأنه تم تقليصه كثيرا في السنة المنصرمة، لذا خففنا من هذا التقليص"، مشيرا إلى أن الوزيرة "لم توزع هذا التشحيل على المدارس بعد، وبالتالي الأساتذة ضائعون لعدم معرفتهم ما الذي سيشرحونه للطلاب".
العودة الى الورقة والقلم
وبعد الرسائل العديدة التي وصلت إلى "الديار" حول كثرة الدروس والوظائف التي تُعطى للطلاب خلال عطلة نهاية الأسبوع، نقلت "الديار" امتعاض الأهالي إلى محفوض، الذي قال: "أحيانا يكون النق في غير مكانه، فالمدارس غير مجهزة ليتم تعليم 10 إلى 15 تلميذًا في كل صف، وإنهاء جميع وظائفهم قبل العودة إلى المنزل، فالمدارس ليست هكذا، إذ يحتوي الصف الواحد من 25 إلى 35 طالبا، وبالتالي لا يمكن للأستاذ الإشراف على عمل التلميذ داخل الصف، وهناك قسم يجب على التلميذ أخذه إلى البيت، وعلى المربي الإشراف على هذه الوظائف في اليوم التالي".
ويتابع: "من المفترض أن يأخذ الطالب معه عملا إلى البيت، وينفذه بمفرده بالقلم والورقة، حتى إن السويد عادت إلى اعتماد الورقة والقلم والطبشور، ومعها الدول الإسكندنافية التي تخلّت عن جميع الأدوات الإلكترونية مثل الشاشات والأيباد والهاتف والكمبيوتر، واعتمدت الطبشور والقلم. ومن هنا، يجب على التلميذ الإمساك بالورقة والقلم والعمل، إذ إن هذه الطريقة جزء من اكتسابه للمعلومات".
ويختم: "يبقى هناك مؤسسة أو أستاذ أو صف أو اثنان يكثرون من الدروس والوظائف في البيت، وعندئذ يصبح هذا عملا خاصا وليس عاما. وبشكل عام، إلى جانب العمل الذي يُنفَّذ داخل الصف، يجب إعطاء التلميذ تكليفاً ليعمله في البيت، بهدف التأكد من أنه اكتسب المعلومات".
ترامب: لدينا سلام في الشرق الأوسط وذلك أمر رائع ولم يتوقع أحد أنه ممكن، والسلام الذي حققناه في الشرق الأوسط قوي للغاية، ومجلس السلام في غزة سيكون أعظم مجلس على الإطلاق.
في شهادة او ما في؟؟
من جانبه، يقول رئيس لجنة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الدكتور حسين محمد سعد لـ "الديار": "بالنسبة إلى قرار الامتحانات الرسمية للبريفيه، خصوصا للعام 2026، فحتى الساعة لا يوجد قرار رسمي ونهائي بشأن إجرائها، ومع ذلك، فإن هذه القضية لا تزال قيد المتابعة والدراسة والبحث داخل وزارة التربية والتعليم العالي".
ويكشف "ما يمكن تأكيده الآن هو أن وزارة التربية تدرس هذا الملف بشكل كامل، وتضع في اعتبارها كل العوامل التربوية واللوجستية، والظروف العامة التي يمر بها البلد، بما في ذلك منطقة الجنوب والاعتداءات الإسرائيلية، التي لا تزال تحدث بشكل متقطع. والهدف من التأخير الحاصل هو ضمان مصلحة الطلاب واستقرار العام الدراسي، وسيُعلن القرار النهائي بشكل رسمي من قبل الوزارة المعنية عبر القنوات المعتمدة، فالوزيرة ستفصح عنه فور اكتمال دراستها ، واتخاذ القرار بهذا الخصوص. ومن هنا، فإن أي حديث أو رأي أو حسم بهذا الملف لجهة إجراء الامتحانات أو عدمه، يبقى في إطار التوقعات".
