الهدنة أولاً ثم الحدود الجنوبيّة: فشل الصفقة مؤشر للتصعيد!
أطلقت الولايات المتحدة الأميركية ليل الجمعة – السبت هجماتها "الانتقامية" على مواقع للحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق رداً على مقتل 3 جنود أميركيين في الأردن، حسب ما تقول الإدارة الأميركية، وكان لافتاً أيضاً أن الهجمات تم الاعلان عنها مسبقاً ولو لم يتم تحديد الأهداف بدقة، ولكن بشكل يشبه الى حد ما ما حصل خلال الضربات الاميركية البريطانية على اليمن.
من الواضح أن الرغبة الأميركية بعدم توسيع الحرب في المنطقة هو أمر صحيح نسبة لمصالح الاميركيين في المنطقة والعالم وموسم الانتخابات الرئاسية أيضاً الذي بات يشكل ضغطاً كبيراً على الادارة الأميركية الحالية، وعلى الحزب الديمقراطي، لذلك سيكون الرد ضمن قواعد اشتباك غير معلنة تتصرف وفقها كل القوى المنخرطة في الصراع.
بالتزامن من المقرر أن يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد جولة جديدة في الشرق الأوسط سعيا لإنجاز اتفاق يشمل هدنة في غزة وتبادلا للأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، إذ ان تركيز الاميركيين ينصب في هذه المرحلة على هذه الهدنة التي يعتبرها مدخلاً لإنهاء الحرب وبدء المسار الدبلوماسي الطويل، الذي ترغب أميركا أن يحمل حلولاً للصراع في المنطقة، بدءاً من القضية الفلسطينية وصولاً الى مسألة الوجود الأميركي في سوريا والعراق والحدود الجنوبية في لبنان والنفوذ الإيراني في المنطقة.
مهمة الأميركي لن تكون سهلة في اسرائيل، فالمزيدات داخل الحكومة الاسرائيلية تهدد أي اتفاق محتمل وبحسب مصادر متابعة فإن الأسبوع المقبل قد يحمل مؤشرات هامة حول مصير الهدنة، ففي حين تتحدث مصادر عربية عن قرب التوصل لاتفاق، تحاول جهات اسرائيلية الإيحاء وكأن أجواء الصفقة تشاؤمية، مشيرة الى أنه من المتوقع أن تكون المفاوضات صعبة وطويلة.
بحسب المصادر فإن حركة حماس موافقة على الصفقة بالمبدأ، وخاصة بمرحلتها الأولى، ولكن القلق يكمن بتواجد ضمانات للإنتقال من المرحلة الأولى الى المرحلتين الثانية والثالثة، حيث يفترض أن يكون النقاش حول إنهاء الحرب وخروج الجيش الاسرائيلي من غزة بشكل كامل، وتُشير المصادر الى أن انعدام هذه الضمانات قد يهدد الصفقة برمتها، حيث لا تريد المقاومة الفلسطينية بعد كل صبرها وعملها أن تخرج بصفقة لا تؤمن الأمن للغزاويين بشكل نهائي، بينما في اسرائيل فالأجواء المشحونة داخل الحكومة باتت معروفة، حيث أن أي صفقة محتملة قد تهدد حكومة نتانياهو.
بالعودة الى الساحة الجنوبية، كان لافتاً كلام غالانت عن أن الجيش الاسرائيلي لن يوقف عملياته في لبنان حتى ولو وصلت الصفقة والهدنة في غزة الى خواتيم سعيدة، ولكن المصادر تضع هذه التهديد بسياق رفع السقف المستمر للحصول على تنازلات من حزب الله، وتؤكد أن زيارة هوكستين الى المنطقة تهدف للبحث في هذه النقطة بالتحديد، فما كان يُعيق تقدم هوكستين سابقاً هو كيفية الوصول الى وقف لإطلاق النار على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، لذلك هو يأمل أن يتمكن من عكس الهدنة في غزة على الجبهة الجنوبية للمضي قدماً بمحاولته الحدودية الشاملة.
لا تجزم المصادر بأن الهدنة ستتحقق قريباً، ولا تجزم بأن الهدنة إن حصلت ستنعكس لبنانياً، ولكنها تؤكد أن كل المساعي تدور اليوم حول هذه النقاط، علماً أن فشل الهدنة قد يصعّد من الصراع، وقد يكون مقدمة لعمل عسكري اسرائيلي أوسع في الجنوب اللبناني، دون أن يعني ذلك الدخول في حرب.
محمد علوش -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|