ضعضعةُ الدولةِ وضياعُها جعلا وليم نون بطلاً
بَدَتْ الدولةُ في اليومين الأخيرَين في ضعضعةٍ كاملة. كُلُّنا كُنّا نفضّلُ أداءً أفضل لها.
الدولة تستدعي وليم نون ورفاقَه للتحقيق يوم الإثنين. فجأة يُداهم جهاز #أمن الدولة منزل نون بناءً على بلاغ بحثٍ وتحرٍّ من المحامي العام الاستئنافيّ في بيروت. عادة يُصدر القضاء بلاغاً من هذا النوع عندما تُداهم الأجهزة الأمنيّة مطلوباً ولا تجده، أو هي تستدعيه وهو يمتنع عن الحضور. هذا الشاب قال أمام وسائل الإعلام إنّه سيحضُر. التخبُّط ما زال في البدايات.
أمن الدولة مُرتبك أيضاً. وليم نون يُنقَل إلى مركزه في جبيل، ومنه إلى بيروت، ومنه إلى الرملة البيضاء.
قاضي التحقيق بدا مُضَعْضعاً. يُقرّر إطلاق سراحَ نون، وبعدها بدقائق يتراجع القاضي عن تركِه ويربط ملفّه بملف بيتر بو صعب، ثمّ يُطلِق سراحَه بعد ظهر السبت.
مجلس القضاء الأعلى - وأنا خائفٌ عليه كثيراً لأنّه الملاذ – لم يكن أفضل حالاً. يُهيّئ المجلس لإصدار بيان. يَصدرُ بيانٌ يبدو أنه مسوّدة مُسرّبة. رئيس مجلس القضاء الأعلى يقول: "ما وصل إلى وسائل الإعلام عن مجلس القضاء الأعلى هو مشروع بيان لم يحظَ بالموافقة المفترضة لإصداره". هذا أمرٌ يحصل للمرّة الأولى.
ضعضعةٌ كبيرةٌ بَدَت فيها الدولةُ وأجهزتها. بدَت الدولة كذلك المثل القديم الذي يقول: "صاغْ ما تُقْسُم. ومقسوم ما تاكل. وكول قدْ ما بدّك".
الدولة في مراحل التحلُّل الأخيرة. نحن الذين نحبُّ الدولة ونُريدُها وحدها مُسيّرةً لشؤون حياتنا، نحزنُ عندما نراها في تخبّط. لكنّها - للأسف والخجل - هي غير قادرة على التصرُّف بشكلٍ أفضل. هل من المعقول "إنّو الدولِة تحطّ راسا براس وليم نون"؟ هل فقدت الدولة كلّ مهارات التمييز؟ في موضوع المرفأ، "شغلة" الدولة "شغلة وحدي" وهي أن تُنهي التحقيق وتُصدر الأحكام. الدولة تُعطّل التحقيق.
ردّات فعل الناس المجروحة تُصبح مفهومة. عندما تُعطي الدولة المظلومين حقوقهم وتُنهي القضيّة، فلا وليم نون ولا أحد سواه يستطيع أن يرشق الحجارة على قصر العدل، والناس لن تتعاطف معه حينذاك". هي ليلة جَعلْ وليم نون بطلاً يُمثّل كثيرين.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|