السعودية تثبّت مشروعية ميقاتي وتفتح افاق مستقبله السياسي
حبر كثير سال في ابعاد دعوة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ممثلا الدولة اللبنانية، الى القمة العربية- الصينية والحفاوة البالغة التي خصته بها المملكة والفرصة التي اتاحتها لعقد مروحة لقاءات مع رؤساء وقادة الدول المشاركة الى جانب اجتماعه مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان في قصر عرفة في الرياض وحرارة الاستقبال وتضمين مجمل البيانات الصادرة عن القمة والمؤتمرات مواقف داعمة للبنانيين بما يقررون، من دون تجاوز اهتمام الاعلام السعودي بالزيارة التي صنّفها في اطار زيارة دولة.
فالى ما ظهر الى العلن من تغيير جذري في طريقة التعاطي السعودي مع ملف لبنان عموما وشخص الرئيس ميقاتي في شكل خاص، تقول مصادر سياسية واكبت الزيارة بتفاصيلها لـ"المركزية" انها اضافت الكثير الى رصيد حامل لقبي رئيس حكومة تصريف الاعمال والمكلف تشكيل الحكومة، ولو ان التشكيل بات من الماضي، فهو لا بد سيستفيد من الدعم السعودي الذي تزامن مع قنص سياسي من التيار الوطني الحر في اتجاه الرئيس السني ومحاولة خلق شرخ طائفي بين الموارنة والسنة، في زمن تضعضع الطائفة مع تعليق عمل تيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري العمل السياسي، فجاءت الدعوة وما تخللها لتؤكد العناية الملكية بسنّة لبنان وعدم تركهم لقمة سائغة لمن تسول له نفسه استضعافهم من قوى فريق 8 اذار، في المواقف على غرار ما يفعل التيار او في الميدان مع تسلل حزب الله الى بيئتهم ،لا سيما في عكار وهو ما سيتظهر في انتخابات المفتيين المقررة في 18 الجاري، فالزيارة الميقاتية الى المملكة اذا، تشكل الصورة الاولى التي تعطى لشخصية سنية بعد انكفاء الحريري، بمعزل عما اذا كانت محض بروتوكولية، الا ان السعودية حرصت في بيانها على تظهير نظرتها بعين الايجابية الى عمله وادارته ودوره، وربما تعويلها على هذا الرجل الذي قد يستفيد من المشهد واللحظة في اتجاه تثبيت مشروعيته وشعبيته من جهة والربط منذ اللحظة مع الاستحقاق الحكومي المقبل بما يخدم مستقبله السياسي، من جهة ثانية.
الموقف السعودي من لبنان ثابت لم يتغير، تردف المصادر، هو جزء لا يتجزأ من القمة الفرنسية –السعودية والقمم الخليجية والبيان الثلاثي الصادر عن الرياض وواشنطن وباريس، وفي اكثر من موقف ومحطة، وهذه رؤيتها في موضوع احترام الدستور وتطبيق الطائف والقرارات الدولية وألا يكون لبنان منصة لاستهداف العرب ولتصدير الممنوعات واقامة دولة تفرض سيادتها وتطبق الاصلاحات المطلوبة.
لا شك ان الواجب تعقبه اليوم يتمثل في رؤية الحزب للزيارة الميقاتية وكيفية تعاطيه مع المقاربة السعودية الجديدة للدور المنوط بميقاتي لجهة فتح ابواب المملكة للبنان واعادة لم الشمل السني، فهل يستفيد الحزب من الوضع المستجد من اجل تطبيع العلاقات مع المملكة، كل ذلك رهن اللحظة والدرب الذي ستسلكه ملفات المنطقة وتطورات الميدان الايراني، تختم المصادر.
المركزية - نجوى ابي حيدر
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|