بعد حسين الحسيني..أين محاضر اتفاق الطائف؟

مع رحيل الرئيس السابق لمجلس النواب اللبناني حسين الحسيني، والذي كانت له مساهمة كبيرة في التوصل لاتفاق الطائف منهياً الحرب الأهلية اللبنانية، تساءل كثير من اللبنانيين، إعلاميين وناشطين سياسيين ورواد مواقع التواصل، عن مصير محاضر اتفاق الطائف والتي احتفظ بها الحسيني حتى مماته، رافضاً نشرها بالعلن.

وتساءل كثيرون ما هو مصير هذه المحاضر الآن، هل ستستعيدها الدولة اللبنانية؟ أم أن مصيرها متوقف على ما هو مذكور في وصية الحسيني؟

وكان كثير من السياسيين سابقاً طالبوا بأن يتم الكشف عن هذه المحاضر، من بينهم النائب السابق نعمة الله أبي نصر، والذي كشف في وقت سابق أنه أرسل عدداً من الرسائل إلى الرئيس نبيه بري مطالباً إياه بالحصول على نسخة من هذه المحاضر. وينقل أبي نصر عن الحسيني في أحد لقاءاتهما قوله أن ما نُفّذ حتى اليوم ليس "اتّفاق الطائف" بل ما عُرف بـ"الاتّفاق الثلاثي" الذي أُقر في دمشق برعاية نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدّام، وحضور الأطراف الذين شاركوا في الحرب اللّبنانية.

وتقول مصادر أن محاضر الطائف ليست حكراً على الحسيني وحده، فعدد من السياسيين اللبنانيين والزعماء يمتلكون نسخاً عنها، أو أقله جزءاً منها، وهذه المحاضر، لا تحتوي على أسرار فعلية، إلا أن الحفاظ على سريتها مردّه إلى أنها تضمنت مداخلات صريحة للنواب خلال اجتماعاتهم في مدينة الطائف، إذ كان هؤلاء النواب مدعوين إلى الخروج عن التحفظ والحذر في التعبير الواضح والصريح عن هواجسهم وهواجس الطائفة التي ينتمون إليها.

التعبير الواضح والصريح للنواب هو ما يدفع كثر من اللبنانيين، المسيحيين خصوصاً، للمطالبة بالكشف عن محاضر جلسات اتفاق الطائف، إذ تظهر هذه المحاضر موقف النواب والزعماء المسيحيين في ذلك الوقت من الاتفاق ويجيب على أسئلة عديدة مثل: من هي الجهة أو الجهات التي تنازلت عن صلاحيات رئاسة الجمهورية وبأي ثمن؟ كما قد تظهر هذه المحاضر حقيقة الكثير من الأعراف التي جرى السير بها، مثل التوقيع الثالث الذي تم تكريسه ويعطي وزير المالية القدرة على التعطيل.