بالفيديو : بعد تواريه عن الأنظار لأشهر... دكتور فود يطّل على متابعيه من جديد
مرحلة المراهقة وكيفية التعامل معها.....
ينتاب علاقة المراهق مع أهله التوتر بين الحين والآخر نظراً إلى التغيّرات الجسدية والنفسية والفكرية التي يمرّ بها في هذه المرحلة. وقد يتصاعد هذا التوتر في العلاقة ويصل أحياناً إلى حد القطيعة بين المراهقين وآبائهم وأمهاتهم.
ويرى علماء النفس أن ازدياد صعوبة التواصل بين الأهل والمراهق سببه نموه السريع. فالمراهق لديه الحرية والقدرة على الاهتمام بشؤونه الخاصة والقيام بالأمور التي لم يكن يستطيع القيام بها عندما كان طفلاً.
فهو يمكنه مثلاً صفق الباب ليعبّر عن غضبه كما يمكنه مقاطعة أهله أياماً للتعبير عن استيائه ورفضه للأمور. ومن الملاحظ في سن المراهقة أن العلاقة تسوء بين الابن ووالده في حين تكون جيدة مع الأم والعكس صحيح بالنسبة إلى البنت.
فما هي أسباب ذلك؟ وما هو الدور الذي يجدر بالأم القيام به لتصحيح العلاقة بين الابن والزوج، والعكس؟ وماذا يحدث إذا لم تصحح هذه العلاقة؟
يرى اختصاصيو علم نفس المراهق أن مرحلة المراهقة تبدأ عند الولد في سن الثانية عشرة، وعند البنت في العاشرة، وهي ظاهرة اجتماعية- نفسية مرتبطة بالثقافة الاجتماعية التي ينتمي إليها المراهق.
ويرى الكثير من علماء النفس أن المراهقة مرحلة انتقالية، ينتقل خلالها الطفل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد، وقد تقصر مدة هذا الانتقال أو تطول تبعاً للظروف الاجتماعية الخاصة بالمراهق.
غير أن المراهقة ليست فقط مرحلة نمو كمي ومورفولوجي، لأن هذا النوع من النمو نجده أيضاً عند الطفل. فما يميّز النمو في المراهقة هو سرعة التحوّلات الجسدية والفيزيولوجية والوظائفية، أي هناك تغيرات كيفية تتلخص في المسائل التالية:
- التحوّل في طبيعة التفكير كالذكاء المجرّد والتفكير الفرضي والاستدلالي.
- تشكيل عالم جديد من المثل والقيم.
- نشوء الهوية وفكرة المستقبل.
- الاتجاه نحو الجنس الآخر والاستقلالية.
إن هذا التشعب في قدرات المراهق، يجعل المراهقة مرحلة انتقالية فاصلة تؤدي إلى ولادة كائن جديد وكذلك إلى اتساع المجال الحيوي وانفتاحه على مناطق جديدة.
فالمراهق عموماً كان يعيش حتى سن الحادية عشرة ضمن مجال حيوي محدود ثلاثي الأطراف: ففي العائلة كان الأهل هم المثال الذي يحتذي به، وفي المدرسة كانت المواد التعليمية الأساسية سهلة و لا تتطلب الكثير من الجهد العقلي، وفي المجتمع كانت العلاقة مع الأصدقاء محدودة تقتصر على المشاركة في الألعاب والنشاطات والأمور المدرسية... في حين يتسع هذا المجال خلال المراهقة إذا ما قيس بالمجال الحيوي عند الطفل.
فالمراهق قد يحاول أن يدخّن، وأن يسهر خارج المنزل أو يقود سيارة، ويكون له أصدقاء خارج المحيط العائلي... وهذا الانتقال من عالم الصغار إلى عالم الراشدين هو انتقال إلى وضعية مجهولة حافلة بالغموض، ذلك لأن الغموض القائم في سلوك المراهق وفي صراعاته يمكن أن يفسّر جزئياً على أنه نقص معرفي في إدراك عالم الراشدين الذي يشارف دخوله.
وفي المقابل يشكّل الجسد منطقة غامضة ومهمة بالنسبة إلى المراهق خصوصاً في ما يتعلّق بفترة النضج الجنسي الحافلة بالتغيرات، والتي يتركز فيها القلق على الجسد الذي يبدو للمراهق شيئاً غريباً ومجهولاً مما يؤدي إلى تفاقم الغموض في السلوك وإلى العدوانية في تصرّفاته.
إلى جانب هذه التغيرات التي تجتاح المراهق، هناك النشاط العارم المنصب على العالم الخارجي، والرغبة في النمو والاستقلال. ورغم هذه الرغبة الكبيرة في الاستقلال يخاف من اتخاذ القرار ومن تنفيذ إرادته و يقلق من الانفصال عن الأشخاص الذين يحبهم.
