كيف يمكن للشرق الأوسط أن يتخلص من دوامة الصراع في عام 2026؟
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "العام الماضي كان من أكثر الأعوام أهمية في التاريخ الحديث للشرق الأوسط. وأدت سلسلة من التصعيد العسكري المترابطة، من غزة إلى إيران، إلى إعادة تشكيل النظام الإقليمي، وكشفت عن مخاوف استراتيجية عميقة، وأظهرت حدود القوة الأميركية والإسرائيلية في مشهد جيوسياسي متقلب. وفي كل أنحاء المنطقة، اتسعت رقعة العمليات العسكرية
الإسرائيلية بشكل كبير. ففي غزة، أدى الدمار المستمر منذ تشرين الأول 2023 إلى معاناة إنسانية غير مسبوقة وتشرذم سياسي. كما واستهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية مواقع إيرانية وأخرى لحزب الله في سوريا، بينما توسعت عمليات مماثلة في لبنان، مما ينذر بحرب إقليمية أوسع. وفي اليمن، أضافت الغارات الإسرائيلية التي استهدفت تعطيل قدرات الحوثيين جبهة أخرى إلى خريطة الصراع المتشعبة أصلاً".
وبحسب الموقع، "كان الهجوم الإسرائيلي في أيلول الماضي على قطر، وهي حليف للولايات المتحدة وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، الأكثر إثارة للدهشة. وبرر المسؤولون الإسرائيليون الضربة بأنها هجوم على قادة حماس الذين كانوا يتفاوضون في الدوحة، إلا أنها أخطأت هدفها، وأدانت قطر هذه الخطوة باعتبارها انتهاكاً لسيادتها، وسط غضب دولي واسع النطاق. وتزامنت هذه التحركات مع تجديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأييده العلني لمفهوم "إسرائيل الكبرى"، ويُفهم على نطاق واسع أن هذه الرؤية التوسعية، المدعومة من قبل القوميين الإسرائيليين المتطرفين، تشمل الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة، ولبنان، والأردن، بالإضافة إلى أجزاء من سوريا، ومصر، والعراق، والمملكة العربية السعودية".
وتابع الموقع، "في منتصف عام 2025، شنت الولايات المتحدة وإسرائيل ضربات منسقة على البنية التحتية العسكرية والنووية الإيرانية، وبينما وصفت واشنطن العملية بأنها "محدودة عمداً" ووقائية، فاجأ رد إيران العديد من المراقبين، إذ أمطرت المدن الإسرائيلية بالصواريخ. وفي وقت لاحق، بدا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشيد بالضربات الإيرانية، معترفاً بتأثيرها الكبير: "لقد تعرضت إسرائيل لضربة قوية للغاية، خاصة في اليومين الماضيين. تلك الصواريخ الباليستية، يا إلهي، لقد دمرت الكثير من المباني". وازداد الوضع الإقليمي تعقيداً عندما تم، بموجب خطة مدعومة من الأمم المتحدة، إخراج غزة من السيطرة الإدارية الفلسطينية ووضعها تحت سلطة دولية بقيادة ترامب. وبينما جادل المؤيدون بأن هذا ضروري لمنع تجدد التمرد، وصفه المنتقدون بأنه سابقة خطيرة تُضفي شرعية فعلية على الوصاية الخارجية على السكان المحتلين".
