مفاوضات الجبهة الجنوبية انتقلت من بيروت الى نيويورك فهل من حلّ سريع؟

لا تزال مفاعيل التوتر الأمني والعسكري الذي يشهده لبنان منذ أيام غير كاملة، وهي أشبه بما يُعبَّر عنه بالعامية على أنه "ضربة ساخنة"، أي تلك التي تُصيب أي إنسان عندما يسقط أرضاً، وتُكسَر يده، أو ساقه... فيما لا يشعر بالوجع الحقيقي إلا بعد مرور مدة زمنية معيّنة، وهو ما يجعل الضربة "تبرد"، وتتوضّح آثارها أكثر.

الى أين؟

هذه هي حالة لبنان الآن، وسط تصعيد كبير يتسبّب بدمار شديد لا يزال بعيداً من أي قدرة على استيعابه بالكامل الآن، فيما ستتظهّر الصورة بشكل أوضح خلال الأيام القادمة، لا سيّما على مستوى مستقبل إعادة الإعمار، والتعويض، وإعادة النازحين، والتعامل مع تلك الظروف فائقة الصعوبة على أبواب موسم البرد والمتساقطات.

فحرب تموز 2006 بدأت وانتهت في فصل الصيف، بينما هجمات اليوم واحتمالات تسخينها أكثر، تلامس موسم الشتاء والبرد في بلد "شحيح" الموارد، وبحاجة الى كل أنواع وأشكال الدعم، بينما لا داعم واضحاً أو ملموساً لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار.

وأمام هذا الواقع نسأل، الى أين يمضي لبنان في المرحلة القليلة القادمة؟

الانتخابات الرئاسية

رأى مصدر سياسي أن "هناك آمالاً إيرانية باتّفاق مع الأميركيين كمقدّمة لوقف التصعيد في لبنان، وليس لإنهاء الحرب في قطاع غزة فقط. ففي الوقت الراهن، تتكثّف الجهود لوقف عمليات القصف، ومن ضمنها سفر (رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب) ميقاتي الى نيويورك ليبحث مع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين ترتيبات وقف إطلاق النار في لبنان".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "العمل يتركّز حالياً على ترتيبات أمنية وعسكرية. وإذا نجحت تلك المساعي، وتوقّف القصف في لبنان، ستتمكّن الدولة اللبنانية من أن تستعيد عافيتها. وأما إذا فشلت، فستُصاب الدولة بضعف إضافي. ولكن من مصلحة الجميع أن لا تضعف الدولة اللبنانية، خصوصاً أن هي التي يجب أن تفاوض الولايات المتحدة الأميركية، وهي التي يجب أن تعزّز حضور الجيش اللبناني في الجنوب".

وختم:"ما ان تتوقّف الهجمات في لبنان، سترتفع حظوظ إجراء الانتخابات الرئاسية. وهذا ما سيساهم بتعزيز الدولة أكثر، وبانتظام عمل المؤسّسات، وباستعادة عافية البلد بشكل عام، ولو بطريقة تدريجية".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"