الصحافة

ماذا يدور في عقل الشيخ نعيم؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إدارة الصراع توازي بأهميتها عدالة القضية موضوع الصراع. أنظمة "محور الممانعة" بكل أنواعها، منذ نشأةِ دول المنطقة، قهرت شعوبها إلى حد يفوق القهر الإسرائيلي الناتج عن احتلال الأرض. لقد كان من شأن، إذا تمتع المواطن بحقوقه، أن تزول هذه الأنظمة، وأن تتوافر عناصر القوة في الصراع مع إسرائيل. لذا ترسخت عند "الممانعين" معادلة تقوم على ديمومة الهزيمة كونها من شروط بقاء النظام.

هذه المعادلة بدأت تتكسر، وثمة اتجاه في دول عربية عدة إلى سلوك المسلك الصحيح لـ "إدارة الصراع" مع إسرائيل وغيرها. المعادلة الذهبية هي حق المواطن بالعيش الكريم، والعدو الأخطر هو الفقر وانتهاك الحرية والكرامة.

خبران أوردتهما وسائل الإعلام الأسبوع الماضي، الأول "موافقة" إسرائيل على أكبر صفقة غاز مع مصر وبقيمة 35 مليار دولار من حقل "ليفيثان". لو لجأت مصر إلى مصدر آخر لكانت التكلفة ستبلغ 65 مليار دولار. الخبر الثاني سعي الأردن إلى شراء كمية مياه إضافية من إسرائيل غير الكمية السنوية التي حددها اتفاق السلام بين الدولتين عام 1994، والتي تبلغ 50 مليون متر مكعب بسعر سنت واحد للمتر، بما يعادل نصف مليار دولار. المياه مصدرها بحيرة طبرية التي، بسبب أمتار قليلة على ضفافها، أوقف حافظ الأسد محادثات سلام وشيك مع إسرائيل عام 2000. الأسد قال يومها إنه يريد أن يسبح فيها، وردّت إسرائيل "يمكنك فقط أن تصطاد السمك من بعد 15 مترًا".

طبعًا الأمور كانت أكثر تعقيدًا، وفي النهاية لو حصل السلام بين نظام الأسد وإسرائيل، لخسر الأسد ورقة لبنان وتحالفه مع إيران، ولربما اندلعت "الثورة السورية" قبل عشر سنوات من عام 2011.

لا بد من الإشارة إلى أن جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية لم تمانعا سيلان الغاز والماء، وغزة لم ينقطع فيها نزف الدماء ولم تدخل المرحلة الثانية من اتفاق معقد ومتشابك.

من جهة أخرى، الحزب "الممانع" عندنا، يعيش في غيبوبة لا شفاء منها. هناك نظرية مفادها أن إسرائيل "ستبتلعنا" اقتصاديًا لو حصل معها السلام. يتجاهل "حزب الله" أنه وراء ركاكة اقتصادنا، بسبب سياسات هدر وفساد عمرها من عمر الاحتلالين السوري والإيراني. وعسكريًا يقول الشيخ نعيم إن "المقاومة" وكل مقاومة تكون أضعف من القوة الغاشمة التي تواجهها، ويريدنا أن ننسى شعار "سنعبُر".

وبالتالي "إدارة الصراع" أو الانتصار الذي يعدنا به معقود اقتصاديًا على جمعية اسمها "القرض الحسن"، وعسكريًا على صواريخ تحوم فوقها مسيّرات ولا تنطلق من مخابئها. والانتصار بمفهوم فصيل "الحرس الثوري" ممكن رغم أن نصيب الفرد من الناتج القومي الإسرائيلي يبلغ عشرة أضعاف ما يجنيه الفرد الإيراني.

"إنفيديا" الشركة الأكبر قيمة سوقية في العالم، والرائدة في عالم الرقائق الإلكترونية، والتي قررت إنشاء أكبر مشروع لها خارج الولايات المتحدة في إسرائيل، ينافسها "حزب الله" بعشرات المدونين المبتذلين على وسائل التواصل. رئيس مجلس إدارة "إنفيديا" جنسن هوانغ، قال "تُعد إسرائيل موطنًا لبعض ألمع العقول التكنولوجية في العالم، وقد أصبحت الوطن الثاني لإنفيديا". الشيخ نعيم، لو أطبقت السماء على الأرض لن يسلم سلاحه. يدور عقل هذا الرجل، وأمثاله، خارج المنطق الصحيح لـ "إدارة الصراع"، ولكل منطق نشأ بعد القرون الوسطى. في المواجهة بين التكنولوجيا وأيديولوجيا "الجمهورية الإسلامية"، السماء أطبقت فعلًا على الأرض، والشيخ نعيم مضطر من مخبئه أن يسترِق النظر إليها... لِمامًا.

أمجد اسكندر -نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا