الصحافة

أُهزَم أمام الأسد وليس أمام جعجع"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أثناء «حرب الإلغاء» بين وحدات الجيش اللبناني التي كانت بإمرة قائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون، الذي كان أيضاً رئيساً للحكومة العسكرية، وبين «القوات اللبنانية»، والتي امتدت من شباط 1990 حتى تشرين الأول من السنة ذاتها، والتي أدت إلى تقاسم ما كان يُعرف بالمناطق الشرقية، نُقِل عن العماد عون قوله: «أنا أقبل أن أُهزَم أمام حافظ الأسد، ولا أقبل أن أُهزَم أمام سمير جعجع».

كلام العماد عون آنذاك، جاء بعد تعثُّر «حرب الإلغاء» وعدم تمكنه من السيطرة على المناطق التي كانت تحت سيطرة «القوات»، في المدة التي وضعها مع أركان حربه ولا سيما منهم مدير مخابراته ومدير العمليات وبعض الضباط العملانيين اللصيقين به، إلى درجة أنّ بعض الضباط امتنعوا عن إرسال أولادهم إلى المدارس يوم اندلاع «حرب الإلغاء»، بناء على معلوماتهم عن الساعة الصفر لبدء الحرب. وفي الوثائق غير المنشورة عن تلك الحقبة، أنّ العماد عون قال لقريبين منه: «كم يوم وبتخلص المعركة». لكن «كم يوم» تحوَّلت إلى «كم شهر»، فكان «ستاتيكو» وبات الحسم مستحيلاً، وعدم الحسم كان بالنسبة إلى العماد عون أشبه بالهزيمة غير المعلنة، من هنا جاء قوله: «أقبل أن اُهزَم أمام حافظ الأسد، ولا أقبل أن أهزم أمام سمير جعجع».

مناسبة التذكير بهذه الوقائع، أنّ التاريخ يكاد أن يعيد نفسه، ليس مع العماد عون بل هذه المرة مع وريثه في «التيار الوطني الحر» وفي «تكتل لبنان القوي»، جبران باسيل. فما حصل في مجلس النواب، كان في أحد وجوهه، معركة بين باسيل وبين رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، حصل التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، فكانت القراءة الأولى أنّ جعجع انتصر في معركة التمديد، فيما باسيل هُزِم، لكن رئيس «التيار» وسَّع «بيكار» المعركة ليرفض الإقرار بأنه هُزِم أمام خصمه اللدود، فقَلَب المعركة إلى «كونية»، معتبراً أنّ هناك «مؤامرة» دولية محلية وأنّ الدول هي التي انتصرت عليه، وليس جعجع، وأنه هُزِم أمام الدول وليس أمام جعجع.

نظرية «المؤامرة» في لبنان قديمة قِدَم الحرب اللبنانية، لكن مَن يضعون كل شيء في خانة «المؤامرة»، كأنهم يرفعون عنهم المسؤولية عما جرى، وكان بإمكانهم منعها.

يقول باسيل، إنها المؤامرة التي بدأت عام 2011 (قاصداً بدء النزوح السوري إلى لبنان). إذا سلَّمنا جدلاً بهذه النظرية، فمن العام 2011 حتى العام 2022، بينها ستة أعوام في الرئاسة، بين 2016 و2022، كان «التيار الوطني الحر» في قلب السلطة، فلماذا لم يُحبِط «المؤامرة»؟ كانت ثلاث وزارات سيادية في يده مباشرةً: وزارة الدفاع ووزارة الخارجية ووزارة العدل، وكان أبرز قضاة التحقيق محسوبين عليه، وكان السفراء اللبنانيون في عواصم القرار محسوبين عليه أيضاً، لا بل هو مَن عينهم، وكان لشريكه في ورقة التفاهم، «حزب الله»، الكلمة الفصل في أكثر من ملف، فلماذا لم يُسقِط المؤامرة؟

«المنطق» الذي يطرحه رئيس «التيار الوطني الحر»، ليس تغطيةً للهزيمة فحسب بل محاولة لتغطية الفشل، وهذا لا علاقة له بـ»المؤامرة الكونية»، التي هي «الشمَّاعة» الأسهل والأسلم لتعليق الفشل عليها. ربما يجدر بباسيل أن يُجري مراجعة نقدية لأدائه ولسياسته، هذا إذا أقرَّ بأنه فَشِل، أما أن لا يعترف بالفشل ويلقي كل شيء على «المؤامرة»، فهذا فشلٌ إضافي.

جان الفغالي-نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا