"الترسيم" في الملعب الاسرائيلي و"الحزب" يرسم خطا أحمر واحدا
آخر اشارة وصلت الى لبنان بملف ترسيم الحدود البحرية كانت الأسبوع الماضي خلال اتصال بين الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين ونائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب. الاشارة وان لم تكن واضحة تماما الا أنها كانت تميل باتجاه أن تكون اشارة ايجابية. أقله لم يسمع بو صعب الموكل بالتواصل مع هوكتشاين من قبل "لبنان الرسمي" أي جواب حاسم سلبي بخصوص المطالب اللبنانية التي يفترض أن يكون نقلها الى تل أبيب بعد ساعات من زيارته الأخيرة الى لبنان. بحسب المعلومات، ما فهمه نائب رئيس البرلمان ان هناك "تريثا اسرائيليا بالاعلان عن الموقف النهائي بانتظار تحضير الشارع الاسرائيلي وتخطي بعض العقبات السياسية والقانونية. وتشكل الانتخابات التشريعية التي يفترض أن تجري في اسرائيل في شهر تشرين الأول المقبل عنصرا اساسيا يأخذه المسؤولون هناك بعين الاعتبار خاصة في ظل جو في تل ابيب يحاول تصوير أي اتفاق مع لبنان على اساس الخط 23 وحقل قانا كاملا، تنازلا لصالحه ما سيضر بمعارك انتخابية لبعض القوى الاسرائيلية.
والى جانب المحاذير الانتخابية، التي يعرفها اللبنانيون جيدا، يبدو أيضا ان هناك محاذير قانونية تؤخر اعلان الموقف النهائي مما حمله هوكشتاين مؤخرا، اذ ان هناك من يشيع في تل أبيب ان الحكومة ممنوعة قانوناً من توقيع اتفاق على ترسيم الحدود البحرية مع لبنان ما لم يتم إجراء استفتاء أو الحصول على دعم 80 عضواً من الكنيست الإسرائيلي. ولكن وبصرف النظر عن العاملين السابق ذكرهما واللذين يؤخران بت ملف الترسيم من قبل تل أبيب، الا انه وبحسب المعطيات الراهنة فان "الايجابية" لا تزال هي المسيطرة، بالرغم من تشديد مسؤولين لبنانيين على وجوب عدم الافراط بالتفاؤل طالما لا شيء حاسم وحازم بعد. وعُلم أن هوكشتاين ومسؤولين أميركيين عاملين على هذا الملف، تمنوا على المسؤولين اللبنانيين تفادي اصدار مواقف وتعليقات قد تضر بالوساطة الحاصلة، وتفهم الظروف الاسرائيلية التي تؤخر اعلان القرار النهائي.
ويعتبر مصدر لبناني مسؤول ان ما صدر قبل أيام عن وزيرة الطاقة الاسرائيلية وحديثها عن التقدم نحو "حل" انما يشكل اشارة واضحة الى ان الامور تقترب أكثر من اي وقت مضى من توقيع اتفاق، غير مباشر، بين البلدين خاصة وان تل أبيب تدرك تماما ان بذلك مصلحة لها قبل ان يكون مصلحة لبنانية لأنها هي من ستمد أوروبا بالغاز الذي تتوق اليه بديلا عن الغاز الروسي، فالكل يدرك ان استخراج لبنان لثرواته وبيعها لن يحصل قبل أقله 3 الى 5 سنوات.
ويشير المصدر الى أنه يفترض أن يكون هوكشتاين يحضر أوراقه وبالتحديد ورقة للجانب اللبناني تلحظ الاتفاق الذي تم التوصل اليه معه وورقة للجانب الاسرائيلي تلحظ تفاهماته معه، لتكون خلاصة الورقتين تفاهم على كيفية ترسيم الحدود بين البلدين.
ويتفادى حزب الله سكرة التفاؤل غير المبني على قرار اسرائيلي نهائي، اذ تؤكد مصادر مطلعة على جوه انه لا يزال يضع الخطط والسيناريوهات بناء على أن احتمال الاتفاق او فشله 50-50%. وبالرغم من ان أمينه العام كان قد وضع مهلة زمنية تنتهي في شهر ايلول، الا ان المصادر توضح ان ما يعني الحزب الا تُقدم اسرائيل على استعادة نشاطها في البحر قبل التوصل الى اتفاق مع لبنان على ترسيم الحدود، لافتة الى ان تل ابيب كانت قد تحدثت عن عودة العمل في حقل "كاريش" في ايلول، من هنا حدد نصرالله هذا التاريخ كمهلة زمنية. وتضيف المصادر:"المعادلة التي يضعها الحزب واضحة وتقول بأنه طالما لبنان غير قادر على الاستخراج من اي من حقوله، فالأمر يسري على اسرائيل، وفي حال قررت الاخيرة معاودة نشاطها بحرا فذلك سيهدد بمواجهات عسكرية مفتوحة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|