الصحافة

هل أصاب جنبلاط برفضه تحييد لبنان عن الصراع؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد فترة من اعتكافه عن الكلام، واضعاً نفسه في موقع المراقب والراصد لما ستؤول إليه التهديدات المتنامية بتوسع الحرب، خرج الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن صمته ليعلن سلسلة مواقف علق فيها على نتائج رد "حزب الله" على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر.

الأوساط العليمة بأطباع جنبلاط عزت صمته إلى تخوفه الشديد من ترجمة تلك التهديدات حقيقة تؤدي إلى ضرب ما تبقى من البلد. فهو كان مدركاً تعذر التوصل إلى تسوية أو وقف للنار. وقد جاء اتهامه لكبير مستشاري البيت الأبيض آموس هوكشتاين بالتحريض، ليؤكد هذه المخاوف، إذ قال إنه ليس محايداً بل يتبنى الرواية الإسرائيلية حول قصف مجدل شمس.

وإذا كان موقف جنبلاط المنوه برد الحزب الذي وصفه بالمدروس جداً، مبرراً بعد مواقفه الأخيرة المتكررة الداعمة له، فإن ما لفت الأوساط السياسية في كلامه التلفزيوني الأخير هو رفضه مطالبة قوى سياسية بتحييد لبنان، معتبراً أن هذه النظرية خاطئة ومستحيلة. وقد عزز هذا الكلام الرأي المقابل والمعترض على تموضع جنبلاط إلى جانب الحزب، في حين أن نجله تيمور، رئيس الحزب ورئيس كتلة "اللقاء الديموقراطي" لا يبدو أنه يلتقي مع هذا التوجه. فما الذي دفع جنبلاط الأب إلى رفض تحييد لبنان؟ وأي سياسة محاور يرى لبنان فيها، ولا سيما أنه صاحب المقارنة الشهيرة بين لبنان هانوي أو لبنان هونغ كونغ؟

يستغرب جنبلاط أن يُسأل عن خلفية موقفه، ويقول لـ"النهار" إن هذا كان رأيه منذ البداية ولم يغيره مطلقاً، سائلاً "كيف يمكن أن نكون على الحياد وهناك عدو إسرائيلي متربص بنا؟ فلبنان منذ عام ١٩٤٨ في حالة هدنة نتيجة الاتفاق في هذا الشأن، وبالتالي لم يكن محايداً ولن يكون".

ويؤمن جنبلاط بأن الذهاب إلى الحياد ليس بهذه البساطة، مستشهداً بالتجربة التي خاضتها سويسرا وصولاً إلى توقيع الحياد عام ١٨١٥، بموجب توافق الدول الكبرى، وهو ما سيحتاج إليه لبنان عندما يبلغ هذه المرحلة، "من دون أن نغفل أن لبنان بلد عربي وينتمي إلى جامعة الدول العربية. أما اليوم، فهو في حال عداء مع إسرائيل وبالتالي لا يمكنه الحديث عن حياد قبل إنهاء الحرب".

بحسب عارفي الزعيم الدرزي، يستشعر الرجل استمرار المخاطر، خصوصاً مع تعثر المفاوضات بين حركة "حماس" وإسرائيل في القاهرة، وموافقة الأميركيين على منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مهلة سماح تمتد شهرين، يعتقد الأخير أنها كافية لإضعاف الحركة وإنهاكها. أما على الجبهة اللبنانية، فلا تبدو الأمور أفضل حالاً بعدما تبين أن الرد "المحسوب والمدروس" للحزب، وإن يكن قلل من احتمالات توسع الحرب، لم يغير شيئاً في معادلة قواعد الاشتباك المستمرة في ما يشبه حال الاستنزاف البطيء.

 "النهار"- سابين عويس

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا