تقرير لـ"The Telegraph" يكشف.. يجب أن تستعد أوكرانيا لخسارة دعم البيت الأبيض!
لا يبدو أن الوقت يصب في صالح القوات المسلحة الأوكرانية في هجومها المضاد الطويل الأمد، فهذه القوات لا تقاتل فقط أقوى الدفاعات الروسية وإنما تقاتل أيضاً على جبهتين، الأولى تتمثل في حالة الطقس في أوروبا الشرقية أما الجبهة الأخرى فتتمثل بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.
وبحسب صحيفة "The Telegraph" البريطانية، "على الرغم من الإحباط الذي سيطر على مؤيدي هذا الهجوم المضاد بعد أن كانوا شهوداً على الوتيرة البطيئة للتقدم الأوكراني، لا يمكن لأحد أن يشكك في الحاجة إلى "تشكيل ساحة معركة" على نطاق واسع، قبل محاولة اختراق خط سوروفكين المحصن بشدة وضرب عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا. وبما أن أوكرانيا لا تتمتع بأي قدرات جوية لهز دفاعات العدو، اضطرت قواتها على الاعتماد على معرفتها بالصواريخ والمدفعية لهز الخطوط الأمامية للعدو الروسي وضرب مواقعه وخطوط الامداد التابعة له، وفي الوقت عينه البحث عن نقاط ضعف العدو".
وتابعت الصحيفة، "يبدو الآن أن الأوكرانيين حددوا محور الهجوم الأكثر ملاءمة، تحديداً من جنوب زابوريجيا باتجاه ميليتوبول، ويبدو أنهم يستعينون بعناصر من الفيلق العملياتي العاشر المدربين والمجهزين التابع لحلف شمال الأطلسي. من بين الخيارات المختلفة، سيكون هذا هو الأكثر إنتاجية، ومن المحتمل أن يمكّن كييف من خرق الممر البري الروسي من الشرق، وعزل شبه جزيرة القرم ومنع دخول القوات من غرب البلاد. ولكن عندما تنجح القوات الأوكرانية في اختراق خط الدفاع الأول، وهو ما لم تحققه بعد، فإن الطريق أمامهم سيكون طويلًا وداميًا للغاية، وذلك بسبب العقبات التي تواجههم، منها الدبابات والأسلاك الشائكة وحقول الألغام، بالإضافة إلى المدافع الرشاشة، ونيران المدفعية، والطائرات المقاتلة، والمروحيات الهجومية، والطائرات المسيرة والصواريخ".
وأضافت الصحيفة، "لا يمكن التنبؤ بالحرب، ولا يمكن لأحد، ولا حتى أولئك الذين يديرون الأحداث في كييف أو موسكو، معرفة ما إذا كانت أوكرانيا ستنجح أو إلى أي مدى. ولكن بعد مرور شهرين في محاولة تشكيل ساحة المعركة، ومع اقتراب فصل الخريف وبالتالي موسم "الطين"، لم يتبق سوى أسابيع قليلة قبل أن يتعثر أي تقدم أوكراني مدرع. وهذا يعني أن العمليات الهجومية الكبرى يجب أن تتوقف مؤقتًا على الأقل حتى بداية الشتاء في تشرين الثاني وربما حتى الربيع المقبل".
وبحسب الصحيفة، "لكن هناك مشكلة أكبر من حلول فصل الشتاء، والتي يمكن أن تعمل لصالح أي من الجانبين، وهي الانتخابات الأميركية التي من المؤكد أنها لن تصب في مصلحة كييف. إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيتمنى أن تنتهي هذه الحرب قبل بدء موسم الانتخابات بشكل جدي، لأنه يعلم أن الحرب هي شيء يجب شن حملة ضده بدلاً من شن حملات من أجله. من المرجح أن يؤدي استمرار القتال إلى خسارة الأصوات بدلاً من الفوز بها، خاصة إذا ساءت الأمور بالنسبة لأوكرانيا، حيث سيتم إلقاء اللوم على بايدن في صناديق الاقتراع".
وتابعت الصحيفة، "هناك بالطبع قلق أميركي آخر، وربما يكون أكبر من الخوف من معركة مطولة. ويتمثل هذا القلق في مستوى الانتصار الأوكراني الذي يمكن أن يؤدي إلى انهيار الكرملين واحتمال التشرذم والفوضى في كل أنحاء البلاد مع عواقب جيوستراتيجية كارثية محتملة وأضرار اقتصادية عالمية لا توصف. هذه الرؤية يمكن أن تكون صحيحة أولا، لكنها موجودة في أذهان مسؤولي البيت الأبيض. كما أن هذا الخوف يشرح السبب وراء عدم تقديم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بشكل سخي، كان يمكن، لا بل كان ينبغي، تقديم المزيد وبسرعة أكبر. عوضاً عن ذلك، قدمت الإدارة ما يكفي فقط لتحقيق مستوى معين من النجاح ولكن ليس كافياً لإلحاق هزيمة صريحة بنظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وأضافت الصحيفة، "إن السياسة الانتخابية في الولايات المتحدة قد تعني أن محادثات السلام حتمية، لكنها مع ذلك غير حكيمة. فحتى إذا نجحت أوكرانيا في استعادة أراضٍ مهمة قبل أي وقف لإطلاق النار، فإن المفاوضات لا يمكنها إلا أن تعطي شكلاً من أشكال الانتصار لروسيا، التي لن تنسحب من الأرض التي استولت عليها ولن تقبل أي شروط أمنية لحلف الناتو. وكما أصبح واضحاً من خلال التجارب السابقة عندما احتلت موسكو مناطق كبيرة من الأراضي الجورجية في عام 2008 وأوكرانيا في عام 2014، فإن طموحات الكرملين الإمبريالية لن تنتهي عندما ينتهي القتال".
وختمت الصحيفة، "ما لم يتم هزيمتها في ساحة المعركة، ستكون مسألة وقت فقط قبل أن تستأنف روسيا عدوانها".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|