محليات

ردّاً على الهجوم الأوكراني... هل تنتقم روسيا من أميركا والغرب في الشرق الأوسط؟؟؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أسقط الهجوم الأوكراني على الأراضي الروسية الذي بدأ منذ نحو أسبوعَيْن، والمستمرّ حتى الساعة وإن بوتيرة أخفّ، نسبة لا بأس بها من الخطوط الحمراء القائمة بين روسيا والغرب. كما مسّ بالعقيدة العسكرية الروسية في مكان ما، بعدما وصل الخطر الى الأراضي الروسية نفسها بهذا الشكل، أي بما هو أبْعَد من مجرّد التصدّي لصواريخ أو مسيّرات تنطلق من الأراضي الأوكرانية.

 ضغط عسكري

وبما أن تنفيذ ضربة روسية نووية لأي بلد غربي يبقى احتمالاً مستبعداً جداً، إذ لا أحد يرغب باللّعب نووياً، ماذا لو أتى الردّ الروسي على الهجوم الأوكراني المدعوم غربياً في مكان آخر هو الشرق الأوسط، وذلك عبر زيادة الضغط العسكري على إسرائيل حليفة واشنطن، وعلى القواعد والقوات الأميركية و"الأطلسية" المنتشرة في المنطقة، بشكل يستنزف المزيد من الموارد والقدرات الأميركية والغربية، ويصل الى حدّ التأثير على ممرّات وأسعار النفط في مدى أبْعَد، وعلى الاقتصادات الغربية؟

ولكن التسخين الروسي - الإيراني المُحتمل في تلك الحالة من جهة، والأميركي - الإسرائيلي - الأطلسي من جهة أخرى في الشرق الأوسط، يطرح تحديات كبرى على مستقبل لبنان تحديداً، لأنه من أكثر الساحات المرشّحة للتضرّر والتدمير، وذلك بعدما بات الواقع العسكري في قطاع غزة أقرب الى العمليات الخاصّة تقريباً، أكثر من الضربات والهجمات اليومية، وهو ما يعني أن أي تسخين شرق أوسطي سيضع لبنان في عين العاصفة الكبرى هذه المرّة، طبعاً الى جانب الدمار الذي سيُصيب إسرائيل.

الواقع الميداني

ربط العميد المتقاعد دانيال الحداد "كل الاحتمالات بمستقبل الضغط الأميركي والأوروبي الحاصل لمساعدة أوكرانيا، والذي قد يؤدي الى قناعة روسيّة في النهاية بأن لا خيارات أخرى أمام موسكو سوى ردّ الضربة للغرب في مناطق أخرى، كالشرق الأوسط مثلاً".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "هذا يعتمد على الواقع الميداني في روسيا وأوكرانيا مستقبلاً. فإذا طرد الجيش الروسي القوات الأوكرانية من أراضيه، وحسّن وضعه أكثر بَعْد في دونيتسك، وهو ما يحصل حالياً في أي حال، فهذا قد يجعل روسيا تُحجم عن التدخّل في معادلة الشرق الأوسط".

موقف متوازن

وأشار الحداد الى أن "روسيا لا تحاول تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط. ولكن موسكو وكوريا الشمالية تبيعان أسلحة لإيران ولحركات المقاومة طبعاً. وإذا أصرّ الغرب على هزيمة روسيا في أوكرانيا، وعلى دعم كييف بكلّ أنواع الأسلحة، وبما قد يصل الى حدّ قصف أماكن حسّاسة جدّاً على الأراضي الروسية كمفاعلات نووية مثلاً، فعندها من الممكن أن تردّ روسيا على الغربيين بزيادة الضّغط عليهم في الشرق الأوسط".

وأضاف:"وصل الواقع العسكري بين الأوكرانيين والروس الآن الى حالة متوازنة، إذ توقّف التقدّم الأوكراني. وعندما تثبّت روسيا الميدان هناك بشكل نهائي، لن تكون مضطرة أبداً الى أن تتدخل في الشرق الأوسط. هذا مع العلم أن العلاقات بين روسيا وإسرائيل لم تنقطع يوماً، إذ حتى في مرحلة ما بعد عملية "طوفان الأقصى"، اتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ليقوم بمساعي تهدئة، وحافظت روسيا على موقف متوازن تقريباً".

لحلول سلميّة

وأكد الحداد أن "لا خطر لاندلاع حرب نووية بين روسيا والغرب. فمقابل الهجوم الأوكراني الأخير على الأراضي الروسية، نجد أن مناطق دونيتسك ولوغانسك هي روسيّة عملياً، بموجب الدستور الروسي، أي ان خسارة أراضٍ من هنا بموازاة ربح أخرى من هناك، هو من اليوميات الاعتيادية للحرب الروسية - الأوكرانية حالياً، ولا يصل الى حدّ المساس تماماً بالعقيدة العسكرية الروسية. وبالتالي، قد لا تجد روسيا نفسها مضطّرة للردّ على الغربيين في الشرق الأوسط بما قد يؤدي الى إشعال حرب عالمية، بسبب الهجوم الأوكراني الأخير على الأراضي الروسية، إذا خفّ الدعم الغربي للأوكرانيين. هذا مع العلم أن حرب أوكرانيا هي في الأساس خدعة أميركية لمحاربة روسيا والصين من خلفها، خصوصاً أن الهدف الأميركي النهائي هو إضعاف الصين أيضاً".

وختم:"تسخين الحرب في الشرق الأوسط، إذا حصل، سيكون مؤذياً للجميع، للبنان وإسرائيل على حدّ سواء، وبخراب كبير، في وقت ما عاد لدى قطاع غزة ما يمكن أن يخسره أكثر، بعد كل الدمار الذي حلّ به. وبالتالي، الحرب ليست لمصلحة أحد، ومن الأفضل أن تُحَلّ الأمور سلمياً في كل مناطق المواجهات".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا

فيديو إعلاني