هذا التناقض بين ما يريده المراهق والذي لا يستطيع تنفيذه، يجعله في حالة ضياع وصراع دائم مع ذاته يرافقه شعور بالذنب تجاه ما يريد.
ففي هذه المرحلة تعود عقدة أوديب لتظهر من جديد، مما يفسر العلاقة التنافسية بين المراهق ووالده فهو يحاول التخلّص من سيطرته ويعمل على إبراز حضوره كشخص راشد، وفي الوقت نفسه يحتاج إليه في هذه المرحلة الانتقالية، وفي المقابل تتوتر العلاقة بين البنت وأمها، فالفتاة تحاول أن تتحرر من علاقتها الانصهارية مع الأم التي لم تعد تشكّل بالنسبة إليها المثال الأعلى.
لذا من الملاحظ في هذه المرحلة الانتقالية ميل المراهق إلى الانطواء على الذات والقلق المصحوب بالكآبة، إذ يشعر بأن الآخرين لا يفهمونه وخصوصاً الأهل وعليه أن يحلّ مشكلاته بنفسه.
هذه المشاعر المتضاربة قد تولد في بعض الأحيان فشلا في الدراسة ويصبح المراهق سريع الغضب، عدائياً، يتحرك باستمرار، غير مستقر في رأيه، سريع البكاء...
- ما الدور الذي يمكن الأم القيام به لتحسين العلاقة بين ابنها ووالده، وكذلك بالنسبة إلى الوالد؟
ليس من السهل التعامل مع المراهق بل يتطلب هذا الكثير من الجهد والتفهّم من الوالدين، فعندما تسوء العلاقة بين الابن والأب يجدر بالأم أن تقوم بدورها في الكواليس، والأمر نفسه بالنسبة إلى الأب. لذلك النصائح الآتية موجّهة لكلا الوالدين:
- عدم الموافقة على أمر رفضه الوالد أو الوقوف إلى جانب الابن، فهذه طريقة سيئة في الحط من قدر الأب ودوره، ويجعل الأم تبدو كأنها الإنسان الطيب والأب هو الشرير. وكذلك بالنسبة إلى الأب.
- تجنب أسلوب الأذن الحاضرة والصاغية لشكوى الابن من أبيه. بل على الأم أن تؤكد له أن من حقه الاعتراض على تعامل والده معه، ولكن في الوقت نفسه ترى في الوالد أموراً كثيرة رائعة كزوج.
- تحويل مسار المنافسة بين الابن وأبيه في شكل غير مباشر كأن تدفع الأم ابنها وزوجها إلى حضور مباراة رياضية مثلاً. ومن الضروري أن يقوما بذلك وحدهما، أما بالنسبة إلى الأم والابنة، فيمكن الأب تشجعيهما على التسوّق معاً.
- عدم القلق من الشجار الذي يحصل بين الابن والأب بل على العكس يمكن الأم أن تتركهما وحدهما يحلان مشكلتهما بنفسيهما، فمن الخطأ أن تقف موقف المشاهد، لأن ذلك يدفع بالابن إلى أن يسألها أن تقف بجانبه. فالعدوانية التي يظهرها الابن تجاه الأب قد يكون سببها محاولة منه لإرضاء الأم.
- عدم الوقوف بجانب الابن، فهذا الأسلوب قد يحفز على عدم قبول سلطة أبيه وفي المقابل يشعر الأب بأن لا دور له في العائلة. فإذا لم تكن الأم موافقة على ما بدر من الأب عليها أن تنتهز فرصة وجودها مع زوجها وحدهما لمناقشة المشكلة بهدوء.
- تنظيم لقاءات مع رجال من العائلة، كالعم أو الخال، فهذه اللقاءات الذكورية تظهر للابن والأب النقاط المشتركة بينهما في شكل غير مباشر.
- عدم توجيه أي انتقاد لاذع بحضور الابن أو الابنة.
- ماذا يمكن أن يحدث إذا لم تصحح العلاقة بين المراهق ووالده؟
إذا لم يعمل الوالدان على تحسين العلاقة وتصحيحها، يمكن المراهق اعتماد التصرفات السلبية كوسيلة دفاع دائمة وكطريقة لرفض السلطة الأبوية بكل أشكالها.
فيبحث عن سلطة بديلة يجدها في قائد المجموعة أو شلة الأصدقاء التي ينتمي إليها، ليجعل منه مثالا له ويعتبره مرجعاً يأخذ برأيه وأفكاره ويخضع لأوامره بالكامل من دون أي اعتراض.
والخطورة في الأمر أنه إذا كانت تصرّفات هذا القائد منحرفة تؤدي العلاقة معه إلى انحراف المراهق في تصرفاته أو اكتساب عادات سيئة كالمخدرات، القيام بجنح صغيرة، أو التفتيش عن الأمان والحنان عبر إقامة علاقات سرية.
كل هذه الأمور ناتجة عن عدم الأمان وعدم الثقة بالسلطة الأبوية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|