متفرقات

سباق الأثرياء نحو الخلود.. أغرب النظريات حول الشيخوخة والتجميد والبرمجة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ قديم العصور، كان السعي نحو الخلود وقهر الموت هاجسًا إنسانيًا، بدءًا من البحث عن إكسير الحياة إلى حجر الفلاسفة، فمضادات الشيخوخة، وغيرها من الحلول التي لا تُصدّق. لكن هل يمكن أن يصبح العيش لفترات طويلة حقيقة؟

تقول صحيفة "ميرور" البريطانية" إنه في أعقاب سباق الفضاء بين ريتشارد برانسون وجيف بيزوس وإيلون ماسك، يواجه أغنى رجال العالم تحديًا جديدًا هو الخلود. وقد وضعوا كل ثقلهم لدعم البحوث في مختبرات علمية في وادي السيليكون.

وبيزوس هو أحد الداعمين الرئيسين لشركة "ألتوس لابس" (Altos Labs)، التي جمعت 200 مليون جنيه إسترليني، وافتتحت للتو مختبرًا جديدًا في كامبريدج. كما استثمر المؤسس المشارك لشركة "غوغل" سيرغي برين، أكثر من 600 مليون جنيه إسترليني في "مختبر طول العمر" (Calico).

بدوره، تعهّد مؤسس "باي بال" بيتر ثيل بتقديم مليوني جنيه إسترليني لمؤسسة "سينز ريسرش فوندايشن" (SENS Research Foundation). كما قدّم قطب التكنولوجيا الروسي يوري ميلنر دعمًا بملايين الجنيهات الإسترلينية لعلوم مكافحة الشيخوخة.

يقول الخبير مايكل راي إن "علم الخلود يُحقّق قفزات هائلة إلى الأمام"، مبديًا تفاؤله بـ"فكّ لغز سر الحياة الأبدية بحلول عام 2050".

وبما أن تطوير التكنولوجيا باهظ التكلفة، فلن تكون متاحة، في حال تحققت، إلا للأثرياء في البداية. لكن علماء يعتقدون أنه بمجرد تعميم طرق مكافحة الشيخوخة على عامة الناس، يمكن رفع متوسط العمر المتوقع إلى حوالي 1000 عام. كما يزعمون أن الأسباب الوحيدة للوفاة ستكون حينئذٍ الحظ السيئ، والأخطاء الغبية.

فما هي النظريات الرئيسة حول تحقيق الخلود؟

إيقاف شيخوخة الجسم
تعتقد مؤسسة "سينس" أن الشيخوخة مرض يمكن معالجته مثل أي مرض آخر. وهي تعمل على "الإصلاح الشامل للضرر الذي يتراكم في أجسامنا بمرور الوقت".


وفي هذا الإطار، يدرس الباحثون إمكانية إنشاء نسخ احتياطية من الخلايا لتحل محل الخلايا المتضرّرة أو المعطّلة. وسيتم زرع الخلايا الجديدة في الجسم، حتى تتمكن من تولي المهمة عندما يبدأ نظامنا في التدهور. ما يعني أنه يمكننا تجديد أجسامنا مرارًا وتكرارًا، مثل استبدال الرقائق المعيبة في الكمبيوتر.

يوضح مايكل راي، وهو كاتب علمي في المؤسسة: مع مرور السنوات، يقترب الإنسان من الموت. وبمجرد معالجة الشيخوخة، يطول العمر. لكن هذا لا يعني أنك خالد، فقد نتعرّض للقتل أو الإصابة بعدوى كارثية مثل الإيبولا، أو الموت في حادث تحطم طائرة.

ويضيف: "هذا يعني أن الانسان لن يكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والموت. وفي عملية حسابية حول مدى احتمال الموت، سيبلغ متوسط العمر المتوقع حوالي 1000 عام".

لكنّه يشير إلى أن الأمر يتعلّق بما يحدث بالفعل في حياة الانسان، في حال التمكن مع معالجة الشيخوخة: "لا يزال بإمكانك أن تموت في اليوم التالي، أو أن تعيش حتى 2000 عام".

علم التجميد والذكاء الاصطناعي
يعتقد بعض العلماء أنه في المستقبل، سيتمكنون من تخزين كود الحمض النووي الخاص بنا في الكمبيوتر، الذي سيقوم بدوره، بإرسال تحذيرات عندما نحتاج إلى علاج جيني لدرء الأمراض الفتاكة عن طريق إزالة الطفرات الجينية. كما ستُنبّه الرقائق الدقيقة المزروعة الأطباء إلى شيخوخة خلايانا.

لا بل إنهم يأملون في نسخ شخصياتنا احتياطيًا عبر الإنترنت في حال الموت، بحيث يُمكن نسخها على روبوت أو صورة ثلاثية الأبعاد، ما يجعلنا نتجاوز متوسط العمر المتوقع الذي يبلغ 81 عامًا. 

وموّل الملياردير الروسي ديمتري إيتسكوف هذه الفكرة، وأسس منظمة غير ربحية تسمى مبادرة 2045. وتقوم هذه الفكرة على التجميد، وتخزين الجثث في النيتروجين السائل عند درجة حرارة 196 درجة مئوية.

منذ عام 1972، احتفظت شركة "ألكور" (ALCOR) في أريزونا بـ149 عميلًا، بما في ذلك 28 بريطانيًا، بسعر 165000 جنيه إسترليني لكل منهم، على أمل إعادتهم إلى الحياة عندما تتقدم التكنولوجيا بدرجة كافية.


الأدوية المضادة للشيخوخة
يأمل مايكل راي في أن تنخفض الوفيات الناجمة عن مرض خطير في العقد المقبل، مع توزيع الأدوية المضادة للشيخوخة التي يجري تطويرها حاليًا، على الأسواق.

ويشرح أن "هناك خلايا معينة تتوقف عن التكاثر وتتضرّر، حيث تبدأ بإفراز جميع أنواع الالتهابات ما يجعلها أكثر عرضة لأن تصبح سرطانية. لكن الأدوية المضادة للشيخوخة تقتل هذه الخلايا بشكل انتقائي، وهناك دليل على أن الجسم يتجدد بطرق متنوعة عند استخدامها".

ويضيف: "يجب أن تكون هذه الأدوية فعالة في القضاء على عدد من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، وهي خطوة كبيرة إلى الأمام".

ويشير إلى أن جهاز المناعة يقوم بالفعل بإزالة هذه الخلايا التالفة، ولكنه ينهار مع تقدمنا في العمر. لذلك، نحن نعمل على مجموعة من الطرق لتسهيل قيام جهاز المناعة بإزالة تلك الخلايا، باستخدام الخلايا التي ابتكرناها".

هل هناك مخاوف أخلاقية؟
من الصعب تخيل عالم يعيش فيه الناس حتى عمر 1000 عام. فالأرض مكتظة، وتتجه نحو كارثة بيئية. إذًا ما هو تأثير الانفجار السكاني، حيث تصبح الظروف المعيشية أكثر ازدحامًا، ويزداد استهلاكنا للحوم والوقود بشكل قياسي؟

يقلل مايكل راي من أهمية هذه المخاوف،لكنّه في الوقت نفسه يؤكد وجود مخاوف أخرى تفرض إعادة التفكير في أشياء مثل سن التقاعد وخطط الرواتب التقاعدية، والطريقة التي نبني بها حياتنا.

وقال: "علينا أن نكون أفضل في استخدام الموارد على أنواعها، لأن العالم يتجه بالفعل نحو كارثة بيئية. لكن هل الحل لمشاكلنا البيئية هو أن الناس يجب أن يستمروا في الموت بسبب السرطان والنوبات القلبية؟".

ويقول: "البحث لا يسير بالسرعة الكافية لأنه لا يتم تمويله بشكل كافٍ. كل يوم نتأخر فيه، يموت 110 آلاف شخص من وباء الشيخوخة".

تقنية إعادة البرمجة البيولوجية
يتردد في أوساط العاملين في تكنولوجيا تقدم العمر، أن رئيس أمازون جيف بيزوس هو أحد الداعمين الرئيسين لمختبرات "ألتوس" (ALTOS)، وهي مجموعة من أحدث مراكز الأبحاث في كامبريدج واليابان وكاليفورنيا يرأسها العالم الأميركي وخبير السرطان ريتشارد كلاوسنر.


ويستخدم العلماء 200 مليون جنيه إسترليني لتطوير ما يُعرف باسم "تقنية إعادة البرمجة البيولوجية"، التي تسمح بتجديد الخلايا في أجسامنا، ما يؤدي إلى عكس عملية الشيخوخة.

وهناك أمل في أن ينهي البحث الظروف المتغيرة للحياة مثل مرض باركنسون وأمراض القلب والسرطان، بحيث لن تتدهور خلايانا وتتحول إلى طفرة.

ويقول الخبير مايكل راي: "إن تقنية إعادة البرمجة تأخذ خلية تالفة تراكمت عليها تغييرات مرتبطة بالعمر، وتجدّدها، بحث تتمّ إزالة بعض هذه التغييرات غير الطبيعية، وبالتالي تتصرّف كخلية شابة".

لكنّه يشرح أنه "مع الوقت، تشيخ الخلية مجددًا. ما يتعين علينا إعادة تشغيلها مرارًا وتكرارًا، وهو أمر جيد طالما أن الانسان يُواظب على ذلك".

وبما أن بيزوس في الخمسينيات من عمره، لذا يبدو أنه يراهن على أن البحث سيؤتي ثماره في وقت مناسب لعمره.

 

المصدر: العربي

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا