الصحافة

لودريان عائد بتعويل على السعودية... لكن الحلّ ليس حتمياً

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يعود الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان - ايف لودريان الى بيروت الاثنين المقبل، وسيقوم خلال جولته الثالثة على القوى السياسية والعسكرية والدينية الفاعلة بالبحث بشكل ثنائي مع كل الاطراف في نظرتها واستنتاجاته للتوصل الى حل يؤدي الى سد الفراغ الرئاسي، وفق ما جاء في الاجوبة التي قدموها ردا على تساؤلاته ومن خلال لقاءاته مع هذه الاطراف خلال جولتين من المحادثات.

ويمكن القول في هذا السياق ان اعلان مصدر رفيع في قصر الاليزيه بعد ظهر الاربعاء الماضي في إطار عرضه مشاركة الرئيس ماكرون في اجتماعات مجموعة الدول العشرين في الهند من 9 الى 11 ايلول الجاري وسؤاله عن مضمون المحادثات التي سيجريها الرئيس الفرنسي مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان على هامش هذا المؤتمر، وان المباحثات ستتناول الى جانب ملف الطاقة الملف اللبناني، رغم ان هذا المؤتمر هو اقتصادي وبيئي بامتياز، فقال المصدر: "المباحثات ستتطرق الى ملف لبنان بالتأكيد ولكن لا يمكنني الجزم مسبقا بمحتوى المحادثات، وأنتم تعلمون اين هي اهتماماتنا بلبنان وما هو موقفنا. لذا فان الرئيس سيعمل مع بن سلمان لتعزيز مهمة لودريان في لبنان. وانتم تعلمون ايضا ان لودريان ذهب الى المملكة السعودية لاجراء مباحثات حول ذلك وسنواصل معا المضي قدماً بشأن هذا الموضوع".

ويمكن الاستنتاج ان باريس تعوّل على دعم سعودي فاعل لمبادرتها من اجل انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن، ومبادرتها تنطلق من شبه تفاهم بين اعضاء المجموعة الخماسية، خصوصا ان المخاوف الامنية بدأت تتصاعد من جراء وضع اقليمي هش. وتشير مصادر ديبلوماسية الى ان المجموعة الخماسية ستلتئم على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة خلال النصف الثاني من ايلول الجاري وستضع في اجتماعها اللمسات الاخيرة على شروط الحل بعد ان يكون لودريان اجتمع مع القوى السياسية اللبنانية للخروج من التعطيل الرئاسي. وقد يصدر عن الاجتماع كما في الاجتماع السابق بيان يحدد خريطة الطريق للوصول الى حل للازمة اللبنانية وشروط المجموعة لتقديم المساعدات اللازمة لانعاش الاقتصاد.

والى مبادرة لودريان، ثمة مبادرات اخرى اهمها المبادرة الاميركية التي يقودها المبعوث الاميركي لشؤون الامن والطاقة آموس هوكشتاين الذي اجرى مفاوضات الاسبوع الماضي مع اطراف لبنانية بهدف ترسيم الحدود البرية، وموفد قطري يجري التحضير لزيارته مع القوى السياسية اللبنانية، وهناك تنسيق قطري - سعودي في الملف اللبناني. كما ان السفير السعودي وليد بخاري يقوم بجولات على الاطراف الفاعلة من اجل حضّهم على انتخاب رئيس للجمهورية تتوافق حوله اكثرية من اللبنانيين، وزيارة قام بها وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان لدعم المقاومة، اضافة الى مبادرة يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري لفتح حوار حول انتخاب الرئيس قد يؤدي بعد اسبوع الى انتخاب رئيس خلال جلسة مفتوحة.

في هذا السياق، يقول المصدر ان باريس ستسعى من خلال تضافر الجهود الداخلية والخارجية الى العمل من اجل سد الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس. ويبدو ان هناك اربعة اسماء تتقدم، يمكنها وضع برنامج اصلاحي تتوافق عليه الكتل السياسية لاعادة انعاش البلاد. وهناك ايضا اسماء جديدة لمستقلين مطروحة لترؤس حكومة جديدة فاعلة. لكن ذلك لا يعني حتى الآن ان انتخاب رئيس اصبح في متناول اليد خلال الايام المقبلة، إذ لا يبدو ان هناك توافقا داخليا على اسم الرئيس وعلى الخطة لاصلاحية. كما ان القوى الاقليمية والدولية لم توضح موقفها بالنسبة لسد الفراغ الرئاسي او لم تباشر الضغط على الاطراف لتقوم بانتخاب رئيس.
ويضيف المصدر ان الملف اللبناني اصبح مترابطا مع بقية الملفات الاقليمية العالقة، وان سد الفراغ الرئاسي يحتاج الى توافق دولي واقليمي، وان اعلان وزير خارجية ايران ان بلاده لا تتدخل في الانتخابات الرئاسية اللبنانية نفاه الرئيس ماكرون في خطابه امام السفراء الفرنسيين عندما اشار الى "ان ايران تزعزع الاستقرار في عدد من الدول الاقليمية، وان الحل السياسي في لبنان سيمر من خلال توضيح موضوع التدخل الايراني في لبنان بالتأكيد". اذاً فالانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة وتنفيذ الاصلاحات تحتاج الى قرار لن تكون ايران بعيدة عنه وممثلها في لبنان يتحكم بالوضع الداخلي والخارجي بقوة سلاحه، ويحاول فرض مرشحه الرئاسي على بقية الاطراف.

ولودريان الذي واكب الملف اللبناني منذ اكثر من عشرة اعوام يعلم ان مهمته في بيروت شبه مستحيلة، فنجاحها يحتاج الى تضافر جهود اطراف عديدة بدءا من المجموعة الخماسية التي لكل جهة مشاركة فيها وجهة نظر مختلفة حول سد الفراغ الرئاسي، وهذا قائم على اختلافات في المقاربات لانهاء الفراغ الرئاسي، كما ان واشنطن تشكل مفتاح الحل وهي حتى الآن لم توضح موقفها، ولم تتفاعل بشكل ايجابي مع ايران التي تحمل المفتاح الآخر لانتخاب الرئيس .
كما ان الحوار لن ينجح في ظل غياب قوى المعارضة التي يشكل عمودها الفقري الثنائي المسيحي، اي "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب وعدد من المستقلين. وقد اظهرت الاختبارات السابقة فشل تحكّم الثنائي الشيعي و"التيار" بمقابض الحكم اذ ادى هذا التحالف الى الازمة التي يعيشها لبنان سياسيا واجتماعيا وماليا، وان اي عملية اصلاحية تحتاج الى قوى متجددة يمكنها القيام بالاصلاحات الاساسية الضرورية لاعادة انعاش الاقتصاد اللبناني وتعزيز دور الدولة التي فقدت سلطتها.

 "النهار"- سمير تويني

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا