الصحافة

اختلاف "دراماتيكي" في عدد الضحايا بين اليوم و"حرب تموز"!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ليست الحروب مجرد احصاءات، وليس الضحايا مجرد ارقام. ولكن، ايضا، بلغة الحروب والمواجهات، لا بد من ارشفة الاعداد، لان في الرقم اكثر من عبرة واستنتاج.
في حرب تموز 2006، والتي استمرت نحو شهر، بلغ عدد الضحايا 1200 قتيلا.

وفي ايلول 2024، وفي غضون اسبوع فقط، يقترب العدد الى الالف قتيلا، فأي مقارنة تجوز بين الحدثين المشؤومين؟

"حرب تموز" هي العمليات القتالية التي بدأت في 12 تموز 2006 بين "حزب الله "والجيش الإسرائيلي. استمرت 34 يوما في مناطق مختلفة من لبنان. من الجنوب الى الشمال، والبقاع وجبل لبنان، دمرّت البنى التحتية للبنان والجسور ومحطات الكهرباء. يومها، كان يراد تقطيع اوصال البلد، ولم يستثن مطار بيروت والمرفأ. عامها ايضا، نزح الجنوب. دمرّت الضاحية الجنوبية، وادخل لبنان، مرة جديدة، في اتون حرب، لم تدم طويلا.
بالارقام، رسمت الصورة الاتية:

عدد النازحين: 600 الف.

القتلى: 1200 قتيلا من المدنيين، و43 من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.

الجرحى: 4409 جريحا من المدنيين.

على صعيد "حزب الله"، كانت أرقام مقاتلي الحزب تتضارب، ففي حين تحصي اسرائيل عادة، عدد قتلاها وقادتها، وتؤرشفهم، تتكتم مصادر "حزب الله" عن تقديم احصاء دقيق عن عدد قتلى قادة الحزب وعناصره، او عن خسارة مخزونه العتادي من الاسلحة والصواريخ. اذ اعترف "حزب الله"، خلال "حرب تموز" بمقتل 250 مقاتلا من الحزب، في وقت اشارت اسرائيل، بعد انتهاء الحرب، الى مقتل 530 مقاتلا من الحزب.

"اسناد غزة"؟!

اما اليوم، ومنذ 7 تشرين الاول، اعطيت تسميات مختلفة للاشتباكات التي دخل فيها لبنان. من هنا، تختلف العمليات راهنا عن "حرب تموز".
من "قواعد الاشتباك" جنوبا، الى "الهجوم المركز" و"الغارات المكثفة والدقيقة" التي تصاعدت بشكل درامتيكي، منذ نحو اسبوع. هذا فضلا عن الاعتداءات غير المسبوقة، التي تمت عبر تفجير اجهزة "البيجر" والاجهزة اللاسلكية.

كل هذه العوامل تجعل من الحرب الاخيرة مختلفة تماما عن "حرب تموز".

ولعل الاختلاف الاكبر والابلغ هو في الارقام. حتى كتابة هذه السطور، ترصد الحصيلة الاتية: (هي مرّشحة الى الارتفاع نظرا الى ان الحرب قد فتحت تماما).

في غضون يومين، سجل 100 الف نازح فقط من الجنوب، اي باستثناء البقاع والضاحية الجنوبية.

في غضون اسبوع، اقترب عدد القتلى الى الالف، وفق الصورة الاتية:

في 17 ايلول الفائت، فجرّت اجهزة "البيجر": 12 قتيلا و2800 جريح.

في 18 ايلول الماضي، فجرّت الاجهزة اللاسلكية : 25 قتيلا و700 جريح.

في 20 ايلول الفائت، غارة اسرائيلية على الضاحية الجنوبية: 54 قتيلا و66 جريحا.

ومن ثم كرّت السبحة، وارتفعت وتيرة الغارات والاستهدافات، جنوبا بقاعا، على الضاحية الجنوبية وبعض مناطق جبل لبنان، في كسروان والشوف،
حتى تراوح عدد القتلى في اليوم الواحد، بين الـ300 و500 قتيلا.

اذ اعلن أعلن وزير الصحة فراس الأبيض، امس، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى 558 قتيلاً وأكثر من 1800 جريح، في أعلى حصيلة تسجّل في يوم واحد منذ حرب 2006 بين إسرائيل و"حزب الله".

هذا، ولم نرصد بعد عدد المفقودين نتيجة الصعوبة في رفع الانقاض والركام واستكمال انتشال الاشلاء والرفات.

اما على صعيد "حزب الله"، لم يتطرق الحزب، بتاتا، إلى مسؤوليات مقاتليه الذين يسقطون ورتبهم ويكتفي بنعيهم على أنّهم "مجاهدون" فقط، فيما يعلن الجيش الإسرائيلي عن رتب بعض المقاتلين الذين يقتلهم. ومنذ 7 تشرين الاول، استهدفت اسماء من "حزب الله" تبيّن أنّ لها أدوراً عسكرية وميدانية بارزة، فيما لم يخسر الحزب "النوعية نفسها" من القادة والعناصر خلال "حرب تموز". ومن خلال الرصد الاولي امكن تسجيل ابرز قادة "حزب الله" المستهدفين، حتى الساعة، وهم:

• ابرهيم عقيل: قائد "وحدة الرضوان".

• احمد وهبي تولى قيادة "وحدة الرضوان" حتى مطلع العام الجاري.

• فؤاد شكر القائد العسكري الاول لـ"حزب الله".

• محمد نعمة ناصر قائد "وحدة عزيز".

• طالب سامي عبد الله قائد "وحدة نصر".

• وسام طويل قيادي في "وحدة الرضوان".

• علي حسين برجي قائد "وحدة الطائرات المسيّرة".

هكذا، يتبين ان هناك اختلافا "دراماتيكيا" بين اليوم و"حرب تموز"، لناحية عدد القتلى والجرحى، وان كان حجم الخسائر، امنيا واقتصاديا، التي طالت البلاد برمتها، لا يزال مرهون اليوم بتطور الاحداث وتسارعها... اذ ان "قواعد الاشتباك" اتجهت الى منحى اخر وبات لبنان يحتاج الى "اسناد"... لا غزة!

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا