"خيبتي من الجنرال كبيرة"....شامل روكز: ما يعتبره جبران ذكاء في السياسة أعتبره سياسة إحتيالية
ما زال شامل روكز (مواليد 1958) شاباً، مليئاً بالحماسة. وفي كلِ مرّة يسكت على مضض عن خطأ يراه يردد مع ملحم بركات الأغنية الأحب إلى قلبه: يا صمتي يا معذبني. هو المغوار الذي لازم الجنرال (ميشال عون) في أحلك الأوقات وعاد وانسحب من جوقته كما الشعرة من العجين. هو النائب السابق وصهر الجنرال السابق وابن المؤسسة العسكرية الدائم. ينظر الى المرآة ويقول: خطئي أنني وثقتُ في البعض أكثر من اللزوم ولم أكن حذراً دائماً واتكلتُ أحياناً على حدسي ولم أكن وقحاً بما فيه الكفاية». يأخذ على العمّ أنه مشى في تسويات جبران (جبران باسيل) فأقحمه في «تركيبات غير مؤسساتية وسمسرات» أدت إلى حالة «ما خلونا» وهو الذي كان بيده أكبر كتلة برلمانية وعشر وزراء في الحكومة وتوقيع الرئيس. شامل روكز كسر الصمت الذي يعذبه وعاد بالذاكرة إلى البدايات والتكتيكات والمؤثرات ونوستالجيا المغوار التي فيه.
يراقب «الجنرال» روكز من مكتبه في النقاش التطورات الأخيرة في البلاد متوقعاً دخول البلاد في مزيد من «الإغتيالات الفلسطينية السورية واللبنانية». هادئ هو. يقف كما الرمح. يمشي كثيراً. يمشي أحياناً أكثر من اللزوم «فالمشي راحة». هو إبن تنورين، يسكن في اللقلوق، في نقطة تابعة الى تنورين. والداه رشيد وأليدا اللذان أنجبا أربعة أولاد: صبيان وفتاتان. ولم يكن في البيت عسكري قبله. هو أول من دخل الى المؤسسة العسكرية في عائلته: «نحن عائلة مزارعين، قبضايات في الضيعة، وتعلقي في العسكر بدأ يوم أجرت فرقة مغاوير عرضاً أمام الطلاب في ثانوية جبيل. كنت صغيراً. تأثرت بما رأيته كثيراً. ومنذ ذاك الحين أيقنت أنني سأصبح ضابطاً مغواراً في الجيش اللبناني. وبقيت الفكرة في رأسي. تقدمت الى المدرسة الحربية عام 1978 لكنهم لم يأخذون دورتنا إلا في أيلول عام 1980».
دخل روكز الى الجامعة اللبنانية، درس العلوم السياسية والحقوق، بانتظار دخوله الى الحربية ويقول: «قدراتي الجسدية ساعدتني كثيراً. كنت رياضياً منذ صغري. أحب المشي ولعب كرة السلة وكرة القدم والكرة الطائرة ورياضات القفز وألعاب القوى. كنت نحيفاً جداً وقوياً جدا. ويوم دخلت الى الحربية اجروا لنا سباقاً حللتُ فيه في المرتبة الثامنة ثم الثانية ثم الأولى ومذاك بقيت في الصدارة. ويستطرد: الرياضي يأخذ غالباً مكافآت في الحربية. إلتحقت في الكلية الحربية في الفياضية وكان إسمها المدرسة الحربية. وعدتُ ودرستُ لاحقاً التاريخ». فلماذا التاريخ؟ يجيب «من لا يعرف التاريخ يعيش صدمات كثيرة في السياسة. ونلت ماجيستير في الإستراتيجيا مع حلف شمال الأطلسي. تعلمت كيف تستعد الدول الى معركة متوقعة. وكيف يقنعون الشعوب أنهم يدافعون عن السلام ويشكلون قوّة (كما اليوم في باب المندب) يضمون إليها الدول. تعلمت كيف نحضر الموقف الإستراتيجي إنطلاقا من موقف معين».
حقّق هدفه ودخل الى الحربية ويتذكر «يوم إانفجار المارينز عام 1983 كنا نتدرب مع الأميركيين. كنت في الكتيبة المجوقلة. وفي العام 1984 قرروا إنشاء فوج المغاوير فشكلوني إليه. أصبت أربع مرات إصابات طفيفة. المرة الأولى في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية في معركة بين «حزب الله»وبين حركة امل. والمرة الثانية في سوق الغرب كنت مع العميدين فايق شهاب ونقولا سلوم اللذين خسرا القدمين. و»ظمط» وحدي. وكنت حينها ملازماً اول. ثم أصبت من جديد في سوق الغرب. وفي المرة الرابعة في الجديدة». هو كرر الحديث عن حالة تسمم تعرض لها ذكرها من جديد: «سممت في العام 1990. وضعوا لي السم في القهوة وانا لست من شاربي القهوة. وعرفت لاحقاً ان «القوات» فعلتها. اخبرني ايلي حبيقة بذلك لاحقاً يوم شُكلت لحماية مؤتمر يعقده». لكن، لماذا أنت؟ يجيب: لأنني سرية المغاوير القادرة على الحسم. كنت هدفا عسكرياً. لكن، من يريد الإغتيال يستخدم السم البطيء؟ يجيب: «حاولوا بطرق أخرى لكنني ظمط». كيف هي علاقتك اليوم مع سمير جعجع؟ «إلتقينا في مناسبات عدّة كما زرته معزياً في بشري يوم وفاة والدته» ويستطرد «أفصل عادة بين المسائل الشخصية والعسكرية والمؤسساتية. أعتقد أن ما اقترفه الآخرون - وما اقترفته أنا - خلال الحرب ليس باسمي وليس في حقي بل بسبب موقعي وليس ثأراً شخصياً. لست من الأشخاص الذين يراكمون الأمور ثم يحاسبون عليها».
يتجنب شامل روكز ذكر إسم ميشال عون ويستعيض عن ذلك بالقول «قائد الجيش» آنذاك. فمتى تعرّف على قائد الجيش السابق ميشال عون؟ يجيب «أتذكر أن قائد فوج المغاوير كان العميد جهاد شاهين، وذات يوم أتانا أمر مهمة مضمونه أن وزير الدفاع عادل عسيران خطف ويجب البحث عنه ومنع أي مظاهر مسلحة. هو أمر مهمة لم يكن واضحاً. حكيت مع السرية في روميه وسيرنا دوريات ومنعنا حصول أي مشكلة من خلال إطلاق النار على أي مخل. أطلقوا سراح عسيران فأرسل ورائي قائد الجيش وسألني عما فعلناه فأجبته: نحن نطبق الأوامر كما هي. ننفذها بالقوة. وهذا كان اللقاء الأول بيننا». هل نفهم من هذا الكلام أن قائد الجيش لم يعجبه أسلوب شامل روكز؟ يجيب: «إنهم يفكرون ان منع المظاهر المسلحة جوّ إعلامي أما بالنسبة لي فأنا مغوار والأمر أمر. ولا أحد يلعب معنا. في كل حال إنتبه لي يومها قائد الجيش جيداً».
الأمر الثاني الذي تلقاه شامل روكز من ميشال عون كان يوم منعوا عن الجيش إعتماداً للتغذية «أتذكر أن الإعتماد كان مربوطاً بوزارة الأشغال التي كان وزيرها وليد جنبلاط. قامت يومها قيامة قائد الجيش فأتى العميد شاهين وقال لي: يجب أن نعمل على إستصدار مجلس النواب قانوناً في هذا المجال. ذهبنا ليلاً الى بيوت النواب وكان الرئيس كميل شمعون ما زال حياً. وكانت تعليماته أن نتابع الموضوع حتى الأخير. وقال لي يومها كاظم الخليل: سأشرح لك ما عليك فعله. ذهبت الى بيوت الياس الهراوي ورينيه معوض وعبده عويدات وسواهم. وفي اليوم التالي نزلت الى مجلس النواب في قصر منصور والتقيت العميد فايز متى الذي قال لي: لا يمكنكم المكوث هنا. أجبته: لن نغادر الى حين توقيع المرسوم. دخلنا الى المجلس فالتقينا ألبير مخيبر فقال لي: خلص إتفقنا وسنوقع المرسوم. يومها فصلوا إعتماد التغذية عن إعتماد وزارة الأشغال. وأتذكر أن أمين الجميل غضب كثيرا مستغرباً توجهنا الى بيوت النواب».
الأمر الثاني تبعه لقاء ثان مع ميشال عون تحدث عنه روكز: «في 15 كانون الثاني عام 1986 كنت في الأرز. وكان معنا في فوج المغاوير جوزف عون (قائد الجيش). ويومها حسمنا المعركة سريعاً بين إيلي حبيقة وسمير جعجع. كنت آمر سرية في المغاوير أما جوزف عون فكان آمر فصيلة . وتدريجياً أصبحت أكثر قربا من قائد الجيش. حدثت أمور كثيرة اعتبر عون أننا نعمل من دون إستشارة أحد. مثلاً، أرسلوا ذات يوم طعاماً غير كاف للعسكر فطلبنا من كل المغاوير النزول الى المطبخ وتوزيع الطعام. هذه امور تعتبر غير منضبطة. ويوم استلم عون رئاسة الحكومة الإنتقالية عام 1988 أتت القوات لتأخذ مراكز الكتائب في المتن فرفضنا. حصلت مشاكل متكررة وأصبحت أكثر قرباً من الجنرال. وفي 14 آذار إنطلقت حرب التحرير. وهنا، كي أكون أمينا لما حصل، كان مقرراً أن ننزل الى مراكز القوات في المجلس الحربي وضبيه والسيطرة عليها، لكن تحولت المعركة في آخر لحظة ودخلنا في سنة كارثية». كنت ما أزال ملازماً وكان قائد الجيش يرسل ورائي دائما ويطلب خدمات مباشرة. أصبحت العلاقة بيننا قوية. كنت معجبا به. فهل تتصورين معنى أن يرسل قائد الجيش وراء ضابط برتبة ملازم أول؟ تعيشين سكرة الحياة العسكرية لتدركي مشاعري. كنا نستقتل في تنفيذ هكذا مهمات».
شامل روكز كانت مهمته يوم شنّ ميشال عون حرب التحرير التوجه الى المجلس الحربي لا تحرير البلد من السوريين لكن في آخر لحظة تبدلت فوهة مدافع الجنرال. روكز يقول «إن هذا حصل بتنسيق قواتي سوري» لكن، هناك سردية أخرى سمعناها من أكثر من عارف تقول إن الجنرال أدار مدافعه لأنه كان يريد من سوريا تسميته رئيساً للجمهورية وأتاه يومها الجواب بالنفي؟ يجيب روكز: «لا أعرف بصراحة ما حدث سياسياً وكل ما أعرفه أن مهمتي كانت يومها إسقاط المجلس الحربي أما بقية المعطيات فليست بيدي بل بيد قائد الجيش نفسه وما حصل كبّد المؤسسة العسكرية خسائر لا تضاهى».
يتذكر روكز لحظة 13 تشرين: «كنت في منطقة الدوار الممتدة من بيت مري الى عين التفاحة. نمنا في تلك الليلة في العراء بعدما وصلنا من جماعة حبيقة أمر العمليات السوري الذي يُحضّر. بعد 13 تشرين إختفيت فترة لأنهم كانوا يبحثون عني. وكي أكون «حقّاوياً» مع الرئيس إميل لحود (وكان قائداً للجيش) قلت له: لن أسلّم السوريين موقعي. فأجابني: لا تفعل. واتصل بي ثلاث مرات وأرسل ضباطاً من الجيش لملاقاتي بينهم سهيل خوري وويليام مجلي وفؤاد خوري. بعدها تلقيت إتصالا قيل لي فيه أن غازي كنعان يريد ان يراني. رفضت في البداية لكنهم قالوا لي أن روي الهراوي (إبن الياس الهراوي) سيصعد معي الى عنجر. كان كنعان مهذباً معي وطلب من المرافقين البقاء في الخارج قائلاً: نحن عسكر ويجب أن نتكلم معاً وحدنا. أخبرني عن علاقته بنادر سكر وأن ميشال عون متهور. كان مهذباً جداً معي وأعطاني رقم هاتفه الشخصي. دام اللقاء الأول (والأخير) بيننا نحو ساعة ونصف».
لم يزر شامل روكز ميشال عون في السفارة الفرنسية والتحق بالمؤسسة العسكرية بقيادة إميل لحود ويقول: «حين انتهت معركة نهر البارد جرى لقاء مع إميل لحود عند جسر الأولي وأتذكر أن لحود توجه لي أمام جميع العسكر قائلاً: هناك أشخاص يُعطون مراكز وهناك من يفرضون أنفسهم فرضاً. وأعادني يومها الى المغاوير. أعترف له بذلك. ولاحقاً عاد وشكلني الى فوج المكافحة. أراد دائما الحفاظ على خصوصيتي لكنهم لم يكونوا يثقون بي لأن المكافحة مخابرات. وأتذكر أننا إستلمنا ذات مرة أمر مهمة حماية رئيس الحكومة رفيق الحريري في ملعب برج حمود. يومها اخذوا السرية الخاصة بي ولم يأخذوني. كانوا يعتبرونني قوياً لكنهم بقوا حذرين مني لعلاقتي مع الجنرال عون. بعدها أعادوا تشكيلي الى خدمة العلم مع العميد ميشال أبي رزق».
