"تأهبوا"... والا العواقب بالمرصاد!
"تأهبوا"... نعم هذه هي الحالة التي ترافقنا في لبنان. فكلمة "تأهب" هي الأكثر شيوعا في القاموس العسكري وتستخدم عادة في إشارة الى الإستعداد لعمل ما. ولكن كيف وصلت لتصبح مرادفة لحياة اللبناني اليومية، فذاك يقود إلى الأسباب الموجبة لهذا الأمر..
كل ما يدور حولنا يتوقف عند هذه الكلمة، التأهب للأسوأ، لإنقطاع الكهرباء، المياه، الاتصالات، الدواء، الطحين... وغير ذلك من اساسيات العيش. ويأتي التأهب أيضا لمواكبة قرارات أو إجراءات تتخذ من الدولة اللبنانية في القطاعات المعنية. يعني بكلمات أخرى: وقعت الواقعة، فأما أن تكون محتاطا للعدو أو لا. اما أن تكون فدائيا أو لا.
ولهذه العملية، لا يجدر بأحد أن يكون على سجيته أو "مسترخ" ويترقب، لا... عليه بكل تأكيد أن يتحصن بعدة العمل... اي أن يكون حاضرا ناضرا عند صياح الديك لمواجهة المستجد أو أي تبدل في الخطة الموضوعة.
قد يقول البعض استعدينا لإنقطاع الكهرباء وتوجهنا نحو البدائل وكذلك الأمر بالنسبة إلى الدواء وغيره وغيره، جيد! لكن ما يلزم الأمر مضاعفة الإستعداد بهدف الإستمرارية، فلنتأهب لسماع أخبار طلعات ونزلات الدولار وأسعار المحروقات، وكذلك لارتفاع أسعار كل المواد الغذائية والاستهلاكية حتى وإن انخفضت سعر العملة الخضراء.
والحال ليس أفضل في الملف الاستشفائي وكل ما يتعلق بالصحة والتربية وصولا الى الاعتصامات وواقع الأساتذة والمدارس .
اما في السياسة، فالتأهب قائم لجس نبض النزاعات والمصالحات والتقارب والتباعد والمواعيد الدستورية، للحكم على الأتي. أنه المشهد الدائم لا تبديل في السيناريو ولا في الإخراج المتبع ولا في أقل التفاصيل.
وكالة "أخبار اليوم" جالت على بعض المواطنين للوقوف عند رأيهم.
وفي هذا السياق، تروي فرح ع. أنها لا تدري ما إذا كان لازما اعتماد هذا الإجراء ام لا إلى حين وقوع المحظور بحيث بات الجميع صغارا وكبارا على تأهب للحقائق القائمة، حتى أنها صارت تجيب عن أسئلة أولادها بالقول: "انتو بلبنان ما بتعرفو شو بيصير بلحظة". وتشير إلى أنها مستعدة لمواجهة بعض الأمور لكن ليس بشكل كامل حالها كحال كل من حولها.
الى ذلك، تفيد دنيا ع. أنها كانت بعيدة كل البعد عن أي توجه يقضي بأن تتأهب وإن حياتها تبدلت في الفترة الاخيرة، وتقول ان هناك مسائل تحضها على التأهب أكثر من غيرها وقد اعتادت عليها كلجوئها إلى انزال تطبيق عن سعر الصرف على هاتفها، وكونها تتقاضى مبلغا من الدولار من راتبها الوظيفي، فإن ذلك يدفعها الى التأهب لبيع الدولارات عند الارتفاع أو المحافظة عليها أو غير ذلك.
اما ناجي ك.، فيرى ان كل تحرك في البلد يستدعي التأهب كما يقال للعسكري في الخدمة، وهذا يشمل الاستعداد لمعرفة مصير الخبز وحليب الأطفال وصيرفة وغيرها، ويؤكد أن هذه حقيقة وإن قلة قليلة لا تتأهب بل لديها من يقوم بهذه المهمة عنها.
وهكذا أصبحت حياة اللبنانيين مفصلة على درجات التأهب وليس مبالغة في القول أن هذا العمل يتطلب وعيا دائما كي لا يحصل امر ما على حين غرة ..فتكون العواقب بالمرصاد!
كارول سلوم – "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|