جعجع طالب ميقاتي ومولوي بالإعلان رسميا إمساك الدولة بالحدود مع سوريا
مبادرات التهدئة ومناورات نتنياهو
وفي اليوم الثالث للحرب الإسرائيلية الشعواء على لبنان، بدأت تباشير الحل الديبلوماسي تأخذ مكانها على طاولة المساعي الدولية، على حساب خريطة العمليات العسكرية، التي أثبتت تجارب الحروب السابقة أنها لا تحل المشكلة، بل تزيد الأمور تعقيداً.
الإتصالات الناشطة في نيويورك، على هامش إجتماعات الأمم المتحدة، توصلت إلى تحديد مبادئ التهدئة، كمرحلة أولى، من خلال وقف إطلاق النار في لبنان لأربعة أسابيع مثلاً، على أن تتم خطوات مماثلة في غزة، تُمهِّد لإطلاق عدد رمزي من الرهائن، بعد الموافقة الدولية على شرط السنوار بإقرار التهدئة في لبنان أولاً، ليعقبها خطوات مماثلة في غزة.
وبدا واضحاً أن الإسراع في إطفاء نار الحرب في لبنان، من شأنه أن يُجنّب المنطقة حرباً شاملة، كما أن مثل هذه الخطوة توفر الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات على طرفي المواجهة، والتي ظهرت آثارها المروعة على الجانبين بعد يومين فقط، من القصف الجوي الإسرائيلي المتواصل على القرى المدنية في لبنان، وما قابلها من قصف صاروخي من العيار الثقيل، وصلت مفاعيله إلى تل أبيب، وإلى محيط مقر الموساد، فضلاً عما أصاب القواعد العسكرية من أضرار مباشرة.
غير أنه يبقى من الأهمية الكبيرة ربط التهدئة في لبنان بالتهدئة في غزة، إنطلاقاً من التنسيق وإنسجام المواقف الحاصل بين الحزب في لبنان وحماس في غزة، في مرحلة العمل العسكري، بحيث يتم إختراق حالة المراوحة في الحرب الإجرامية في القطاع، بعد فشل كل مشاريع التهدئة والصفقات التي طرحت، لوقف النار وإطلاق الرهائن الإسرائيليين، والأسرى الفلسطينيين، على مدى الأشهر الماضية، وتخفيف المعاناة الإنسانية الكارثية التي يعيش تحت وطأتها مليونا فلسطيني في غزة.
الأجواء الواردة من نيويورك لا توحي بأن المبادرة المطروحة قد وصلت إلى صيغتها النهائية، وأن تفاصيل النقاط الواردة فيها تحتاج، قبل وصولها لمجلس الأمن، إلى يومين على الأقل، من النقاشات والمماحكات التي ترافق عادة ولادة مثل هذه القرارات في المنظمة الدولية، ومصيرها يبقى على محك المناورات العرقوبية التي يتقنها نتنياهو .
ولكن لا بد من وقفة إجلال وتقدير لظاهرة التضامن الوطني الكبيرة مع أهلنا المهجرين من الجنوب والبقاع. حيث إرتفع اللبنانيون فوق خلافاتهم السياسية، وتجاوزوا كل الحساسيات الطائفية والمناطقية، وفتحوا صدورهم وقلوبهم لإخوانهم الذين أضطروا لمغادرة قراهم وبيوتهم بسبب العدوان الإسرائيلي الإجرامي، الذي صبّ نيران حقده على المدنيين، وأوقع مئات الشهداء، ولم يفرق بين الأطفال والنساء والمسنين.
لبنان يبقى أقوى من العدوان الإسرائيلي الغاشم ، طالما بقي متسلحاً بقوة هذه الوحدة الوطنية المجيدة.
صلاح سلام -اللواء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|