الصحافة

سفراء اللقاء الخماسي يبرّرون الفشل!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

جال سفراء الدول الخمس التي اجتمعت في باريس اخيرا اي الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة السعودية ومصر وقطر على كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بالاضافة الى وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب.


بري وبحسب المتصلين به وزواره بعد زيارة السفراء رمى الكرة في ملعب عدم قدرته على الدعوة الى جلسات لمجلس النواب غدت فولكلورية فيما حمل الطرفين المسيحيين اي القوات اللبنانية والتيار العوني مسؤولية عدم التجاوب مع الدعوة الى الحوار للتفاهم على الرئيس المقبل. وتجنب بري التطرق الى الدور الذي يمكن ان تلعبه كتلته النيابية . ميقاتي من جهته ونقلا عن زواره رفض تحميله مسؤولية انتخاب رئيس للجمهورية فيما لا يمتلك كتلة نيابية ولا يبدو ان النواب السنة هم العقبة امام اكتمال عقد المجلس. ولكن اللافت في هذا السياق ما خرج به الى العلن نائب الامين العام ل" حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي لفت ولمرة نادرة الى تدخل هذه الدول في لبنان على غير منهج الحزب واسلوبه الذي يرمي كل ما يصيب لبنان على الولايات المتحدة او المملكة السعودية والدول الخارجية ولا يزال يتهمها بالحصار والانهيار وما الى ذلك من رمي المسؤولية على الخارج في مناسبة وغير مناسبة . قال قاسم " الخارج لم يتدخل حتى الآن، والاجتماع الخماسي تحدث بالعموميات، وثبت عدم تدخل الخارج أنهم قاموا باجراء استطلاع أولي كل بحسب بلده، فوجدوا أن لا إمكانية لتجميع عدد من الكتل على قياسهم ‏ليختاروا رئيسا، لذلك بدل أن يتورطوا ويفشلوا قالوا أنهم ينتظرون اللبنانيين ليختاروا، لذلك هذا ‏الخارج لن يتدخل لأنًّ الفسيفساء النيابية مبعثرة، فمن يراهن على الخارج يضيِّع الوقت ويمدد الفراغ، والأفضل ألا يتدخل الخارج لأنه إذا تدخل سيكون منحازا وسيخرِّب أكثر من هذا الخراب في بلدنا". واعتمد قاسم على ما وصل الحزب من معلومات عن اللقاءات التي عقدها السفراء مع المسؤولين الرسميين ، والتي انتهت الى استنتاج التقت عليه جميع القوى السياسية تقريبا بعد اقل من 24 ساعة على حصوله ، ان جولة السفراء هي لتبرير الفشل الذي منيوا به في اجتماعهم الباريسي نتيجة التباينات في ما بينهم .


تجنب كل من رئيسي مجلس النواب وحكومة تصريف الاعمال تحمل مسؤولية استمرار الشغور الرئاسي وقدم كل منهما بدوره التبريرات في النأي بموقفيهما عن التعطيل ، بغض النظر عن قدرتهما على الاقناع بذلك لا سيما في ما خص بري بالذات، فيما يستقوي الحزب بفشل اللقاء الخماسي الذي لم يشمل ايران التي سعت الى تأكيد امساكها بلبنان عبر زيارتين لمسؤولين ايرانيين الى بيروت خلال اقل من شهر واحد في الوقت الذي تغيب زيارات ديبلوماسيين اجانب لبيروت او تندر في ظل شغور رئاسي وعدم وجود حكومة فاعلة. كما يستقوي في غياب موقف موحد بين الدول الغربية المؤثرة والدول العربية المؤثرة التي لا تزال تهتم بلبنان من حيث المبدأ مما يضعف اي مقاربة متفق عليها للوضع الراهن في لبنان . وهو ما يفيد ايران ومعها الحزب في هذا الاطار لا سيما ان العجز عن التأثير الخارجي سبق ان تمت تجربته بعد انفجار مرفأ بيروت وانتفاضة 17 تشرين 2019 التي رأها افرقاء هذا المحور على انها تستهدفه منذ ثلاث سنوات .


ولكن هل لو اتفقت الدول الخمس التي اجتمع ممثلوها في باريس على خريطة طريق فان القوى السياسية ستشعر بالضغط لكي تذهب الى تنفيذها ام لا ؟

ثمة اقتناع لدى مسؤولين كبار ان الحزب لم يكن ليفعل اللهم ما لم تنجح المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وايران حول الرهائن او السجناء الذين تحتجزهم طهران راهنا او اكثر . ولكن ان يكون هذا الباب مفتوحا من اجل المصلحة الاميركية فيما ان لبنان ليس كذلك ، لا ينفي ان ايران تبحث عن تفاوض ما معها لمقايضة الاستحقاقات اللبنانية اكانت انتخابات الرئاسة او الحكومة المقبلة او برنامجها كذلك . وثمة اقتناع اخر بان الحزب يظل اكثر المستفيدين من الشغور الرئاسي وكذلك بعض القوى التي تدور في فلكه فيما ان انحلال الدولة وتفككها على النحو الذي يحصل يقوي " دولته" التي يقيمها على انقاض هلاك مؤسسات الدولة . وتذهب بعض التقديرات لمسؤولين في السلطة الى ان الحزب قد ينتظر ليس اشهرا بل سنوات من دون ان يتأثر فعلا ، تماما كما فعل من اجل فرض انتخاب العماد ميشال عون ، فيما ان العامل الوحيد الذي قد يغير موقفه هو التدحرج سريعا الى الفوضى التي يمكن ان يتجه اليها البلد في ظل الانحدار الكبير على الصعيدين المالي والاقتصادي في شكل خاص. هذا الانحدار خطير ولكن المؤشرات التي بدت في اليومين الماضيين جعلت الخشية كبيرة من تحريك مقصود للوضع في اتجاهات معينة ولخدمة اهداف معينة في رمزية استهداف مصارف في منطقة بدارو تحديدا الضائعة بين منطقتين طائفيتين ، لعدم وضعها في منطقة محددة ، وفي خلفية من يقوم بالاعتداءات على المصارف وان كانت تستند الى مبررات بديهية نتيجة سوء اداء المصارف وعدم تحملها مسؤولياتها ازاء المودعين واهانتهم المتواصلة للناس، ولكن الاشكالية ان هذه التحركات ناقصة ما دامت لا تستهدف القوى السياسية المسؤولة في الاساس عن منع انتخاب رئيس للجمهورية وتاليا انتظام عمل الدولة من اجل محاسبة المصارف واعادة وضع ادائها في نصابه الصحيح . فيما ان الفوضى قد تخدم جهات عدة في الوقت نفسه فيما سارع الامين العام للحزب استباقيا الى رميها في اتجاه الاميركيين .

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا