نحن، ما نحن؟ برغش

حرب مشاغلة. حرب إشغال موقت. حرب بسقف. حرب بلا سقوف. حرب بقواعد. حرب بلا قواعد. حرب مدن. حرب مواقع. حرب تهجير. حرب مفتوحة. حرب مضبوطة. حرب بداية النهاية. حرب نهاية البداية. حرب إستباقية. حرب شاملة. حرب تحرير. حرب مشتهاة. حرب وجود. حربُ عدم. حرب بين «لا» و»نعم». حرب استراتيجية. حرب اممية. حرب إسلامية. حرب ساحات. حرب جهاد. حرب عز. حرب رز. حرب غار. حرب انتصار. حربٌ على مستويات عدة،ونحن من نحن؟ مواطنون درجة تارسو يحملون الهُوية اللبنانية لا رأي لهم، وإن تجاسر واحد منا، مهما علا شأنه، على الجهر به، ينبري مواطن/ ممانع لينهره قائلاً. إحتفظ برأيك. أي «سدّ نيعك» بلغة الـ»سوشال «ميديا.

لا نوّاب. لا «دول» رئيس. لا أصحاب معالي. لا أصحاب نيافة. لا رجال دنيا. لا رجال دين.لا قوى عسكرية. لا قوات دولية. لا رئيس جمهورية. لا قائمون مقام رئيس جمهورية. لا أحزاب لبنانية. لا تيارات. لا حركات شعبية. لا نقابات. لا فعالية للمشار إليهم. لا وجود. لا كلمة مسموعة. وبالتالي لا شأن لهم في مقاربة القرارات الدولية وسبل تطبيقها. ولا دخل لهم في تلال كفرشوبا وقرية الغجر والنقاط المختلف عليها مع العدو ولا في طول الجبهة وعمقها. ولا شأن للدولة بالحدود البرية والبحرية والجوية. الشأن السيادي له رجل واحد. وظلّ الرجل يمسك بمصير الجمهورية اللبنانية واتجاهات الريح.

من هم هؤلاء؟ من هم ليناقشوا في جدوى حرب يقررها ويحدد مداها ويفرض شروطها وميدانها وحجمها وأهدافها وعواميدها ويقودها ويجعل الناس وقودها، رجلُ واحد يحسب ويستلهم ويدرس ويأمر في لحظة بإفلات الصواريخ من عقالها؟ من هم ليحددوا ما تقتضيه المصلحة الوطنية؟ صلاحية الآخرين المكانية والزمانية لا تتعدى مصلحة تسجيل السيارات والآليات في الدكوانة ومصلحة مياه قاديشا ومديرية اليانصيب الوطني.

نحن من نحن لنتنطح ونكتب عن القدس ونناصر حق الحياة في غزة وننحاز إلى الخيارات السلمية في أرض فلسطين، المحتلّة والمُستعادة، ونتحمّس لأي جهد دولي يوقف الإبادة، ونغضب لمكابرة المكابرين التي يدفع ثمنها أطفالٌ وُضعوا في وجه آلات القتل؟

نحن من نحن لننتقد أداء مرشدنا هنا ومرشدنا هناك المعصومين عن أي خطأ؟ ومن نحن لننتصر ونناصر رؤيا حشمتي المتهمة بـ»المساس بالعفة العامة»، و»إنتاج محتوى فاحش»، العفة العامة؟ من نحن لنحشر انوفنا في شأن سيادي يتعلّق بتطبيق الأنظمة المرعية الأسواط؟

نحن ما نحن؟ نحن برغشٌ مزعج أو حشرات من هذه الفصيلة.

عماد موسى -نداء الوطن