وأضاف الموقع، "تُردد التطورات الأخيرة اعترافاً شهيراً للجنرال الأميركي ويسلي كلارك في عام 2007، مستذكراً خطة البنتاغون لعام 2001 "للقضاء على سبع دول في خمس سنوات، بدءاً من العراق، ثم سوريا، ولبنان، وليبيا، والصومال، والسودان، وأخيراً إيران". ولكن على الرغم من إصرار إدارة ترامب على أن الضربات التي شنت عام 2025 على إيران مثلت "نجاحاً تاريخياً"، فإن العواقب الطويلة المدى على الولايات المتحدة أكثر خطورة بكثير. فلقد وضعت واشنطن نفسها الآن في خانة القوى التي شنت عدواناً عسكرياً مباشراً على الوطن الإيراني، وهذه وصمة لن تُمحى من ذاكرة الحضارة الإيرانية، وستُشكّل القومية الإيرانية وموقف البلاد الإقليمي لأجيال قادمة. وإذا استمرت السياسات الأميركية على حالها حتى عام 2026، فسيشهد الشرق الأوسط المزيد من الحروب وعدم الاستقرار والاضطرابات الاقتصادية، وتواجه الولايات المتحدة خطر التورط بشكل أكبر في منطقة سعت كل إدارة أميركية إلى تجنبها. وستتأثر قدرة واشنطن على التركيز على الأولويات الحاسمة المحددة في استراتيجيتها للأمن القومي لعام 2025 تأثراً بالغاً، ولذلك، مثّل الهجوم على إيران انتكاسة استراتيجية لكل من المنطقة والولايات ا".
وبحسب الموقع، "طالما استمرت تل أبيب في سعيها لتحقيق رؤية "إسرائيل الكبرى"، وطالما استمر الصدام العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران، فلن يكون هناك أمل يُذكر في سلام دائم. ولا يزال انعدام الثقة الإقليمي بين إيران وجيرانها مرتفعاً، كما أن البنية الجيوسياسية لغرب آسيا هشة. ويعتمد السلام والاستقرار على عدة خطوات: أولاً، يجب على الولايات المتحدة أن تنتقل من الدعم الخطابي إلى التنفيذ الفعلي لقرارات الأمم المتحدة بشأن إقامة دولة فلسطينية، فمن دون حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ ثمانية عقود، لن يصمد أي إطار إقليمي. ثانيًا، في حزيران 2025، هددت إيران بمحو إسرائيل من على وجه الأرض إذا تعرضت لهجوم آخر، وفي تشرين الأول 2025، هدد المسؤولون الإسرائيليون بمحو إيران ولبنان من على وجه الأرض. ونظراً لنفوذهما، فإن الولايات المتحدة والصين في وضع فريد يسمح لهما بالتوسط بين إسرائيل وإيران لمنع المزيد من التصعيد العسكري، وينبغي عليهما القيام بذلك".
وتابع الموقع، "ثالثاً، ينبغي على الدول الثماني المطلة على الخليج اتخاذ خطوات نحو نظام أمني وتعاوني إقليمي، والحد من الاعتماد على القوى الخارجية، وبناء حوار مؤسسي يمكن التنبؤ به. رابعاً، ينبغي لمنظمة التعاون الاقتصادي الأوراسي أن تتجاوز الجبهة الاقتصادية نحو آليات سياسية وأمنية جماعية، وأن تدمج تركيا وإيران وباكستان ودول آسيا الوسطى والقوقاز. وأخيرًا، يتعين على واشنطن وطهران الانتقال من حالة الجمود الدبلوماسي إلى مفاوضات متجددة، وهذا من شأنه أن يمكّنهما من التوصل إلى اتفاق نووي مستدام، مع مراعاة المصالح المشتركة ومجالات التعاون، والانخراط في حل النزاعات التي غذّت عقودًا من العداء".
وأضاف الموقع، "لقد كشف العام الماضي عن مخاطر الأحادية، والاستراتيجيات الإقليمية العسكرية، والمشاريع الأيديولوجية المتطرفة، ولن يتمكن الشرق الأوسط من الخروج من دوامة الصراع إلا من خلال تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وإنشاء آليات أمنية إقليمية، والسعي إلى حوار شامل بين الولايات المتحدة وإيران. ومن دون اتخاذ مثل هذه الخطوات، قد يجلب عام 2026 مزيداً من عدم الاستقرار، بتكلفة باهظة لكل من المنطقة والولايات المتحدة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|