"القنّب": "المعجزة الخضراء" و "النبتة الأثيمة"... والنوع اللبناني الأجود عالمياً!
سمحت عدة دول حول العالم اعتماد القنب الهندي في الاستخدامات الطبية، كان آخرها لبنان والمغرب والاورغواي وكندا. والقنّب هو الاسم الشائع لنباتات من جنس القنب الهندي تتبع فصيلة القنبية. وكثيرا ما يستعمل الاسم للدلالة فقط لزراعة سلالة القنب لأغراض صناعية غير المخدرات، مثل صناعة الورق، المنسوجات، اللدائن القابلة للتحلل الحيوي، الغذاء والوقود.
وتجدر الإشارة الى ان الأمم المتحدة وضعت هذا النوع من المخدرات على لائحة "الأقل خطورة" في إقرار هذه التشريعات، بعد ان كان ترويج "الماريجوانا" و"الحشيش" واستخدامهما جرم يعاقب عليه القانون في اغلبية هذه الدول. وفي العام 2020 صوّتت لجنة المخدرات التابعة للأمم المتحدة لصالح نبتتي القنب والحشيش من فئة أكثر المخدرات خطورة، انسجاما مع توصية منظمة الصحة العالمية، بإزالتهما من الجدول الرابع لاتفاقية 1961 في مجال المخدرات، حيث كانا مدرجين مع مادة الهيروين والمواد الافيونية الخطرة.
الجدير ذكره في هذا الإطار، ان هذا القرار جاء بعد ان اكتشفت المنظمة ان القنب لا يحتوي على مخاطر جسيمة تؤدي الى الموت، كما تبيّن إمكانية استعماله في علاج الألم وبعض الحالات المرضية مثل الصرع، وهذا ما يجعله بديلا أنجع عن الادوية والعقاقير، التي تشتمل على مواد ومركبات كيميائية.
اللبناني... الاجود!
وفي هذا المجال، وافق مجلس النواب اللبناني في العام 2020، على مشروع قانون يسمح بزراعة القنّب للاستخدام الطبي والصناعي، في محاولة لتحفيز اقتصاد البلاد المتعثّر، خاصة بعد احداث "ثورة 17 تشرين"، والاغلاق العام للبلاد بسبب جائحة كورونا. والقانون الجديد يرمي الى الاستفادة من زراعة النبتة في مجال التصدير، اذ قد يمتهن في صناعة المنسوجات والغذاء والاهم الادوية، زيادة على تلبية الطلب المتصاعد على زيت القنب "الكانابيديول" الذي ينتج من جذوعها.
بالموازاة، تُظهر ارقام الأمم المتحدة ان لبنان يحتل المرتبة الثالثة بعد المغرب وأفغانستان في قائمة المصادر العالمية لصناعة القنب. وفي هذا السياق، كشفت دراسات عالمية ان النوع اللبناني هو الاجود حول العالم، ويعود ذلك الى التربة المميزة في كل من البقاع وعكار، حيث تزرع النبتة الى جانب العوامل المناخية في لبنان، لجهة معدلات هطول الامطار وفترات سطوع الشمس.
في سياق طبي متصل، قال الطبيب المتخصص في الصحة العامة خالد ياسين لـ "الديار" ان "هذه الجودة العالمية التي يتميز بها القنب اللبناني تفيد القطاع الطبي الوطني، كونه يدخل في صناعة الادوية وإنتاج العقاقير التي تحتوي على مستخلصات مستخرجة منه، والتي تستخدم في الكثير من العلاجات، مثل السرطان والسكري، وأيضا للحد من الغثيان اثناء العلاج الكيميائي، ويحسّن الشهية في فيروس نقص المناعة البشرية "الايدز"، كما يساعد على النوم ويخفف من التشنجات اللاإرادية، والتهاب المفاصل وكذلك الصداع النصفي".
واوضح "ان لبنان يصدر هذه النبتة الخام للدول الأوروبية والأميركية، بهدف تصنيع الادوية على أراضيها، في حين ان لبنان بإمكانه الشروع بهذه الخطوة عن طريق شركات الادوية الوطنية، والقيام بتصديرها الى الخارج او بيعها في السوق المحلي، وهذا من شأنه ان يضاعف من معدل الأرباح بالنسبة للاقتصاد اللبناني".
