المقاومة تؤكد أن "وحدة الساحات" ليست عبارة إنشائيّة... هل تتوافر عناصر الحرب الإقليميّة الشاملة؟
هو زمن العبور الذي كانت تنتظره "اسرائيل" في الشمال فأتاها من الجنوب، لتكون أضخم واكبر عملية أمنية يتعرض لها الكيان منذ ولادته، ما يؤدي الى مفاعيل ونتائج أكبر من ان يتم حصرها بنقاط محددة، فما يجري في فلسطين المحتلة سيغيّر وجه المنطقة.
كثيرة هي الرسائل التي يحملها الهجوم الفلسطيني لتحرير أرضه المحتلة، بعضها يتعلق بالسياسة ومسارات التطبيع في المنطقة، وغيرها من الملفات التي تُعنى المنطقة بأكملها ومن ضمنها لبنان، وبعضها الآخر يتعلق بالعسكر حيث يظهر الضعف "الإسرائيلي" مرة تلو أخرى، وما للعدو سوى أن ينظر جيداً لما يتعرض له اليوم، ليتخيل جيداً ما سيحصل عندما يعبر مقاومو المقاومة الاسلامية مستوطنات الشمال.
من غير المنطقي تخيل هجوم كهذا قد حصل، بمعزل عن تخطيط طويل مسبق تشارك فيه كل محور المقاومة، وبالتالي لا بد لهذا المحور أن يكون قد تحضّر لكل أنواع السيناريوهات، التي تتضمن بأحدها حتماً توسع الحرب لتصبح حرباً اقليمية كبيرة، تقول مصادر مقربة من الثنائي الشيعي، مشيرة الى أن احتمالات هذه الحرب قائمة بحال تحقق عناصرها.
وتُشير المصادر الى أن عناصر الحرب الإقليمية الشاملة تبدأ من القرار الاميركي أولاً ، ومن ثم الحسابات "الاسرائيلية" الخاطئة في غزة ثانياً، مشددة على أن كل الرسائل التي تم تبادلها خلال الساعات الماضية بخصوص ما يجري في فلسطين، كانت تشدد على عدم وجود رغبة دولية باندلاع حرب إقليمية، لكن هذا لا يعني سقوط احتمالاتها، فرغم أن الأميركي لا يرغب بالحرب في المنطقة اليوم، وهذا ما أكدته رسائل العدو بعد مناوشات مزارع شبعا أمس، لاعتبارات كثيرة تتعلق بالحرب في اوكرانيا، وبعض الملفات الاقتصادية التي تنطلق من المنطقة، والاهم إدراكه لواقع "اسرائيل" وضعفها ومعنى الحرب الشاملة، إلا أن حسابات الأرض قد تكون خاطئة.
ما يتعرض له الكيان اليوم يُعتبر خطراً وجودياً حقيقياً عليه، وطريقة تعامله مع المسألة تزيد من صعوبة موقفه، فهو إن اكتفى بما يقوم به اليوم من استهداف للأبنية، سيكون قد أثبت للعالم بداية مرحلة سقوطه، وبحال قرر محاولة استعادة هيبته عبر استباحة غزة برياً وتدميرها بالكامل، فقد يجد نفسه امام حرب واسعة تعجّل بسقوطه أيضاً، وبالتالي له أن يقرر مستقبله القريب.
وبما يتعلق بلبنان، فلا تؤكد المصادر ولا تنفي "التحذير" الذي أرسله حزب الله مع المصريين بخصوص الدخول الى المستوطنات الشمالية، بحال قرر العدو الدخول البري الى غزة، إلا أنها تشدد على أن "وحدة الساحات" ليست عبارة إنشائية فقط، ويجب التعامل معها على هذا الأساس، كاشفة أن المقاومة في لبنان حضّرت مقاتليها، وأخلت مراكزها الظاهرة والمعروفة قرب الحدود، وهي مستعدة اليوم لكل الإحتمالات، ولعلّ استهداف المواقع "الاسرائيلية" في مزارع شبعا جاء ليؤكد التحذيرات، بأن حزب الله حاضر للتدخل عند الحاجة.
أيضاً يما يتعلق بلبنان، وبعيداً عن التداعيات العسكرية المباشرة لما يجري في فلسطين المحتلة، فإن للحدث تداعيات اخرى، إذ تتحدث المصادر عن أن المواجهات الحالية قد أبعدت ملف تحديد الحدود البرية عن الواجهة، إذ لم يعد طرحه قريباً، كذلك الملف الرئاسي لن يكون بعيداً عن التداعيات، فيوماً بعد يوم تُثبت الأحداث لحزب الله صوابية تمسكه بمرشح يحفظ ظهر المقاومة ولا يطعنها.
هناك من يقول بأن الحرب المقبلة الشاملة إن اندلعت ستكون الحرب الاخيرة، وتكون سبباً مباشراً بزوال الاحتلال، فهل أصبحت الظروف متوافرة لمثل هذه الحرب؟ الأرجح لا، ولكن الأكيد ان معرفة الجواب "يقيناً" يتطلب علماً بالغيب وهو غير متوفر، فمن كان يتخيل أن يستيقظ على المشهد القائم في فلسطين المحتلة؟ وبالتالي لن يكون مستحيلاً أن نستيقظ على "الحرب الإقليمية".
محمد علوش - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|