اختبار البريفيه "ضروري"
ويوضح: "كمهتم بالشأن التربوي، أعتقد من وجهة نظري أنه من المفترض أن تكون هناك امتحانات رسمية للبريفيه، لأن هذا الإجراء يصب في مصلحة الطلاب من جهة، ومن جهة أخرى ينعكس إيجابا على جودة التعليم، من حيث تقييم مخرجات التعليم بموضوعية، لا سيما أننا منذ نحو ثلاث سنوات نلغي هذه الشهادة. وبالتالي لا نعرف إذا كانت هذه المخرجات التعليمية التي يكتسبها الطالب، تصب في مصلحة ضمان جودة التعليم. ومع ذلك، لا بد من مراعاة الأوضاع والإمكانات المتاحة لتنفيذها".
تكدس الاعمال الدراسية "مضر"!
وعن تكدس الاعمال الدراسية في البيت، يعلق سعد: "هذه القضية تولّد للتلميذ إرهاقا نفسيا وجسديا، وتوترا وقلقا مستمرين، بالإضافة إلى الإجهاد الذهني وما يسببه من صداع وآلام. ومن زاوية أخرى، قد يترتب على هذه الآثار ضعف التحصيل الدراسي، وعوضا عن تحسين التعليم، يخلق الإجهاد ردة فعل عكسية، ويصبح من الصعب على التلميذ التركيز أو تذكر المعلومات، مما يؤثر سلبا في تفاعله داخل المدرسة. كما ينعكس ذلك سلبا على الحياة الأسرية داخل بيته، إذ تتحول أوقات الراحة إلى ساحة صراع بين أولياء الأمور والطالب لإتمام واجباته، مما يحرمه من ممارسة هواياته والأنشطة المهمة التي تساعده في نمو شخصيته. كما قد يفقد الطالب الحافز، بسبب الواجبات المنزلية المفرطة المنزلية".
كيف يمكن إدارة ضغط التكليف المدرس؟ يجيب "انصح باتباع استراتيجيات تساعد الطلاب على التكيف مع الضغط، وإدارة أوقاتهم بفعالية أكبر، من خلال تنظيم الوقت ووضع جدول زمني لتقسيم الواجبات، كما يمكنهم الاعتناء بصحتهم أكثر عبر النوم الكافي من 7 إلى 9 ساعات، وتأمين التغذية الصحية اللازمة، وممارسة بعض التمارين البدنية مثل المشي لتحسين المزاج وتخفيف التوتر. فضلا عن انه ينبغي أخذ فترات من الراحة، بمعنى ألا يدرس الطالب بشكل متواصل، فالابتعاد عن المذاكرة يساعد في تنشيط العقل واستعادة النشاط بشكل أفضل".
الحل يكمن بمذكرة!
ويشير إلى أنه "بالنسبة إلى الامتحانات الرسمية، سواء للبريفيه أو الثانوية، أجد أن هناك إيجابية في إصدار مذكرة الامتحانات خلال الأسابيع المقبلة، لأنه بمجرد إصدار هذه المذكرة، تصبح هناك فوائد ملموسة لتوجيه الطلاب والتحضير، إذ تؤازرهم على فهم هيكل الامتحان العام أو الامتحانات الرسمية، وكيف ستُجرى وأنواع الأسئلة التي ستُطرح، وتوزيع الوقت للمواد. وهذا يزيل الغموض بشأن إجراء الامتحان أو عدم تنفيذه، ويحفّز الطلاب على التخطيط الجاد للدراسة، وتجهيز أنفسهم نفسيا وعلميا لعقدها. كما أن مجرد إصدار المذكرة سيخفف التوتر لدى الطالب بشأن إمكان إجراء البريفيه، مما يزيد شعوره بالاستعداد ويقلل المخاوف والشائعات والتكهنات التي يسمعها على مواقع التواصل الاجتماعي".
ويشدد سعد على أن "الإسراع في إصدار مذكرة الامتحانات الرسمية للمرحلة المتوسطة والثانوية، من شأنه دفع الطالب إلى وضع خريطة طريق للتهيؤ بشكل جيد جدا".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|