معلقون إسرائيليون: لا خيارات أمامنا.. علينا إتمام الاتفاق قبل الغرق بالوحل
البندورة الجبلية ركبت موجة الأزمات اللبنانية الخانقة
دخلت «البندورة الجبلية» قاع الأزمات اللبنانية ووطأتها الثقيلة على كاهل المواطنين. وبدلا من انتظارات الفرج الطويلة بحلول موسم إنتاج مربح يكون مدخلا من أبواب الفرج المأمول، إزاء تعاظم الهموم المعيشية على اختلاف مصاعبها والتي تغرق في لهيب الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة، جاء الموسم الحالي ليضيف إلى المعاناة عنصرا جديدا بعد تراجع الإنتاج إلى الحدود الدنيا، بسبب الظروف المناخية التي لم تساعد في تحقيق «موسم بركة» كان ينتظره المزارعون.
تحتل البندورة الجبلية المرتبة الأولى لناحية الجودة، وتنافسها بذلك البندورة «العمانية» (التي أصبحت زراعتها لبنانية أيضا مثل الصنف الأميركي) سواء بالنسبة إلى صناعة «رب البندورة» والعصير والمجفف وغير ذلك.
إلا ان إنتاج السنة الحالية جاء مخالفا تماما لما درج عليه أبناء الريف ولتوقعات العاملين في هذا المجال بالنسبة إلى الصنفين المذكورين، على صعيدي حجم الإنتاج وجودته. ورغم التدابير والإجراءات التي اتخذتها وزارة الزراعة بوقف الاستيراد منذ أشهر لأصناف عدة، كما أشار مصدر في الوزارة لـ «الأنباء» في هذا الخصوص.
إحدى العاملات في «مطبخ البندورة» في بلدة بطمة الشوفية وصفت الموسم هذه السنة بـ «المأساوي اذ وصل سعر كيلو البندورة إلى أكثر من 50 ألف ليرة بالجملة. أما بالمفرق فيتجاوز في بعض الأماكن الـ 65 ألفا، نظرا إلى قلة الإنتاج وضعفه. في حين ان كلفة العصر في المطبخ للكيلو الواحد تصل إلى 10 آلاف ليرة، وبذلك تصبح تلك الكلفة مرتفعة على الأهالي، الذين كانوا يأتون بالبندورة الجبلية أو العمانية أو الأميركية، ناهيك عن الطبخ وما يستهلكه من كهرباء وغاز، وكل ذلك من العوامل المؤثرة على الأسعار التي زادت على نحو ملموس، مع بلوغ سعر الكيلوغرام الواحد من رب البندورة نحو 14 دولارا أميركيا».
والحال عينه على امتداد بساط شريط القرى الممتد بين كفرنبرخ وعين وزين ومعاصر بيت الدين والفوارة ووادي الست وبتلون والباروك في الشوف، حيث تنتشر زراعة البندورة الظاهرة للعيان أمام المارة على الطريق الرئيسي. إلا ان حجم الإنتاج يبقى أقل بكثير من مشهد الشتول المزروعة بكميات كبيرة.
وفي هذا السياق، يؤكد مفيد عذبة لـ «الأنباء» ان «تأثير التقلبات المناخية ضاعف المشكلة هذه السنة. وثمة الكثير من المزارعين فضلوا عدم متابعة مواسمهم، بعدما اكتشفوا باكرا حجم المشكلة». واعتبر ان ذلك «رفع أسعار البندورة بنسبة كبيرة، قياسا بالأعوام الماضية، من أجل رد كلفة المستلزمات الزراعية والبذور والأسمدة وأدوية الرش لمكافحة الحشرات، وصولا إلى أسعار المحروقات، التي أصبحت عالية».
وعزا «الارتفاع الجنوني للأسعار إلى تراجع الإنتاج الزراعي إلى اقل من النصف، بسبب الظروف المناخية التي ضربت العديد من المشاريع الزراعية».
أما سامي حلاوي فشكا «عدم دعم وزارة الزراعة للمزارعين والتعويض عليهم، فلا تقديم بذور ولا شتول او أسمدة وغير ذلك، كلها عناصر أدت إلى تراجع هذا القطاع على نحو ينذر بما هو أسوأ في حال الاستمرار بذات السياسات المتبعة».
وقال: «طلبنا من المعنيين دعم المستلزمات الزراعية من أجل الاستمرار وتفادي الوصول إلى كارثة على المزارعين عامة وعلى المواطنين خاصة، الذين لن يعود بإمكانهم تأمين أبسط ضرورياتهم من مقومات العيش، ومن ذلك هذا الصنف للمؤونة البيتية».
ولفت إلى «تعرض ثمار البندورة للإصابة بالدودة السوداء، والتي أثرت كثيرا. وتتطلب معالجة سريعة قبل انتشارها بشكل واسع متى دخلت الحقل، ومكافحة هذه الآفة وغيرها التي زادت مع تحولات الطقس تلزمها أدوية غالية الثمن».
وفي المقابل، لم تخفف زنة حبة البندورة الجبلية الواحدة أكثر من كيلو و300 غرام لدى المزارع مفيد سليمان من تأثره بحجم التراجع للإنتاج. لكنه يشجع على «متابعة الاعتماد على مصادر الإنتاج البيتي من الطبيعة، وعلى البلدي ذو النكهة المميزة والجودة العالية».
وقال: «مهما كان الإنتاج الخارجي جيدا، لكنه ليس أفضل من البلدي. والموسم هذه السنة كان صعبا من بداياته، لكن الاستمرار ضروري، على أمل ان يعوض الطقس في الفترة الأخيرة من الموسم الخسائر التي حلت بالمزارعين. اما لناحية الطلب فهو موجود وبقوة، نظرا إلى ميل الناس إلى المنتج البلدي وتجنب الخالي من الكيماويات للضرورات الصحية».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|