زيارة الوفد لدمشق استجابة ميقاتية لضغوط "الممانعة"
تاهت الساحة الداخلية على وقْع مراوحة رئاسية عقيمة، وحيث الشغور يطغى على ما عداه، إضافة إلى ما استجدّ من مساجلات على خلفية مطالبة فريق الممانعة بفك العزلة عن النظام السوري، والإسراع الى تشكيل وفد وزاري للتضامن مع #سوريا بعد الكارثة التي حلّت بها، إذ بمعزل عن البُعد الإنساني وهول ما حصل، فان المسألة تؤكّد المؤكّد من حيث عمق الإنقسام السياسي العمودي بين المكونات المحلية على اختلافها، فيما لا تزال تفاعلات اللقاء الخماسي في باريس مستمرة بين صدمة البعض من البيان الختامي، ومعطيات لدى الآخرين تشي بأجواء عن تطورات ستحصل في الأيام المقبلة من أجل متابعة ما جرى في العاصمة الفرنسية وبقي طي الكتمان. وتتحدث معلومات من أوساط خليجية، عن إعادة التواصل العربي - العربي من خلال زيارات ولقاءات، ولا سيما في العواصم الخليجية.
توازياً، تكشف مصادر سياسية عليمة، نقلاً عن بعض المشاركين في اللقاء الخماسي، أن توجّههم وروحية النقاش الذي جرى بين المجتمعين، صبّ في خانة تداول وصول قائد الجيش العماد #جوزف عون إلى قصر بعبدا، ولكن لم يتبنَّ أي طرف ترشيحه، وفي إطار نقل هذه الأجواء إلى المرجعيات السياسية اللبنانية، فقد تكون هناك إشارة واضحة الى ما أجمع عليه المشاركون في اللقاء الخماسي، وتلك المعلومة وصلت أصداؤها إلى مرجع سياسي بارز وكشفها أمام الحلقة الضيقة المقرّبة منه، على أن تتبلور الصورة في وقت ليس ببعيد، وإن كانت الأمور غير محسومة حول دعم قائد الجيش أو سواه، على أن يكون هناك إجماع لبناني حول أي مرشح تتوافق عليه القوى السياسية الداخلية، إنما من خلال الإيحاء حول شخص قائد الجيش، يتبدّى أن أسهمه لا تزال هي الأعلى، يقابلها ارتفاع أسهم النائب السابق سليمان فرنجية لدى فريق الممانعة، وتحديداً الثنائي "امل - حزب الله"، فيما سرت معلومات على خط بكركي ومرجعيات سياسية، أنه في حال لم يتم التوافق على كل من عون وفرنجية، فإن أسماء مرشحين آخرين باتت أسماؤهم معروفة من خلال التداول الإعلامي ستبدأ تُطرح بجدية.
وبالعودة إلى زيارة الوفد الوزاري إلى دمشق، وكل ما واكبه من سباق محموم بين داعمين ومؤيدين ومنتقدين، ولا سيما أنه تشكَّل من "الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحر"، تشير المصادر وفق معطيات موثوق بها، إلى ضغوط مورست على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي كان يميل إلى إصدار بيان تضامني مع الشعب السوري، والقيام بخطوات إنسانية ودعم لوجستي لإغاثة المنكوبين، إلا أن "الثنائي" أصرّ على تشكيل وفد وزاري يمثل الحكومة، وهذا ما خلق إرباكاً لدى ميقاتي، لا سيما ان هذا "الثنائي" يقف إلى جانبه في دعم عقد جلسات مجلس الوزراء، غير مبالٍ لرفضها من "التيار الوطني الحر". لذا ماشى ميقاتي هذه الضغوط عبر تشكيل الوفد لزيارة دمشق التي تصب في خانة التطبيع، وبالتالي، تُعتبر إستباقية وخارجة عن الإجماع العربي، وإن كان ما حصل من كارثة إنسانية يجب فصله عن العقوبات المتخذة بحق النظام السوري، أي "قانون قيصر"، الذي لا يمنع إرسال مساعدات انسانية وإغاثة المنكوبين، إنما تشكيل وفد حكومي رسمي، وبرئاسة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، فذلك سيلحق ضرراً داخلياً وعربياً، وحتى ما بعد انتخاب الرئيس العتيد وتكليف شخصية سنية، وسيكون ميقاتي خارج الحسابات من قوى محلية وخليجية ودولية.
وأخيراً، يبدو المشهد السياسي الداخلي في حالة ضبابية لا مثيل لها، حيث يرى بعض المواكبين والمتابعين لما يحدث في الداخل والخارج، أن الأمور يكتنفها الغموض رئاسياً، لكن الحديث عن فشل لقاء باريس الخماسي، وأن الشغور الرئاسي سيطول، قد ينطوي على الكثير من المبالغة، كما يتحدث بعض السياسيين في مجالسهم، على اعتباره سيؤدي إلى فوضى عارمة واضطرابات أمنية، وحصول ما لا يحمد عقباه. وعلى هذه الخلفية، فالأسابيع القليلة المقبلة مفصلية على صعيد ازمة انتخاب الرئيس، وهذا ما ستظهّره تحركات المعنيين بالملف اللبناني، وتحديداً المثلث الأميركي - الفرنسي - السعودي من دون إغفال الدورين المصري والقطري.
"النهار"- وجدي العريضي
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|