الحلّ لن يولد من الداخل...!
قد يكون من المبكر الدخول في أية توقعات حول الحلّ الرئاسي الآتي من الخارج، سواء من قطر أو من باريس، في ضوء المعلومات المتضاربة حول المعادلة الرئاسية التي ستتكرّس داخلياً، بناء على التفاهمات الخارجية التي ستحصل في نهاية المطاف.
إلاّ أنه من الثابت أن الوقت الضائع بإنتظار التسوية النهائية، سيحمل حراكاً متعدِّد الإتجاهات على الساحتين العربية، كما الفرنسية، بعدما أكدت مصادر سياسية مطلعة، أن الرياض ستكون المحطة المقبلة لوزراء خارجية الدول الخمس التي إجتمع ممثلوها في باريس، بينما سيكون الإيليزيه محطةً فرنسية، ولكن بتفويض أميركي، من أجل إستشراف خارطة المواقف اللبنانية، وبشكلٍ مباشر مع القيادات التي ستزورها تباعاً في الأسابيع المقبلة.
وإذا كان ما تقدّم يحدِّد الإطار العام للإستحقاق الرئاسي، فإن اللحظة الراهنة ما زالت تتمحور حول برنامج رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وخطواته المستقبلية في ضوء زيارته "الواثقة"، وفق ما تكشفه المصادر السياسية المطلعة ل"ليبانون ديبايت"، وذلك، بمعزلٍ عن نبرة الخطاب المرتفع للفريق المؤيِّد لرئيس "المردة"، حيث أن المحاولة الفرنسية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ولكن مضمونها قد تغيّر، إذ بات يستند إلى تفاهمات على ضمانات تتخطى الحدود الداخلية، وترتكز على عملية تكوين السلطة في المرحلة المقبلة.
ومقابل الحديث الداخلي عن رفض أية مبادرات خارجية أو "إيحاءات" في الملف الرئاسي، فإن هذه المصادر، ترى أن الدخول الفرنسي على خطّ تفاصيل وعناوين التسوية، يهدف إلى ضمان دورها وموقعها بالدرجة الأولى، وإن كان النقاش الحالي يتناول تشكيل الحكومة وبيانها الوزاري وبرنامج الإصلاح، والعلاقة مع الخليج ومع سوريا.
ومن هنا، تشير المصادر السياسية إلى أن باريس كما الرياض، وبالأمس قطر، تتحدث صراحةً عن وجوب أن يكون رئيس الحكومة إصلاحياً، مع منح الحكومة صلاحيات في إقرار الإتفاق مع صندوق النقد الدولي، ووضع خطة الإصلاح والتعافي مالياً واقتصادياً.
وعليه، فإن الحل لن يكون داخلياً، بحسب المصادر، التي ترى في زحمة الموفدين الديبلوماسيين العرب والأجانب، عملية استعراض للطروحات لدى القوى الداخلية، واستشراف حجم ومتانة التحالفات والترشيحات، تمهيداً لاتخاذ الصيغة المناسبة أو المبادرة النهائية للحلّ المرتقب الذي سيؤمن طيّ صفحة الشغور الرئاسي.
وبالتالي، تعتبر المصادر السياسية المطلعة، أن انخراط فرنسا وقطر على خطّ هذه العملية، يحمل الأجوبة على الأسئلة العديدة التي طرحت خلال الأسبوع الماضي حول الموقف الفرنسي من ترشيح فرنجية، ولكنه في الوقت نفسه، يعكس قراراً خارجياً وداخلياً بالتحرّك قبل فوات الأوان.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|