دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
هل يتحوّل ملف النزوح الى صراع مذهبي؟
بعيداً عن الحسابات القواتية العونية الضيقة والتي لا تتناسب مع خطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة ولبنان، يبقى ملف النزوح السوري المصيبة الجامعة للقوى المسيحية التي تستشعر خطورة هذا الملف على ديمغرافية البلد الذي تحوّل الى ارض خصبة لمشاريع مستوردة تزجّه في صراعات يرفضها في الاساس.
اليوم، بات كل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب في خندق واحد ضد وجود النازح السوري على الاراضي اللبنانية. وتجنباً لأي مزايدات من هذا الطرف أو ذاك حول تاريخ دفاعه عن لبنان وتنبيهه من خطورة الملف، عمد بعض الوسطاء الى الطلب من تلك القوى الذهاب الى الجلسة التشريعية في الخامس عشر من الجاري بموقف واحد رافض لـ "رشوة" المليار يورو المقدمة للدولة اللبنانية لقاء ابقاء النازحين على الاراضي اللبنانية.
وفي الاطار تشير أوساط مسيحية متابعة الى أن التنسيق بين التيار والقوات والكتائب وقوى مسيحية أخرى، وضع على السكة للوصول الى موقف واحد يتم الاعلان عنه في مجلس النواب وهو حكماً الرفض المطلق للهبة الاوروبية، والبدء جدياً بتحريك الملف عن طريق تقديم حلول آنية وعاجلة. وفي السياق، عُلم أن القوات اللبنانية والكتائب مع فكرة التواصل مع الحكومة السورية من أجل حل هذا الملف وقد يكون هناك موقف من قبل القوات في هذا الاطار بهدف اخراج النازحين من لبنان، ودعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى التواصل العلني مع الجانب السوري لوضع خطة عمل واضحة تساهم بترحيل النازحين. وهذا الموقف يؤكد عليه التيار الوطني الحر أيضاً الذي توضح أوساطه أن التواصل مع النظام في سورية أكثر من ضرورة، وهو ما نادى به التيار على مدى سنوات ولكن لم يلقَ آذانا صاغية، مشيرة الى أن تنبّه القوى المسيحية لخطورة ما يجري على الارض من قبل العدد الاكبر من النازحين السوريين غير الشرعيين ونتيجة ارتفاع الجرائم المنظمة، وجدت القوى المسيحية نفسها مدعوة الى الوقوف صفاً واحداً ضد كل من يسعى ويعمل على التوطين أو يتغافل عن مخاطره.
وتؤكد الاوساط المسيحية أيضاً أن بعض القوى الحزبية لديها رغبة عقائدية بإبقاء النازح في لبنان خدمة لمشروعها الذي بدأ يتوسع هناك على حساب النازح السوري، وهي تفضّل ابقاء هؤلاء او السماح لهم بالهجرة الى اوروبا او أي وجهة يريدونها شرط عدم التفكير بالعودة الى أرضهم التي باتت بعهدة قوى حزبية تابعة لايران.
في المقابل، ترفض القوى المسيحية تصويرها على أنها "جلاد" النازح السوري أو اتهامها بالمذهبية والطائفية في مقاربة هذا الملف، وتؤكد أنها ضد التنكيل بالنازح السوري او الاعتداء عليه ولكنها في المقابل، ترفض توريط لبنان بصراع مذهبي طائفي قد يولّد انفجارا كبيرا في الداخل من الصعب تطويق ذيوله، وهو ما يحذّر منه أكثر من دبلوماسي غربي متحدثاً عن مغبة اشعال فتنة سنية شيعية في لبنان قد يدفع ثمنها الطرف الاضعف في المعادلة الاقليمية والدولية.
ليبانون فايلز - علاء الخوري
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|