هل فعلت فعلتها نصيحة عون لباسيل؟
شن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الثلاثاء الفائت سلسلة من المواقف التي اعتُبرت الأعنف ضد حليفه الأساسي "حزب الله"، وتزامنت مع أصوات مناصري "التيار" المنادية بفكّ الارتباط، لعدم جدوى استمراريته بعد وصفهم لما فعله الحزب "بالغدر". وأشار باسيل إنه "لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك، ولا قيمة ولا قيامة لأي تفاهم وطني يناقض الشراكة الوطنية".
لم يتوانى باسيل عن تذكير حليفه بالمواقف التي كان الى جانبه فيها ، ووصف شراكتهم بالعرجاء ، مشيراً إلى أنه "إذا كان أحد يظن أنه يضغط علينا في الموضوع الرئاسي، نقول له إنه لن يجدي ذلك، وهذا الأمر يؤدي إلى تصلب أكثر". وكان يبعث برسالة بأن وجوده أساسي في كافة المعادلات القائمة .
هذا الهجوم لم يكن وليد قرار الثنائي الشيعي الحضور الى جلسة مجلس الوزراء، فالعلاقة بين الحزب والتيار بدأت تهتز بعد زيارة باسيل الى فرنسا وإبلاغه أن محادثات قائمة بين الحزب والفرنسيين وأن الحزب عرض اسم سليمان فرنجية ولم يمانعوا ، وكبر الشرخ في العلاقة بعد الجلسة الحكومية، وما صب الزيت على النار إبلاغ قطر النائب باسيل ان اسم قائد الجيش هو الاسم الأنسب المطروح في حال لم توافق السعودية على سليمان فرنجية، وان قائد الجيش حائز على موافقة دولية ومحلية واسعة، فكانت ردة فعل باسيل ان هاجم سليمان فرنجية والحزب وهاجم قائد الجيش.
اما اليوم فلا نستطيع الا ان نستشعر حالة العصبية والتوتر التي يعيشها باسيل ، خاصة بعد أن بدأت جدران الهيكل تضيق عليه، وربما يحاول إسترجاع موقعه عبر رفع حدة التصريحات بعد جلسة مجلس الوزراء التي عقدها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، علّه يعيد السيطرة على زمام الأمور من جديد ولملمة وتقوية تمثيله الذي بدأ يتراجع ، ويفرض وجوده بقوة وحقه بالمفاوضة بملف رئاسة الجمهورية.
في هذا السياق أفادت مصادر للكلمة اونلاين ان الرئيس عون نصح باسيل بالتروي وعدم الغلط مع الحزب ، وكسر العلاقة، لان حتماً سيحين الوقت المناسب الذي سيقوم الحزب بإيصاله الى الرئاسة . وأشارت المصادر نفسها أن الرئيس عون طلب التواصل مع حزب الله عبر لقاء او اتصال والى الآن لم يصله الرد .
وبعد ان شعر باسيل بحجم الكلام وردود حزب الله بدأ خطابه يلين، والدليل تصريحه عند خروجه من بكركي عندما قال " انا مسالم" مع العلم انه حاول اللعب على نقيضين مسالم من ناحية وايصال رسالة الى الحزب انه يستطيع ان يقاتلهم عبر رفع سقف خطاب بكركي.
لكن الرئيس عون لم يستطع الاستنجاد بالراعي لرفع السقف، فأصبح غطاء الحزب لباسيل على المحك، وعند إضمحلال الغطاء، تنكشف إحتمالات فتح ملفات ومساءلات من ملف الاتصالات الى ملف الكهرباء وغيرها، ويصبح تحجيم كتلة التيار واقع عبر سحب الحزب عدد لا بأس به من نوابه. فكان لا بد من تصحيح العلاقة مع السيد ، وهذا ما رأيناه في المقابلة التي أجراها رئيس التيار عبر شاشة الLBC ، عندما قال: " شخص السيد حسن له مكانة خاصة في عقلي وقلبي وافكر به بشكل مختلف عن كل الناس في السياسة في لبنان... اذا وضعنا جانبا الجنرال عون، السيد حسن هو عندي "غير كل الناس".
كثرت التحليلات بين من يعتقد أن الحزب لن يتخلى عن باسيل في ملف الرئاسة ، ومن يؤكد انه داعم لسليمان فرنجية، وتصريحات المقربين منه التي لا تعترض على قائد الجيش.
يبقى السؤال هل يلتئم شمل الزوجين المنفصلين، وتضمد جراحهم المصالح المشتركة وهل سيقبل جبران باسيل التنازل عن كرسي الرئاسة وما هو الثمن؟ ام اسم الرئيس حسم بقرار دولي ويتم التحضير للتسوية؟
بقلم : مارغوريتا زريق
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|