"التقدمي" بقيادة شبابية ونسائية... تجربة جديدة تعكس رؤى تيمور جنبلاط
مرحلة جديدة تنتظر "التقدمي" بعد مؤتمره العام في عين زحلتا، حيث انتُخب تيمور جنبلاط رئيساً للحزب خلفاً لوالده وليد جنبلاط، وانتُخب نواب الرئيس وأمين السر العام ومجلس القيادة. تتميّز قيادة "التقدمي" الجديدة الجديدة بإضافتَين نوعيّتَين سيكون لهما وقع على العمل السياسيّ المقبل.
الميزة الأول تكمن في تسلّم الشباب اليافعين مواقع قياديّة؛ فمجلس القيادة الحالي ضمّ عدداً من الشبّان الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ25 والـ35 عاماً، وهي سابقة في تاريخ "التقدمي"، علماً بأن المجالس القيادية السابقة لم تكن ذات معدّل عمريّ مرتفع، لكنّها لم تضم شبّاناً بأعمار صغيرة نسبيّاً كالمجلس الحالي.
أما الميزة الثانية، فهي تعزيز مشاركة المرأة مع استلام 5 نساء مواقع قياديّة من أصل 12 موقعاً، 4 منهنّ أعضاء في مجلس القيادة المؤلّف من 8 أعضاء، وهن: ريما صليبا، لما حريز، مروى أبي فرّاج ورينا الحسنية، والخامسة في موقع نائب الرئيس وهي حبوبة عون، المرشّحة السابقة للانتخابات النيابية على لوائح "التقدمي".
إضافتان لا بدّ من الوقوف عندهما. فالقيادة الحالية تتماشى مع أفكار تيمور جنبلاط التي ترجمها في خطابه، حينما شدّد على أهمية دور الشباب والمرأة على حدٍّ سواء، وعلى ضرورة منح الفئتين المساحة الكافية. وتعكس الإضافتان أيضاً رؤية الاشتراكيين للمرحلة المقبلة، وإيمانهم بهذين العنصرين ودورهما، وذلك ينطلق من أفكار سياسية حديثة بعيدة عن التحجّر، يُريد تيمور جنبلاط إرساءها.
العضو في مجلس القيادة مروى أبي فرّاج تشعر بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الشباب في المرحلة المقبلة، لكنّها تُشير إلى "الارتياح" الموجود في صفوفهم بفضل "الأجواء الإيجابية" التي أشاعها تيمور جنبلاط في المرحلة السابقة، خصوصاً حينما أكّد على وجوب الاهتمام بشؤون الشباب والمرأة في كلمته في المؤتمر، ورأت في ذلك "مساحة عمل واسعة".
وفي حديث لـ"النهار"، تلفت إلى أن "رؤية تيمور جنبلاط التي تؤكّد على أهمية دوري الشباب والمرأة انعكست في الانتخابات الحزبية التي حصلت على أكثر من صعيد. أولاً: تم توجيه دعوات اقتراع استثنائية لعدد من الشباب في التنظيمات الرديفة للتعبير عن آرائهم؛ ثانياً: وصل عدد من الشباب إلى المواقع القيادية؛ وثالثاً: تحققت المناصفة الجندرية في مجلس القيادة".
وإذ تُشدّد على أنها ستكون "صوت الشباب" في القيادة الجديدة، تلفت إلى أنها ستنقل خبرتها في برلمان الشباب، حيث قدّمت العديد من مشاريع القوانين، كذلك تجربتها في النقابات العمالية (الاتحاد الدولي للصناعات ونقابات العمال الكيميائيين)، ممّا يعني أنا ستُتابع القضايا الشبابية والعمالية، إلى جانب المسؤوليات السياسية لمجلس القيادة، بانتظار توزيع المهام.
رينا الحسنية، وهي عضو أيضاً في مجلس القيادة، تؤكّد أهمية الملفات الشبابية الواجب التركيز عليها، وكذلك أهمية إيلائها شخصياً العناية اللازمة، لأنها كانت مرشّحة منظّمة "الشباب التقدمي". وتقول إن "ملف التعليم سيكون أولوية ضمن سلّة اهتمامات، لأنّه ملف محوريّ، وظروفه حسّاسة في وقتنا الحالي، ويمسّ كل الشباب".
وفي حديث لـ"النهار"، تقول إن "مشاركة الشباب في الحياة السياسيّة ضرورة، وكما تُرجم هذا المبدأ في "التقدمي"، فإن السعي من خلال القيادة سيكون للضغط من أجل تشريعات تُشدّد على خفض سنّ الاقتراع في الانتخابات النيابية، وخفض سنّ الترشّح، وغيرها من القوانين التي كان لـ"اللقاء الديموقراطي" مساعٍ فيها".
وتكشف الحسنية عن كونها أصغر عضو مجلس قيادة في تاريخ "التقدمي"، وتنطلق من هذه النقطة لتقول إنها "تجربة فريدة من نوعها على الصعيد الشخصيّ، وعلى صعيد "التقدمي"، وهي نتيجة عمل "الشباب التقدمي" التي وصل من صفوفها وائل أبو فاعور إلى النيابة، وظافر ناصر إلى أمانة السر العامة"، وتُشدّد على أنهم سيكونون صوت الشباب في القيادة الجديدة.
ملفات عديدة ينتظر الشباب الاشتراكيون أن يطرحها أعضاء مجلس القيادة الشباب، وهي تمسّ يومياتهم، من التعليم إلى فرص العمل وغيرها، وبالتالي فإنّ المسؤولية ستكون ثقيلة، والأنظار ستكون مراقبة لأداء التجربة الجديدة في "التقدمي".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|