في العام 2005، بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، أعيد شامل روكز الى المغاوير. وهو لم ينس يوم 7 أيار: «حصلت يومها مؤامرة كبيرة على بيروت، وكان الجيش يقف متفرجا تاركاً المسلحين ينتقلون من مكان الى آخر. وواحدة من المهمات كانت في سرية المغاوير وفيها أن مسلحين سيمرون فلا تتعاطوا معهم. إنتفضت يومها وقلت إن أي مسلح سأراه، بصفتي آمر السرية، سأطلق النار عليه. كان الرئيس سعد الحريري في قريطم فذهبنا الى هناك بعدما وصلتنا معلومة أن المسلحين قرروا إقتحام القصر. في قريطم كان عناصر الدرك قد خلعوا ثيابهم العسكرية. طلبنا منهم العودة الى مواقعهم وقلنا لهم بالحرف: لن يدخل أحد من المسلحين الى هنا إلا على جثثنا. نجحنا في تلك المهمة في إنقاذ ما تبقى من بلد».
رجع ميشال عون. حصل إتفاق الدوحة. أصبح شامل روكز قائد فوج المغاوير. وعُيّن جان قهوجي قائداً للجيش. لكن، ماذا عن التفاصيل التي أحاطت بعودة الجنرال يومها؟ يجيب روكز: «كان مرّ وقت طويل لم أر فيه الجنرال. لم أذهب اليه ابداً يوم كان في مرسيليا. كنت أقصد باريس وأرى أسرته. وأتذكر أنه طرح عليّ عشرات الاسئلة في لقائنا الأول بعد نزوله الى باريس. ويوم أراد النزول الى لبنان في العام 2005 طلب سؤال العقيد روكز- وكنت ما أزال عقيداً- عن سلامته في لبنان. أنا من اخترت له البيت الذي سكنه في الرابيه. إعتبرته أكثر أماناً من سواه كونه في موقع مقفل ويمكن الوصول إليه من طرق عدة».
هكذا إنطلقت رحلة شامل روكز في المؤسسة العسكرية في 22 أيلول 1980 وانتهت في 15 تشرين الأول 2015.
ختام العام 2010 كان مسكاً. تزوج شامل روكز من كلودين ميشال عون ويقول: «تزوجنا عن حبّ قديم. أحببنا بعضنا قبل العام 1990 وعدنا وانفصلنا. تزوجت هي. ويوم عاد والدها عادت العلاقة بيننا وحصل ما حصل. أنجبنا جاد وعماد خلال سنة واحدة إلا أربعة أيام».
كيف كانت العلاقة بين أصهرة الجنرال؟ يجيب روكز: «رسمية». نسأله: هل يعقل ذلك بين صهرين (هو وجبران باسيل) من منطقة واحدة هي البترون ويسكنان جنباً الى جنب في اللقلوق؟ يجيب: «لا أخذ وعطا بيننا. شكلياً، نجتمع أحيانا في الأعياد لكن لا نقاشات كانت تجري بيننا. كنت أشعر به مليئا بالألغاز والأسرار. أنا لا أحب هذا النوع من الشخصيات. أقول ما لدي بلا مواربة وليس لدي ما اخجل به أو أي تفكير مؤامراتي. سياسة الكذب لا أحبها».
هل كان لجبران أي دخل في الخلاف بين شامل (روكز) وكلودين (عون) لاحقاً؟ يجيب: «تصرفات جبران أثرت على شغل عمه لا على علاقتنا. ما يعتبره هو ذكاء في السياسة أعتبره أنا سياسة إحتيالية. الذكي، هو الشخص الذي حين يصل الى موقع هو الأول في السياسة تكون لديه خطة واضحة وصريحة منفتحة على الجميع لإيصال المؤسسات الى كل الناس، وتكون لمصلحة الناس لا ضدهم. لهذا، في لحظة معينة قلت لهم: لا أستطيع أن اتابع معكم. لم يكن يعني لي شيئاً أن اكون نائباً. هذا آخر همّ لدي. المعيار الذي اعتمدته دائماً هو ما أؤمن به لا في أي موقع أضع إبن عمتي ومن يؤمن وضع أختي. أنا أدافع عن الأشخاص الذين هم مثل جان العلية. البلد يقوم على مؤسستين إشتغلوا كثيرا كي يدمروهما: القضاء والجيش. المؤسسة العسكرية لا تُختصر بقائد الجيش ولا يمكن الكلام عن قائد الجيش من دون تلبيس المؤسسة ما يقال. لا يعجبهم قائد الجيش فلماذا لم يغيروه طوال ستة أعوام في مجلس الوزراء؟ من أنت (متوجهاً لجبران) لتحاكم الآخرين؟ لا يمكنك تركيب طريقة تفكير السوريين أيام زمان على طريقتك اليوم».
هل نفهم من كلام شامل روكز أن خيبته كبيرة من ميشال عون؟ يجيب: أكيد. إنها خيبة امل. كان رمزاً وطنياً لكنه انقلب الى رمز طائفي، ودخلنا في مفهوم بدل أن تكون المؤسسات نماذج لعمله أصبحت تعمل لمصلحته او مصيرها الدمار. لهذا كله أتت ردة فعل الناس السلبية تجاه العهد السابق. ما خلوه؟ ومن كانوا حوله أدوا الى ما وصل إليه؟ لم يجبر أحد ميشال عون بمن وضعهم حوله. هو من اختارهم».
لكن، هناك من يقول أن قرارات ميشال عون يأخذها هو في حين يقول آخرون أنه يتأثر بجبران باسيل. ما هي الحقيقة؟ يجيب: «أستطيع ان أقول إن معظم قراراته لم تكن بعيدة عمن حوله، فهو كان يحب أن يأتي بمدراء عامين ومسؤولين تابعين له ليبقوا موالين له بعد مغادرته. هذه طريقة غير مؤسساتية. كان حين يُسأل عن أمر يقول: وين جبران إسألولي ياه؟ ما هي خبرة جبران باسيل ليقرر في الحياة المؤسساتية والسياسية؟ لا شيء. هو شخص درس الهندسة وحين رأى الدولة بين يديه ضاع وضيّع الدني كلها. هل يمكن أن تجيبينني عمن يستلم اليوم وزارة الطاقة؟ تظنين أنه وليد فياض؟ لا، ندى البستاني هي وزيرة الطاقة اليوم».
شامل روكز يتحدث عن العلاقة بين التيار وحزب الله «حزب الله لديه إستراتيجية يعمل عليها وهو يساير هنا ويغطي هناك ويسكت عن هنالك لتحقيق استراتيجيته. أما التيار فلديه مصلحة لا استراتيجية. لو لم يدخل عون في التسويات لكان حقق الكثير. كان يملك عشرة وزراء في كل حكومة وثلاثين نائباً ومن يدورون في فلكه وتوقيعه. كان يمكنه أن يفعل ما يريد. ولا أحد يقول لي: ما فينا وما خلونا وما قدرنا. هو كان قادراً أن يقوم بكل ما يريد القيام به لو لم يدخل في القصص والتسويات التي أقحمه فيها جبران».
هل دفع شامل روكز ثمن رفضه هو الدخول في تلك القصص والتسويات؟ يقاطع بإجابة: أنا ربحت ولم أخسر. هل سمعت عن سمسرات قمت بها؟ أنا ربحت».
يعشق البترون وأهل البترون «بيوت الكرم» ويعشق المشي «اللذة التي أشعر بها حين أمشي بحرية بين الشجر والطيور وفي الطبيعة لا تضاهى». هل صحيح أن كلبه مات من كثرة الركض؟ يجيب «الكلب يتعب. نزلنا من جرود تنورين الى أمز في كسروان، تعب، نعوص، ومات». ولداه يمشيان معه «جاد لديه كيلوغرامات إضافية لكنه بدأ ينتبه الى نفسه أما عماد فيحب كرة القدم. إنه رياضي وجسمه متين وقوي». وهو يطلب منهما دائما أن يكونا حذرين في الحياة لكنه لم يقل لهما يوماً أن يحبا هذا ويكرها ذاك، لكن على ما بدا لا يحبان من لا يحب.
لا يبدو أنه يبالي بالمواقع وقيادة الجيش لم تداعب أفكاره «لأن القائد عليه ان يكون سميعاً وأنا لست كذلك. فالسياسيون لديهم مصالح ويريدون خدمات وعلى القائد التكيف معها».
وكيف هي علاقته مع جوزف عون؟ يجيب: «جيدة. إنه قائد الجيش. وهذه المؤسسة تهمني وأمانة في رقبتي». ويتوجه روكز الى جماعة التيار: «أعتبرهم مضللين ولا مشكلة لي لا معهم ولا مع القوات ولا مع الإشتراكي».
يقرأ كثيراً في كتب التاريخ والسياسة وبين يديه اليوم كتاب عصام خليفة «رأسه أوريجينال وكان أستاذي في الجامعة وهو وطني ونظيف ويؤمن بالبلد وطاقة مهمة». يستمع الى الفيروزيات والرحابنة خصوصاً في الايام الصعبة و»جبال الصوان» وملحم بركات وجوليا وأحب أغنية على قلبه: يا صمتي يا معذبني.
نوال نصر -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|