الصحافة

البيان الخليجي خريطة طريق رئاسياً وللعلاقة مع لبنان...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إندفعت الحركة السياسية في أكثر من اتجاه، وحيث كان لبنان حاضراً في كل المحطات والمناسبات داخلياً وخارجياً في القمم الثلاث التي احتضنتها الرياض، وخصوصاً ما صدر عن قمة دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال البند المتعلّق بلبنان، ما يؤكد وفق مصادر سياسية متابعة لهذا المسار، توافق دول المجلس والتفافها حول الموقف السعودي تجاه لبنان، والذي يتلخّص بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، وأن يكون وطنياً وعربياً، ولا يطعن السعودية ودول الخليج في الظهر، وتالياً الشروع في الإصلاحات المطلوبة.

في حين أن الأبرز هو إدانة تدخّل إيران في شؤون لبنان وتقويض أمنه واستقراره وسلخه عن محيطه العربي، أي بفعل ما يقوم به "حزب الله" المرتبط إرتباطاً وثيقاً بطهران. فهذه اللاءات، وفق المصادر عينها، هي من المسلّمات والثوابت للمملكة ولكل دول مجلس التعاون، ما يعني وفق المعلومات التي يشير إليها أحد العائدين من الخليج، أن شخصية الرئيس المقبل يجب أن تلتزم هذه الثوابت ليكون هناك دعم للبنان على كل المستويات، مع الإشارة الى ان استقبال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في الرياض، إنما يندرج في إطار تعاطي السعودية مع زعماء الدول ورؤساء الحكومات، وبالتالي، أن دعوة ميقاتي إنما صبّت في هذا المنحى، وليس هناك من رسائل أو ما يقال في الإعلام حول مشاركة الرئيس ميقاتي في أعمال القمة العربية ـ الصينية.

وتتابع المصادر أن لبنان قادر على الإستفادة من كل الفرص التي ظهرت في أكثر من محطة ومناسبة، وطارت بفعل الوضع القائم في لبنان، والآن فان عنوان التنمية الشاملة لهذه القمم التي عقدت في الرياض، إنما يعطي لبنان فرصاً ومجالات كثيرة لتشكِّل له رافداً على كل المستويات. لكن ذلك مرتبط بقدرته في حال انتُخب رئيس للجمهورية وشُكلت حكومة تقوم بإصلاحات فورية، وعندها كل الإحتمالات واردة بقوة ليسلك هذا البلد طريق الإستقرار السياسي والإقتصادي وفي كل الميادين.

وفي موازاة قمم الرياض، فإن الحركة السياسية الدولية باتجاه لبنان قد تدخل في إجازة الأعياد، وخصوصاً حول الإستحقاق الرئاسي الذي لا يزال موضع تشاور وتداول في أكثر من عاصمة عربية وغربية، وربطاً بمعلومات تشير إلى بدء التصفيات للمرشحين، بمعنى أن ليس هناك من شخصية محسومة حتى الآن أكان داخلياً أم خارجياً. وثمة انتظار لما سيرسو عليه الموقف الفرنسي الذي أخذ جرعات دعم دولية وعربية، ليكون "المايسترو" الذي يدير الإستحقاق الرئاسي والملف اللبناني عموما. وهنا، تؤكد المصادر نفسها، من خلال أجواء موثوق بها، أن السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريّو، نقلت الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال زيارتها له نهاية الأسبوع المنصرم، أجواء لقاء الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، حول ما يتصل بالشأن اللبناني، وأثنت على موقفه بالدعوة الى الحوار، خصوصاً في هذا الوقت الضائع، إلى حين أن ينقل موفد فرنسي في المرحلة المقبلة الاتجاه اليقين حول الحلّ المتصل بالإستحقاق الرئاسي. وفي الحصيلة ان الحوار، في هذه الظروف، من شأنه أن يلجم الإحتقان السياسي، ويخرج جلسات انتخاب الرئيس في المجلس من رتابتها وهزالتها، وهذا ما يقرّ به بري، الذي قال لبعض زواره من الأصدقاء المقربين، إنه لم يعد يتحمل هذا الترف السياسي، وما تشهده جلسات المجلس "مسخرة ما بعدها مسخرة"، وهو يقوم بواجبه الدستوري ليس إلا.
وتخلص المصادر إلى أن المطلعين على بواطن الأمور والعارفين بما يحصل في الداخل والخارج، يؤكدون أن انتخاب الرئيس قد يكون أواخر العام الحالي، أو مطلع العام الجديد، وربطاً بذلك، فإن الرئيس بري سيشتري الوقت عبر حوارات "بالجملة والمفرّق" وهو تشاور مع معظم الكتل، وهناك حركة جدية وفاعلة تجري بعيداً من الأضواء لتمرير هذه المرحلة إلى حين تأتي ساعة التسوية، درءاً لأي خضّات وإشكالات أو فوضى نتيجة ما يحيط بالبلاد من شلل في كل مؤسّساتها ومرافقها، وانهيار متمادٍ للعملة الوطنية وللأوضاع الإقتصادية والإجتماعية. وعليه، فإن رئيس المجلس أضحت لديه صورة متكاملة حول مشهدية الوضعين الإقليمي والدولي، ولا سيما ما قاله له المسؤول الاميركي السابق ديفيد هيل، وما نقلته أيضاً السفيرة الفرنسية حول موقف باريس من الإستحقاق الرئاسي، وكذلك لقاء ماكرون ـ بايدن، ناهيك عن أنه على بيّنة من الدور السعودي، ويعتبره أساسياً في كل الإستحقاقات الداهمة من أجل الحفاظ على العلاقة مع المملكة، وطي صفحة ما جرى من اهتزازات على خط هذه العلاقة، فيما المساعي الجارية أيضاً تهدف الى التوصل إلى سلة متكاملة لا تنحصر بالإستحقاق الرئاسي.

"النهار"- وجدي العريضي

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا