دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
السيناريو الكارثي: المسيحيون خارج الدولة والنظام من جديد!
تسابق الضغوط الدولية لإنهاء الحرب في غزة التصعيد الإسرائيلي الحاصل في القطاع كما في جنوب لبنان. ولا تألو عواصم القرار جهدا من أجل تطويق هذا التصعيد والحدّ من تداعياته ومآسيه، وحصره بحيث لا يتوسّع ليتحوّل حربا على لبنان وربما تنحدر في اتجاه حرب إقليمية لا أحد يعرف كيف تنتهي.
وأمكن في اليومين الأخيرين تلمّس الضغط الديبلوماسي الذي تمارسه واشنطن والقاهرة والدوحة على تل أبيب وحماس لإقناعهما في الانخراط جديا في محادثات تمهّد لانهاء الحرب وتُخرج المنطقة من شفير الهاوية، وهي محادثات في حال نجحت العواصم الثلاث في إطلاقها تتدرّج وفق جدول زمني يمتدّ على ٩٠ يوما، سيبدأ باطلاق متبادل للرهائن والمعتقلين والأسرى لدى الطرفين وينتهي بوقف الحرب يسبقه بالطبع انسحاب اسرائيلي من القطاع.
لا ريب أن الجهد التسووي هذا سيترك تأثيره على لبنان، سواء نجح أو فشل:
١-فالنجاح يعني أن المنطقة مؤهلة لتسويات متفرقة، وربما لتسوية كبرى تنخرط فيها إيران والدول العربية تنتهي بحلّ إسرائيل لن تكون بعيدة منه. وعندها تتعزز الفرصة في لبنان من أجل الوصول الى حل مركّب سياسي واقتصادي- اجتماعي يفتح صفحة جديدة ويؤهله لبدء مسيرة التعافي.
٢-أما الفشل فيفترض إطلاق يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لبنان وربما في أكثر من بلد، وعندها تتلاشى فرص الحلّ اللبناني، ولن تتأخر العواصم المعنية في سحب يدها من أي جهد تبذله راهنا أو تفكّر في بذله في المدى القريب. ولا يسقط في هذا السياق أن واشنطن المحكومة بالسياق الانتخابي في تشرين الثاني المقبل لن تبقي فرص الحلّ، سواء في غزة أو في لبنان، مفتوحة الى ما لا نهاية.
يُترقّب في هذا الإطار الحراك الخارجي لبنانياً، خصوصا ذلك الذي يضطّلع به المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين. ولا تخُفى الهواجس المسيحية من إمكان أن تعقد واشنطن تسوية ما مع طهران والحزب في لبنان على مثال اتفاق الحدود البحرية، تكون للحزب فيه الحصة الوازنة رئاسيا، بحيث يجري ترتيب الأمور بما يمنحه القرار الأحادي في هوية الرئيس المقبل وتعديلات في تركيبة النظام تتوافق مع المطالب الشيعية ثمناً لتنازل ما في مسألتيّ السلاح والدور الإقليمي.
هذا المشهد ليس سوريّالياً ولا بعيدا من الواقع، وهو ما يدفع النخب المسيحية الى تفكير جدي في وضع برنامج عمل واضح وواقعي ينبّه واشنطن من مغبة تكرار سيناريو التسعينات الذي فرّغ المسيحيين سياسيا وجرّدهم من الحضور والتأثير لقاء تسليم دمشق الإدارة الكاملة للدولة والنظام. فاستعادة هذا السيناريو الكارثي هذه المرة سيقضي على أي أمل بمستقبل واعد وكريم.
ميرا جزيني - ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|