باسيل يلمح لقبول "صفة الشريك الأول" في الحكم بموازاة جهود تعويم الحكومة
قرأت مصادر متابعة، في تصريحات رئيس التيار الحر جبران باسيل عن تطلعه الى مرشح رئاسي يتم التوافق عليه، تسليما باسيليا ضمنيا برئاسة الجمهورية لرئيس المردة سليمان فرنجية، ونزولا بالتالي عند نصيحة حزب الله بأن يكون «الشريك الأول» في العهد الرئاسي المقبل.
وتبقى الخطوة التالية على فرنجية، ومدى استعداده لدفع الثمن الذي يريده باسيل، والذي قد يحوله من «شريك أول» إلى «شريك مضارب» في الحكم، مستقويا بكتلته النيابية الواسعة!
باسيل برر «تكويعته» بعد أن طالب مرارا برئيس يمتلك التمثيل الأقوى بأن «البلد لا يتحمل فراغا، ولو تطلب ذلك تنازلا منا عن حقنا كتيار يضم الكتلة النيابية الأكبر وعن حق ميثاقي، لأننا غير قادرين في هذا الظرف على الإتيان بالممثل المسيحي الأقوى».
أما التفكير بإيصال «مرشح تحد»، وهو ما سبق ان نادى به سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، فاعتبر باسيل أن ذلك «لن يحصل أبدا، وسليمان فرنجية قد يكون أفضل المرشحين، لا بل أرى ان هناك ما يدفعنا اليوم الى مواجهة التيار الحر لإقناعه بأسباب دعم فرنجية للرئاسة».
وفي حديث لصحيفة «الأخبار»، صب باسيل جل غضبه على رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، مشددا على عدم قبوله، وبأي شكل من الأشكال، بأن تتسلم هذه الحكومة المنقوصة الصلاحيات مهام الرئاسة.
وقال: يجب أن يدرك ميقاتي أنه لن يستطيع ولن يسمح له بأن يحكم البلد بحكومة غير مكتملة الصلاحيات أيا يكن من يدعمه، وهناك خيارات كثيرة بينها ما لا نريده، كبقاء الرئيس ميشال عون في بعبدا بعد انتهاء ولايته، وبينها أيضا سحب التكليف المعطى للرئيس المكلف، أو تشكيل حكومة أخرى.
وأشار باسيل الى أنه «على حزب الله والثنائي الشيعي تحمل مسؤولية كبيرة، الثنائي هو وراء ميقاتي، ولولا الثنائي لما كان ميقاتي موجودا.
والسؤال يجب ان يوجه الى الثنائي: هل تريدون إيصال البلد الى هنا، وان يبقى ميقاتي، ممتنعا عن التشكيل، مكتفيا بالاستنجاد في دار الفتوى، وإعطاء الموضوع منحى طائفيا، وهو ليس كذلك؟». وقال باسيل: ان أي حكومة افضل من اللاحكومة، وحتى لو كانت الحكومة نفسها بعد نيلها ثقة مجلس النواب.
وكان موفد من حزب الله طرح على باسيل بأن يكون الشريك الاول في الحكم، في حال انسحابه من المعركة الرئاسية لصالح فرنجية، فوضع شروطا وتريث في الموافقة الى يوم أمس.
من جهته، شرح الرئيس ميقاتي في دردشة صحافية المراحل والمحطات التي مرت بها عملية تشكيل الحكومة منذ تكليفه، مشيرا الى انه وفي زحمة الانتخابات النيابية في شهر مايو الماضي، ولدى سؤال الرئيس ميشال عون له عن الحكومة المقبلة، سارع إلى الاجابة بصراحة قائلا انه لا يتوقع أن تكون هناك حكومة بعد الانتخابات لأن أحدا لن يرضى بتشكيل واحدة «على ذوقك» تكمل مسيرة العهد.
ونفى ميقاتي ما يشاع من قبل بعض المحيطين بعون عن عدم استعداده لتأليف حكومة ويؤكد أنه لو لم يكن راغبا بذلك لما قدم تشكيلة فور الانتهاء من الاستشارات النيابية غير الملزمة، وهذه التشكيلة، وخلافا لما يزعم البعض، ليست منزلة بل قابلة للأخذ والرد بينه وبين رئيس الجمهورية.
وأشار ميقاتي الى أنه تغاضى عن تسريب التشكيلة وعدم رد القصر بعد ذلك على طلب موعد للقاء وتوجه إلى القصر الجمهوري واجتمع مع الرئيس عون الذي فاتحه بطلب توسيع الحكومة إلى ثلاثين وزيرا بإضافة وزراء دولة، الأمر الذي لم يتحمس له من منطلق أنه سيفتح «مشكلا» جديدا في مسألة التسمية والاختيار نحن في غنى عنه، لذلك عاد البحث إلى إجراء تعديل في اسمين في الحكومة الحالية.
وقال ميقاتي انه لن يعلق على كلام باسيل وان أولويتنا إنقاذ البلد وان علاقته بالرئيس عون جيدة.
بدوره، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، دعا الى وعي خطورة اللحظة التي نحن بصدد التصدي لها، وألا تأخذنا أمواج التفرقة، لا على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا عبر التنافسات الداخلية مع هذا الموقع.
وأشار رعد الى أن «الدلع الذي نعايشه، في طريقة تشكيل الحكومة لا محل له الآن، وبكل صراحة، لا يعنينا من يأتي ومن يذهب ومن يعود، وقال: عوموا هذه الحكومة لتكون الحكومة الكاملة الصلاحيات.
آخر تقرير لديوان المحاسبة، عن وزارة الاتصالات سجل ستة مليارات دولار هدرا، ونحن من يموت من اجل ان نؤمن مليار دولار لشراء أدوية للمرضى، بينما هناك ستة مليارات ذهبت هدرا، والهدر هو التعبير الديبلوماسي عن السرقة».
وقرأت المصادر في حديث رئيس كتلة نواب حزب الله النائب محمد رعد من «الدلع» الذي نعايشه في موضوع تشكيل الحكومة، اشعارا بضرورة استعجال اللقاء الخامس بين الرئيسين عون وميقاتي خلال هذا الأسبوع، والخروج بقناعة «تعويم» الحكومة المستقيلة، مع بعض التغييرات في هيكليتها الوزارية، استباقا لفراغ رئاسي محتمل.
من ناحيته، النائب غياث يزبك عضو كتلة الجمهورية القوية التي تمثل القوات اللبنانية في مجلس النواب، وردا على سؤال حول ما نشرته «الأنباء» عن توجه لتكليف باسيل بتشكيل حكومة انتقالية، أجاب عبر إذاعة لبنان الحر بقوله «البلد لا يحتمل تدبيرا مجنونا كتعيين باسيل رئيسا لحكومة انتقالية».
وأضاف: لا مؤشر في التاريخ على أن رئيسا مسؤولا دمر دولته كما فعل الرئيس عون.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|