العرب في قلب سوريا وإيران فيما سعد الحريري خارج الحكم بسبب دمشق وطهران؟؟؟...
تتقدّم وتتطوّر العلاقات الإيرانية - الخليجية، والخليجية مع النّظام السوري، بوتيرة منفصلة عن الخريطة السياسية السُنيّة في لبنان، التي لا تزال المفاتيح الأساسية والأقوى فيها مُحتفِظَة بنفورها تجاه إيران وسوريا، وهو النّفور الذي كان توسّع في مرحلة ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
فالى أي مدى يمكن للدول الخليجية أن تحافظ على سياسة وازِنَة لها في لبنان، إذا لم تنجح في كَسْر حاجز الصّدمة لدى نسبة مهمّة من السُنَّة فيه، تجاه دمشق وطهران؟ وما هي احتمالات النّجاح الخليجي في ذلك؟
أمر آخر أيضاً، وهو أن الرئيس سعد الحريري أُخرِجَ من الحياة السياسية في لبنان، تبعاً لمجموعة من الأسباب التي تحكّمت بعلاقته بالسعودية، ولكونه لم يَكُن الحليف الشجاع للرياض في مواجهة المشروع الإيراني في لبنان. ولكن ها هي (السعودية) باتت في قلب طهران ودمشق، بعد تسوية بكين، فيما يبقى الحريري خارج الحياة السياسية حتى الساعة. فما هي الجدوى من ذلك؟
أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن "المسألة السنيّة في لبنان، وعلاقة السُّنّة بدمشق وطهران مستقبلاً، ليست بيد السعودية وحدها، وذلك رغم أنهم لن يخرجوا عن كلمة السرّ السعودية في النهاية، لا بالملف الرئاسي، ولا في سواه. فلا يمكن لسُنّة لبنان أن يخرجوا من الفلك السعودي، حتى ولو لم يقولوا ذلك صراحةً".
وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "السُنّة في لبنان يقلقون من الانفتاح العربي على الرئيس السوري بشار الأسد، لخوفهم من أن يجيّر هذا الانفتاح ورقتهم الى النّظام السوري. فهذا هو الهاجس الأساسي لديهم. ولكن عندما تتظهّر معالم الاتفاق الإيراني - السعودي أكثر، ستتوضّح نظرتهم الى الأمور في هذا الإطار".
ورأى المصدر أن "مشكلة سعد الحريري مع السعودية تختلف عن مشكلة الرياض مع طهران. فأزمة الحريري هناك ترتبط بملفات سعودية داخلية، تسبّبت بإجباره على الاستقالة من رئاسة الحكومة في لبنان، في عام 2017. وهي خطوة تزامنت مع توقيف مجموعة من الأمراء آنذاك، ومع استعادة مبالغ بمليارات الدولارات منهم، وانتزاع تعهّدات، وصولاً الى فرض إقامة جبرية على بعضهم لا تزال مستمرّة حتى الساعة".
وأضاف:"إجبار سعد الحريري على الاستقالة في 2017، كان بهدف العمل معه كمواطن سعودي، وليس كرئيس حكومة في الخارج. وهذه مشاكل لا علاقة للبنان بها، بل هي ترتبط بمستقبل السياسة السعودية الداخلية، وبحسابات سعودية - سعودية، وليس بسياسة سعد الحريري خلال عهد الرئيس السابق ميشال عون".
وختم:"لبنان ممسوك بمجموعة من الخيوط، بين فريق حليف لروسيا، وآخر لأميركا والغرب، وآخر للصين، وآخر للسعودية، وآخر لإيران، فيما بعض الأطراف اللبنانية تقول إنها لا تريد أن تكون حليفة لأحد. وهذا سبب لانعدام الرؤية اللبنانية، بدءاً من أصغر الملفات وصولاً الى أكبرها".
انطوان الفتى - أخبار اليوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|