لا تسوية.. المراوحة تستنزف الأمن وقوى السلطة "غير مستعجلة"
بعد جلسات انتخاب رئيس الجمهورية أو "المسرحيات" التي وصفت بـ "الهزلية" وأكثر..، لا تبدو المخارج التسووية قد وضعت على سكة الحلول حتى اللحظة، ولعبة تقطيع الوقت في زمن الانتظار القاتل، تدفع أكثر الى التّيقن ان جميع القوى الداخلية حتى غير المؤثرة، "مرتاحة عل وضعها" وهي تعتقد أنها غير مضطرة لدفع ثمن التسوية الداخلية، لذا فهي غير مستعجلة عليها الى حين تحسين شروطها، فيما هناك قناعة ان البلد لا يمكنه الصمود في ظل تسارع الانهيار الاقتصادي والمعيشي، واستمرار الوضع السياسي في المراوحة والغرق في السجالات من دون نتيجة.
في المقابل، فإن المعادلة الثابتة التي تفرض وجودها هي الامساك بالوضع الأمني المترنح، وتقول مرجعية سياسية لـ "ليبانون فايلز" ان الخارج ما يهمّه فقط في هذه المرحلة هو عدم اهتزاز الاستقرار، وخروج ازمة لبنان خارج حدوده، ولا يعي خطورة استنزاف الامن الذي يشارف هو الاخر على الانهيار. والخارج لا يسعى أيضاً الى معالجة الوضع الاقتصادي ولم يعد مطلوباً معالجة أزمة النازحين السوريين، بل عدم عودتهم إلى سورية أقلّه حالياً، والأولوية هي لإدارة الفراغ الرئاسي ما يعني ان الموقع الرئاسي المسيحي الذي يكاد ان يكون الوحيد في الشرق الأوسط لم يعد في اهتماماتهم.
ويعود ذلك بحسب المرجعية عينها، الى قناعة الدول الإقليمية وكذلك عواصم القرار العالمي ان قوى الداخل المتحكمة بالقرار ليست عاجزة عن الحل فحسب، إنما هي التي تتسبّب بأزمة الحكم ويعود اليها سوء إدارته بشكل مباشر.
أما الحديث عن حوار داخلي يديره رئيس مجلس النواب نبيه بري ويسعى الى جرّ الاقطاب السياسية من خلال جولات ومباحثات جانبية وفردية يتولى ضبط ايقاعها، فهي لم تلقَ الصدى او التجاوب من الجميع، ويجري تنفيذه تحت الاضواء وهو "خافت"، لذا فإن الحوار المزعوم يبدو بعيد المنال وشبه مستحيل، لاعتبارات عدة منها:
-لا يشكل الحوار منطلقا لانتخاب رئيس بل لحلّ الخلافات بين احزاب السلطة، وايجاد قواسم مشتركة للولوج الى المحاصصات وتوزيع التركة.
-تفضل قوى السلطة دفع الثمن لجهة خارجية، بمعنى أدق تسليف مواقفها لمحورها الإقليمي او الدولي، مقابل الولوج الى تسوية داخلية بعنوان "الحوار"، وهو ما اعتادت.
-يتزامن الحوار الداخلي مع نضوج الحل الخارجي وليس العكس، وبالانتظار يجري تعليق جميع الملفات بما فيها الملف الرئاسي.
ليبانون فايلز - هيلدا المعدراني
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|