الصحافة

التعطيل طويل والحوار تقطيع وقت

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يعد خافياً على الرأي العام اللبناني أن السبب الرئيسي لفشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد للجمهورية بفعل استمرار التعطيل المتعمّد يعود الى قرار متّخذ بين أركان قوى ما يسمّى "ممانعة " التي يقودها "حزب الله"، أولاً لأن هذا الفريق يعاني من خلافات داخلية لجهة اعتماد مرشح واحد، فـ"الثنائي الشيعي" يدعم بقوة ترشيح سليمان فرنجية وتؤيّده في ذلك أكثرية القوى المنضوية في إطار "الممانعة" ويعتمد الدعوة الى حوار حول الاستحقاق الرئاسي كمناورة لكسب الوقت أو لاستمالة من يقفون على حافة الانضمام الى المجموعة المؤيّدة لفرنجية.

أما "التيار الوطني الحر" فيرفض رفضاً تاماً أن تكون إزاحة مرشحه وخليفة الرئيس السابق ميشال عون المعلن جبران باسيل ثمنها إيصال خصم سياسي يتمتع بمروحة تحالفات أوسع منه، ويكون قادراً في السنوات الست المقبلة على أن يضعف عون وتياره بطريقة منهجية اعتماداً على موقعه في رئاسة الجمهورية. هذا ما يدفع "التيار الوطني الحر" الى محاولة إجراء مقايضة بين سحب ترشيح باسيل لخلافة عمّه، والتوافق على مرشح لـ"الممانعة" يكون أقل خطراً عليه في اللعبة السياسة الداخلية بتفاصيلها السلطوية الصغيرة.

ويعود سبب التعطيل ثانياً الى تصرّف "حزب الله" والمجموعة الملتحقة به على أساس أن الاستحقاق الرئاسي يدور فقط حول من يسمّيه كمرشح له أو من يخرج من صفوفه مثل فرنحية أو باسيل.ومن هنا يتعامل "حزب الله" وفريقه مع ترشيح القوى السيادية للنائب ميشال معوض باستخفاف معتبرين أنه ترشيح وهمي.

أما السبب الثالث للتعطيل فهو تشتت الكثير من الأصوات التي كان يمكن أن تصبّ في مصلحة ميشال معوض لتؤكد جدّية ترشيحه كشخصية لها موقعها، ومكانتها، وكفاءتها، ومبادئها، الأمر الذي يؤكد أن عدداً من النواب الذين يختبئون خلف عملية بعثرة الأصوات هنا وهناك ينتظرون ساعة الصفر للقفز الى سفينة "حزب الله"والاقتراع لسليمان فرنجية. هؤلا ء معروفون ويمكن تفحص أسمائهم بمراقبة ورقة "لبنان الجديد" أو بعض الأوراق التي تحمل أسماءً غير معنيّة بالاستحقاق. أما السبب الرابع لتعطيل الاستحقاق الرئاسي فيعود الى تعمد رئيس مجلس النواب نبيه بري التلاعب بالنصوص الدستورية المتعلقة بعملية الانتخاب وتفسير النصوص على هواه ولمصلحة الفريق الذي ينتمي إليه، من غير أن يجد معارضة جدّية لسلوكه تردعه بعدما نصّب نفسه بالقوة حاكماً منفرداً في مجلس النواب.

أما السبب الأخير فيقيننا أنه مرتبط بعدم نضوج المعطى الخارجي لاختيار رئيس جديد لأن العديد من الكتل تنتظر المعطى المذكور لتبني عليه حساباتها الرئاسية. هنا يدخل المرشح الرابع أي قائد الجيش الذي قد يصل الى الموقع الرئاسي مدفوعاً بتفاهمات إقليمية - دولية تقوم على مبدأ منع "حزب الله"من إيصال مرشحه في مقابل منع وصول مرشح معارض بقوة له، لتعود الكرة وتستقر في ملعب قيادة الجيش باعتبارها نقطة تقاطع بين الجميع.

التعطيل حقيقي والدعوة المستجدة التي أطلقها نبيه بري للحوار هدفها تقطيع الوقت، وتمييع الموقف الرافض لوصول مرشح من الفريق الذي يقوده "حزب الله" من خلال العمل على تشتيت الدعم الذي يتمتع به مرشح الفريق السيادي وتشجيع من ينتظرون عند حافة الجدار على القفز نحو معسكر "حزب الله". ولعل ما يقلق البعض أن فريق الممانعة يراهن على الدور الفرنسي من خلال ما يسمّى السياسة الواقعية التي ينتهجها الرئيس إيمانويل ماكرون وفعلت فعلها منذ زيارته الأولى للبنان بعد تفجير المرفأ. وقد تناهى الى مسامعنا أنه يعمل من طريق إقناع السعوديين على تأمين وصول سليمان فرنجية الى قصر بعبدا ونجيب ميقاتي الى السرايا الكبيرة!

"النهار"- علي حمادة

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا