الصحافة

تكليف ميقاتي كتكليف السنيورة في 2006!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في ضوء كلام الرئيس نبيه بري عن انتظار 48 ساعة حاسمة للجهود الديبلوماسية، بات أكيداً أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي سارع بالتوجه الى نيويورك بعد إلغاء مسبق لزيارته، حظي بتكليف لإيجاد مسار سياسي لموضوع الحرب القائمة بين إسرائيل و"حزب الله" مماثل لذلك الذي حمله بري للرئيس فؤاد السنيورة في 14 آب 2006 حين كلفه المسارعة في إيجاد حلّ سياسي لحرب تموز عبر الاتصال بالجانب الأميركي والقبول بالقرار 1701.

كان ذلك على خلفية أن "حزب الله" لم يكن آنذاك في حال تسمح له بمواصلة الحرب أسبوعاً آخر بينما ما أعلنه بري يشي بدوره بتقويم موضوعي وواقعي من الحزب لما آل إليه واقع حرب انخرط فيها للمساندة ولم يشأ أن تتسع أصلاً، فخرجت الأمور عن إطارها وطالته بأضرار جسيمة وكذلك البيئة الحاضنة التي شهدت تهجيراً جديداً، وهذا ثقيل الوطأة جداً على الثنائي الشيعي لا سيما في وضع البلد الاقتصادي وفي ظل تهديدات إسرائيلية ظهر الثنائي أنه أخطأ في تقديرها، إذ حمل كل وزراء خارجية الدول الذين زاروا لبنان تحذيرات قوية الى أهل السلطة في لبنان من أجل أخذ الحذر وعدم إهمال حقيقة التحوّل الإسرائيلي بعد 7 تشرين الأول، وكانوا يخرجون من اللقاءات التي عقدوها بإحباط كبير إزاء عدم أخذ هؤلاء المسؤولين تحذيراتهم من التهديدات الإسرائيلية على نحو جدي والاستهانة بها والتقليل من أهميتها. (هل من محاسبة ممكنة في هذا الإطار؟) وهذا يقع على نحو مماثل في الاستهانة إزاء نقل إسرائيل قواتها الى الحدود مع لبنان والاستهانة بمنع الأجهزة اللاسلكية بعد انفجار أجهزة البيجر في لبنان أو الاستهانة بأسلوب استهداف فؤاد شكر وقبله من القيادات الفلسطينية قبل أعوام طويلة.

هذه مراجعة يسمعها البعض في الدوائر المغلقة والأمر نفسه بالنسبة الى المدى الذي يمكن أن يذهب إليه الحزب في عدم تسجيل هزيمة له بالذهاب الى مسار أو مخرج سياسي في هذه المرحلة بالذات أو قبوله بالذهاب إليه إذا حقق أمراً ما يحفظ ماء الوجه بعد خسارة جسيمة على مستويات عدة. وهؤلاء يأملون أن تُقرأ التهديدات الإسرائيلية بعملية برية أو بمعادلة الحل الديبلوماسي بدلاً من الحل العسكري في الاعتبار.

فمع أن التواصل الغربي يمكن حصوله مع إيران مباشرة فإن وجود ميقاتي بالحد الأدنى يعطي للدولة اللبنانية دوراً ولو شكلياً في الاتجاه الى ترجمة المسار السياسي إذا وُجد أو المساهمة في وضعه موضع التنفيذ. ومع استدراك إيران التساؤلات الكثيرة التي راجت في اليومين الماضيين حول موقع إيران مما يجري للحزب من ضربات قاصمة وإعلان وزير الخارجية أن بلاده لا يمكن أن تبقى لامبالية بما يجري، ضخ المرشد الإيراني نفساً إزاء الحزب بقوله إن "الحزب منتصر" ربما كمقدمة للآتي من مخارج ديبلوماسية.

ويرى ديبلوماسيون أجانب أن هذه النقطة بالذات هي في صلب قدرات إيران ورعايتها للحزب، إذ يعتقد كثر أن إيران التي قال فريقها الرئاسي الزائر لنيويورك للمشاركة مبدئياً في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة ولفتح مسار ديبلوماسي للتفاوض على الملف النووي عملانياً، إنه لا يريد أن يرى لبنان غزة أخرى وإنه لا يرغب في حرب أو أن يكون من يجر المنطقة إليها فيما هو يسعى الى السلام والاستقرار، ستكون ضنينة بأن تتسبب حرب كبيرة مع إسرائيل بتدمير كبير للحزب.

فهو يبقى عنواناً لنفوذها وقدراتها على مواجهة إسرائيل بالوكالة وعلى حدودها المباشرة ولن تودّ التضحية به وهناك ضرورة لحصر الأضرار، فيما هي في ظل سعيها الديبلوماسي لفتح الأبواب تحقيقاً لمصالحها المباشرة تتفادى الذهاب الى حرب مع إسرائيل لن تراها لمصلحتها حكماً. يقول الديبلوماسيون إن ربط حرب لبنان بغزة غدا مدمّراً للبنان على نحو كبير فيما غزة لم تعد في المعادلة أصلاً، إذ إن إسرائيل نقلت غالبية قواتها الى الشمال لمواجهة الحزب وهناك قدرات ضعيفة لـ"حماس" في غزة على إطلاق صاروخ بين فينة وأخرى فيما استناد الحركة الى دعم الحزب لتقوية أوراقها بات مهتزاً في ضوء التسبب بدمار لبنان من جهة وإصابة "حزب الله" بضربات قاسية بحيث قد يفقد الحركة قوة إسنادها. والمرحلة الراهنة في غزة هي لإعداد ترتيبات أمنية للمرحلة المقبلة ليس إلا.

الرسالة التي توجّه الى لبنان أن المعادلات الكبرى في المنطقة ترسمها الدول المؤثرة إقليمياً ودولياً وقد يدفع لبنان الثمن في الانتظار إن لم يفوّت الفرصة على إسرائيل باستمرار تدمير البلد علماً بأن ميزان القوى مختل معها وفق ما ظهر بوضوح وزاد اختلالاً أخيراً.

روزانا بو منصف - النهار

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا