الصحافة

ملف عودة النازحين مطلوب من الاسد العائد إلى حضن العرب من دون تسوية...ماذا وإلا!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما سُئل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عن رأيه حول عودة سوريا الى "الحضن العربي" قال:"لا وجود لحضنٍ عربي في الأساس، إذ إنَّ بشار الأسد افتتح على طريقته على العرب، فالمغرب لا تريده لأنه يؤيد البوليساريو ، والكويت متحفظة نتيجة الرأي العام في البلد، والسعودية طرحت حلاً سياسياً، ولكن بشار الأسد لا يُريد أن يسمع بالحل السياسي ولا بقرارات دولية، ولم يُعطِ أي ضمانة".

بالتوازي علق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على هذه العودة عبر برنامج سياسي على محطة لبنانية بالقول:" ما زلتُ عند رأيي بأنَّ بشارَ الأسد جثّةٌ سياسية لا قيمةَ لها. ودول الخليج تجرّب حالياً إمكانيةَ الاستفادة من هذه الجثّة نظراً لعدم وجودِ طريق آخر وكلُّ ما يحصل تجاهه هو جهدٌ ضائع. أتمنى أصلاً لو تُطبّق شروطُ عودةِ سوريا إلى الجامعة العربية".

تصويت وزراء الخارجية العرب بالإجماع ، وعدم تفرّد أي منهم بتصويته، حسم الأمر بعودة سوريا النظام إلى مقعدها في جامعة الدول العربية بعد غياب دام 12 عاماً وهي كانت شبه متوقعة ومضمونة نتيجة الاتفاق السعودي - الايراني في شهر أذار الماضي، وبالتالي مشاركتها في القمة العربية المقبلة في الرياض والتي من الممكن أن يمثلها الرئيس بشار الأسد، بينما سيكون لبنان ممثلاً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. ليس هذا والسؤال المطروح ماذا عن التزامات سوريا تجاه لبنان لا سيما في مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم ، وهي التزامات دون ضمانات فكيف ستتصرف المعارضة في حال إيجاد تسوية ما بعدما ضمنت دول الخليج تصفير المشاكل في المنطقة من خلال الإتفاق السعودي- الإيراني؟

في اجتماع عمّان مطلع الشهر الحالي، الذي شاركت فيه السعودية والأردن ومصر والعراق، وحضره وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، تم الإتفاق على موضوعين رئيسيين: وقف إنتاج وتهريب المخدرات إلى الدول العربية، وضمان عدم اضطهاد اللاجئين في حال عودتهم لسوريا، وتنفيذ القرار 2254، والإفراج عن السجناء والمعتقلين، وتحديد مصير المفقودين، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، "بما يؤدي إلى تشكيل حكومة شاملة".

و قبل يوم واحد من إعلان عودة سوريا إلى الحضن العربي، قام الأردن  بعملية عسكرية داخل الحدود السورية، بهدف مكافحة تهريب المخدرات القادمة عبر الحدود السورية، ونشرها في الأردن أو لإيصالها إلى دول الخليج العربي، وهو ما يمكن اعتباره إشارة إلى نظام الأسد، بأن ما حصل يعني أن عليه الالتزام بما طلبته منه الدول العربية، وأن عودته للجامعة العربية ليست مكافأة مجانية يمكنه بعدها الاستمرار في حربه على الأردن كممر للمخدرات.

أما سلطنة عُمان التي لعبت دوراً بارزاً في الوساطة مع النظام السوري، فقامت، في اليوم نفسه لإعلان عودة النظام السوري للجامعة العربية، بإدراج شخصيات مقربة من النظام السوري، على قائمتها المحلية لمكافحة الإرهاب

بالنسبة إلى لبنان يبدو جليا أن مواقف الفريق المعارض لا تزال تتريث، لكن ثمة ما يجب أن يكون واضحا بالنسبة إلى النظام السوري ومفاده "لا مساومة ولا تسوية في شأن ملف عودة النازحين السوريين ". وهذا ما يؤكد عليه رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية الوزير السابق ريشار قيومجيان ويقول لـ"المركزية"" كفريق سيادي ومعارض، فإن مشاكلنا مع النظام السوري مزمنة منذ مرحلة احتلال جيشه لبنان ويومها كانت كل الدول العربية على علاقة جيدة مع النظام وكانت سوريا عضوا في الجامعة العربية".

إنسحاب جيش الإحتلال السوري من لبنان في 27 نيسان 2005 لم يحل المشاكل العالقة يقول قيومجيان، مضيفا" هذا الخروج ترك العديد من الملفات الشائكة بدءاً بملف المعتقلين داخل السجون السورية وترسيم الحدود وتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس وصولاً إلى ملف النازحين الناتج عن النظام الذي قتل شعبه وهجر حوالى 8 ملايين من شعبه ولا نزال نعاني من تداعيات وجود حوالى مليونين و800 نازح في لبنان على المستويات الديمغرافية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية. إنطلاقا من ذلك يتابع قيومجيان، لا يمكن أن نسمح بأن يبقى هذا الملف عالقا لأن لبنان لم يعد قادرا على تحمل تبعاته بعد اليوم وقد أضحى قنبلة موقوتة".

"ثمة مشاكل عديدة سياسية وإقتصادية ونحن كلبنانيين مسؤولون عنها. صحيح، يقول قيومجيان، لكن التزام الاسد تجاه العرب بتطبيق الشروط التي فرضوها بدءا من وقف عمليات تهريب المخدرات وتنفيذ القرار 2254 ووقف نشاط الميليشيات الإيرانية المسلحة المنتشرة في سوريا لا يعني الإبقاء على الإنتشار الفوضوي وغير القانوني للنازحين السوريين.هذا الأمر مرفوض وسنرفضه بكل الوسائل السلمية والسياسية المتاحة".

لكن ماذا لو كان ثمن بقاء قسم من النازحين السوريين وتوطينهم في لبنان، مساعدة لبنان وتعويمه بالدولارات وعودة الإستثمارات الخليجية؟" الشعب اللبناني لا يباع ولا يُشترى وهذا الموضوع غير قابل للنقاش. والأجدى أن يُفرض على الاسد النظام بأن يفتح باب العودة للنازحين وإزالة كل العقبات الأمنية واللوجستية أمامهم ماذا وإلا، ماذا سيجني العرب من مسألة التطبيع مع النظام السوري؟" يختم قيومجيان.

المركزية – جوانا فرحات

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا