ميقاتي يجمع شتات الحريري: رئاسة الحكومة لي
على ما يرويه أحد العارفين جداً بالرئيس نجيب ميقاتي، وهو شخص كان لسنوات طوال الى جانبه، فإن دولته لا يقوم بأي عمل من دون حسابات ومصالح. إن دعته مصلحته لإنفاق عشرات الملايين فسينفقها في مكان لا أحد يتوقعه، ولن ينفق قرشاً واحداً لا مصلحة له فيه... كثيرٌ ما ينتقده الناس ويتساءلون: لماذا يترك طرابلس هكذا من دون اهتمام أو رعاية وهو القادر على جعلها أجمل مدينة في العالم؟ الجواب بسيط وباختصار: لا مصلحة له بذلك».
علاقة ميقاتي المستجدّة في الآونة الأخيرة مع النواب السنة في مناطق الشمال وخارجها لم تكن كذلك في السابق. أكثر من مرة تسلّم ميقاتي رئاسة الحكومة ولم يكن يهتم للعلاقات مع النواب أو يقدم لهم الخدمات، فماذا جرى هذه المرة حتى تتغير الأمور ويحصل كل فترة لقاء وغداء واجتماع؟ ولحل هذه المسألة لا بد من الرجوع إلى رأي الطرابلسي العارف بالأمر ونرى أن المصلحة هي وراء كل ذلك.
نجيب ميقاتي رئيس لحكومة تصريف الأعمال، وصل إليها بتفاهم مع سعد الحريري رئيس «تيار المستقبل». الأخير خارج المعادلة السياسية في لبنان حالياً وقد تطول به رحلة الخروج من السياسة كثيراً. وعلى ذمة شخصيات مستقبلية من الصف الأول فإن «الحريري لا يكلّم أحداً ولا يرد على اتصالات ورسائل الواتساب، كما أن لديه جواباً لكل من يزوره ويحدّثه في السياسة «منشوف... وإن شاء الله خير». وبغياب الأصيل راح الوكيل يتمدد، فاستطاع ميقاتي أن يجمع بعد الإنتخابات شتات العديد من النواب لا سيما منهم الذين كانوا يدورون في فلك السماء الزرقاء. بعضهم وصل حديثاً وبقليل من خدمات في وزارة الداخلية (رخص عازل - قرارات بلدية...) يستطيع ميقاتي أن يضعه تحت جناحه كما حدث مع نائب المنية أحمد الخير، الذي دخل عالم السياسة من بوابة الحريري، ووقف في العام 2018 ضد مرشح ميقاتي في المنية كاظم الخير وترشح ضده في 2022. لكنّ ميقاتي يصلّي على الحاضر. أحمد الخير الآن هو النائب وله حاجة به. وعانى الخير من بدايات نيابته من تمرّد قائمقام المنية - الضنية رولا البايع فاشتكى أمرها لوزير الداخلية بعد توصية من ميقاتي، وبزيارة واحدة سلّمه مولوي قراراً بتكليف موظفة في البلدية تسيير أمورها بدلاً من البايع.
نواب عكار وطرابلس والضنية يتعاملون مع ميقاتي آخر كما يقولون، فقرروا الوقوف معه في التكليف. فنجيب، يجيب على كل طلباتهم، ولا يتوانى لحظة عن تنفيذها، وعلى أي اتصال هاتفي يرد في الفور. النائب أشرف ريفي طبعاً خارج هذه الدائرة، فهو لم يسمّ ميقاتي ويشكّل بالنسبة للأخير، عقبة أساسية في طريقه للسيطرة على الموقف السني السياسي. إيهاب مطر يحاول أن يغرّد بعيداً ووحيداً، ويسعى لخلق جو من حوله عبر اللقاءات التي يعقدها، وهذا ما يفسّر الحملة الإعلامية المستمرة التي تقودها ماكينة ميقاتي ضده.
إنها رئاسة الحكومة بالتأكيد التي أسدلت أجواء الود والسكينة على قلب ميقاتي تجاه النواب السنة. فبعد ضمانه لموقف دار الفتوى إلى جانبه، يستميل النواب أو أكثريتهم بفتح باب الخدمات أمامهم، ليضمن بعدها الموقف السني إلى جانبه في أي حكومة سواء في هذا العهد أو في غيره. يعلم ميقاتي نتيجة اتصالاته الدولية أن غياب سعد الحريري سيطول هذا إن عاد، ومن شأن من ينجح في لمّ شتاته السني والنيابي، أن يضمن الحُرم السني إلى جانبه وبالتالي رئاسة الحكومة في جيبه، بمعزل عن المتغيرات في موضوع الرئاسة الأولى وأيًا تكن.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|