واشار الى "ان إدارة الغذاء والدواء الأميركية اعتمدت استخدام "الكانابيديول" المستخلص من القنب "Epidiolex" والدرونابينول "Syndros وMarinol".
وتجدر الإشارة الى أن بذور القنب المقشرة وغير المقشرة متوافرة في الأسواق الألمانية، خاصة بعدما أصبحت تصنف في السنوات الأخيرة كغذاء "خارق"، نظرا لغناها بالمواد المضادة للأكسدة وفيتامين "E" وفيتامين "B12"، وفقا لموقع "تي اونلاين" الألماني.
في سياق رسمي متصل، كان لافتا توضيح لوزير الزراعة عباس الحاج حسن في معرض شرحه عن ضرورة تشريع زراعة الحشيشة او "القنب الهندي" قوله: "ان محصول دونم الحشيشة المخصص للترفيه (أي الممنوعة زراعته) هو 400 دولار أميركي، بينما محصول دونم القنب الهندي الذي يوظف في الاستعمالات الطبية والصناعية هو 1200 دولار اميركي".
زراعة أنعشت الاقتصاد الوطني
على خطٍ زراعي متصل، قال المتخصص بزراعة القنب وليد المذبوح لـ "الديار" انه "يمكن الاستفادة من مخلفات هذه النبتة في استخراج منتجات صناعية وغذائية واقمشة. وبعد ان شرع لبنان زراعتها في العام 2020 للاستخدام الطبي، فإن الاستعمالات التي تدخل فيها هذه النبتة كثيرة وواسعة. فمثلا يمكن استخراج الأوراق ومواد بناء من مخلفات المزارعين من هذا النبات". ولفت الى "ان عدد العاملين في زراعة القنب في منطقة البقاع يبلغ حوالي الـ 70%، لان هذه الزراعة تعتبر متوارثة عبر الأجيال، كونها الأكثر ملاءمة للأرض والمناخ".
واشار الى انها "تدر من الأموال على منطقة البقاع تحديدا ما يقارب المليار و500 مليون دولارا سنويا. وقبل شرعنة هذه الزراعة قانونيا، كان كثر يستفيدون من المردود المالي الذي كان يحققه القنب، بدءا بالمزارع والمستثمر والتجار وانتهاء بكبار السياسيين". معتبرا ان "تحليل زراعة القنب لن يقتصر على الاستخدامات الطبية، بل سيشمل تجارتها وترويجها نحو أوروبا والسوق العالمي، وهذا من شأنه ان يدر على منطقة البقاع خصوصا ولبنان عموما اموالا ضخمة".
وتحدث المذبوح "عن دور الوزارات في تنمية هذه الزراعة خاصة وزارة الزراعة والاقتصاد والصحة حيث ينبغي إعداد برامج توعوية للبنانيين للإضاءة على فوائد تنظيم وضبط هذا القطاع وانعاشه لتجنب ظاهرة التهريب التي تكبد الدولة خسائر مالية ضخمة وأيضا لكبح الاستعمالات السلبية للقنّب".
منافع القنّب التجميلية!
تجميلياً، تمتلك هذه النبتة مزايا وفوائد عديدة منها ما يتعلق بصحة الشعر، وعن هذا الجانب قال الخبير في طب الأعشاب آرام كاليكيان لـ "الديار" ان "زيت القنّب غني بأحماض الاوميغا 3 و6 التي تساهم في الحد من وقوع الشعر، وتعمل على تقويته وزيادة كثافته وتحفيز نموه وتطويله، وبالتالي الحصول على شعر أكثر صحة وطول وسماكة".
أضاف: "يساهم هذا الزيت في ترطيب الشعر الجاف وزيادة نعومته، وعلاج جفاف فروة الرأس ،ويعزز من نمو خلايا الشعر الجديدة، ويمنح الشعر البروتينات والفيتامينات والمعادن اللازمة لتغذيته وتقويته، كما يخفف من الحكّة بسبب خصائصه المضادة للالتهابات، ويحمي الأطراف من التقصف، ويزيد من لمعان الشعر لاحتوائه على فيتامين "هـ". واشار الى ان هذا الزيت نافع في علاج بعض الامراض الجلدية ايضا، كما يساهم في انتظام ضغط الدم المرتفع، ويقاوم الالتهابات ويسكن الألم".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|