الصحافة

صاروخ غير منفجر قد يفجّر أزمة في لبنان

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مثل طلب الولايات المتحدة من لبنان استرداد ​صاروخ GBU​-​39B​ غير المنفجر في هجوم الضاحية الجنوبية، قضية معقدة تتجاوز مجرد طلب عسكري، لتشمل أبعاداً استخباراتية وعسكرية وسياسية. ووفق ما يمكن قراءته، هناك الكثير من الأسباب الكامنة وراء هذا الطلب، كما انّ الرد اللبناني عليه سيحمل تأثيرات على الساحة الداخلية.

يعتقد الكثير من المحللين ان الهدف الرئيسي للولايات المتحدة من استعادة الصاروخ، هو الحفاظ على سرية تقنياتها العسكرية الحساسة، فهذا الصاروخ تحديداً هو قنبلة موجهة ذكيّة ودقيقة، وتعدّ التكنولوجيا المستخدمة فيه متقدّمة للغاية. ولا شك ان واشنطن تخشى بشدة من وقوع هذا السلاح واسراره في أيدي أطراف تعتبرها معادية، يمكنها تحليل تقنياته. وتشمل هذه الأطراف:

- إيران: تخشى الولايات المتحدة من أن يقوم حزب الله، بتسليم الصاروخ إلى إيران، حيث يمكن للخبراء الإيرانيين دراسة أنظمة التوجيه والملاحة والتحكم الخاصة بالصاروخ، مما قد يمكّنهم من تطوير أنظمة مضادة أو تقليد التكنولوجيا، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً للمصالح والقوات الأميركية.

- روسيا: مع التوترات المتشعبة حالياً، هناك قلق أميركي من احتمال وصول التقنية إلى روسيا، التي قد تسعى الى الاستفادة منها في صراعاتها الخاصة، لا سيما في أوكرانيا.

كشف مصدر الهجوم: على الرغم من عدم انكارها ذلك، الا ان الصاروخ غير المنفجر، يمثل دليلاً مادياً على استخدام أسلحة أميركية الصنع في الهجوم. ومع التسليم مسبقاً بأن لبنان لن يرفع الصوت ويقيم الدعاوى او يتّخذ اي اجراء من شأنه ان يسبب احراجاً لاميركا، الا ان الواقعة بذاتها والكشف عن الصاروخ والاضاءة على المسالة من قبل وسائل الاعلام المحلية والدولية، قد يسبب حرجاً سياسياً لواشنطن.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى واشنطن عبر هذا الطلب إلى التأكيد على نفوذها الدبلوماسي والسياسي في لبنان، ومحاولة دفع الحكومة للتعاون معها ونزع سلاح حزب الله واتخاذ الخطوات التي تضعها الادارة الاميركية هدفاً لها.

اما الردّ اللبناني على هذا الطلب فله اثمانه من دون شك، ويعكس الانقسام السياسي العميق في البلاد. ومن المرجح أن يرفض الحزب وحلفاؤه تسليم الصاروخ، وسيسعون للاستفادة منه كدليل إعلامي وسياسي لإدانة التدخل العسكري الأميركي عبر اسرائيل في لبنان، ومن المرجح انهم سيعتبرون الطلب الأميركي انتهاكاً للسيادة اللبنانية، وهو ما سيضع هذه الحكومة في موقف حرج للغاية، وستجد نفسها بين فكّين متعارضين: الاميركي الذي يهدّد بعواقب سياسية واقتصادية وحتى عسكرية، وتحويل الحياة اللبنانية الى اتون نار مشتعل، او اطلاق يد حزب الله الذي سيرى في استغلال مسألة الصاروخ غير المنفجر، وسيلة لاغراق السياسة الاميركية في لبنان والمنطقة في الوحول، ناهيك عن احراج الدولة والحكومة بمسألة انتهاك ​السيادة اللبنانية​ واعتبارهما مشاركين في تهميشها وتقويضها ومحاولة زيادة النقمة الشعبيّة الداخليّة عليها لتلبيتها كل طلبات الاميركيين، مهما كانت.

وعليه، يمثل ​طلب استرداد الصاروخ​ حلقة جديدة في صراع النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية على الساحة اللبنانية المتعَبة، ويسلط الضوء على هشاشة الموقف الرسمي اللبناني أمام التجاذبات الإقليمية، في ظرف اصعب ما يكون بالنسبة الى لبنان والمنطقة ككل، وفي ظل التغييرات والاحداث الدراماتيكية التي فرضت نفسها على الواقع الشرق اوسطي.

اما الحل الاكثر ترجيحاً، وفق المحللين، فهو في ان المسألة ستمرّ بشكل سلس وسط احداث اخرى ستسرق الاهتمام ومنها على سبيل المثال لا الحصر، زيارة قداسة البابا الى لبنان، وتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحريّة مع قبرص، من دون ان ننسى طبعاً التهديدات المتصاعدة بتوجيه ضربة عسكرية اسرائيليّة الى لبنان مع نهاية السنة الحالية بسبب مسألة سلاح حزب الله.

طوني خوري -النشرة

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا