زيارة الوزراء لدمشق... هل ستفتح باب "تطبيع العلاقات"؟
شكلت الزيارة التي قام بها الوفد الوزاري اللبناني إلى دمشق، مكلّفاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، للتضامن الانساني مع سوريا ازاء الزلزال المدمر الذي اصابها، فرصة لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين أبرزها الاجتماع مع الرئيس بشار الاسد
ومن دون خلفيات وأبعاد سياسية لهذه اللقاءات يمكن القول إنها فتحت الطريق لوضع ملف اعادة النازحين السوريين الى بلادهم على طاولة البحث الجدّي، ما إن تنتهي أو تنجلي معطيات الكارثة الكبرى التي حلت بالشعب السوري، والشعب التركي وأشخاص من جنسيات متعددة، من بينها لبنانيون قتلوا تحت ركام "الزلزال المروع"، الذي ضرب مناطق واسعة متجاورة في تركيا وسوريا.
فالزيارة بحد ذاتها، وإن أخذت طابعًا اغاثيًا إنسانيًا، تتجاوز البعد الاغاثي والإنساني البحت، لكنها لم تدخل في حساب أحد ما يمكن أن يلي هذه الزيارة، وما إذا كان في الإمكان الحديث مسبقًا عن مرحلة لاحقة لا تنفصل عراها عن الاجماع العربي حول ما يُسمى "التطبيع السياسي" بالكامل، خصوصًا أن ما رافقها من أجواء عكستها تصريحات من الجانب السوري، وأعربت عن أملها في أن تشكل الزيارة الإنسانية فرصة ونافذة لإعادة العلاقات الى طبيعتها وتفعيلها على كافة المستويات الاقتصادية والأمنية والسياسية، لا سيما في مسألة أزمة النازحين والتجارة الخارجية.
وما لم يتأمن خلال فترة ترسيم الحدود لجهة عدم تحديد موعد لوفد لبناني إلى سوريا للبحث مع المسؤولين السوريين في مندرجات الترسيم الحدودي البحري بين
لبنان وسوريا، فرضته الطبيعة، فكان "التواصل الإنساني" بين البلدين المقطوعة علاقاتهما منذ العام 2011 قطرة أولى في أول غيث عودة العلاقات اللبنانية – السورية إلى طبيعتها، بالتنسيق والتشاور مع الدول العربية، خصوصًا في ضوء ما يسعى إليه بعض هذه الدول لجهة إعادة دمشق إلى حضن جامعة الدول العربية.
لكن ما استرعى الانتباه أكثر هو تلك المزايدات الشعبوية، التي حاول بعض القوى السياسية في لبنان استثمار وجع الناس لتعزيز مشاريعهم السياسية، من خلال مطالبة المجتمع الدولي بفكّ الحصار المفروض أميركيًا على سوريا. وهذا الأمر لم يلقَ تجاوبًا من القيادة السورية، التي تعرف على رغم حجم المأساة أن الذين يزايدون في هذا المجال إنما يزايدون من منطلقات شخصية بحتة، والهدف منها استثمارها في الاستحقاق الرئاسي، باعتبار أن لدمشق "دالة" معينة على "الثنائي الشيعي" لجهة الخيارات الرئاسية.
في المقابل ثمة من يقول إنه سيكون للهزّة السورية انعكاسات سلبية على إمكانية عودة قريبة للنازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية، إذ أن من كان يفكر بالعودة قبل الهزّة أصبح بعدها متردّدًا إلى حدود الرفض. وهذا يعني، وخلافًا لأي تفسيرات أخرى، أن صفحة "العودة الآمنة والكريمة" قد طويت في الوقت الحاضر في انتظار ما يمكن أن يستجدّ من تطورات دولية وإقليمية مؤثرّة.
وهذا الأمر كما يراه المهتمّون بهذا الملف سينعكس سلبًا على وضعية النازحين السوريين الموجودين في لبنان، مع تكاثر المشاكل القائمة بينهم وبين اللبنانيين في مختلف المناطق اللبنانية، وذلك على خلفية الحوادث الأمنية المتفرقة والمتنقلة، مع ما يصحبها من أجواء تشنّج بين النازحين والأهالي، وهذا ما يقلق القيادات الأمنية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|