أرقام مقلقة للنازحين واللاجئين...أي موقع للمفوضية حيال لبنان؟
فُتحت البلاد على أكثر من احتمال ومنحى تصاعدي، مع كل ما يرافق ذلك من أزمات اجتماعية - اقتصادية بدأت تثقل كاهل لبنان الغارق أصلا في ضائقة كبيرة. فإلى اللاجئين السوريين المنتشرين داخل لبنان، بات هناك نازحون لبنانيون من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، توزّع بعضهم على مناطق لبنانية، فيما لجأ عدد منهم إلى سوريا.
وبرز موقف للنائب أديب عبد المسيح يطالب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن "تهتم بالنازحين اللبنانيين في سوريا وتمنحهم حق الطبابة والتعليم والاستشفاء المجاني ومعاشا لا يقل عن 200 دولار شهريا للفرد، أسوة بما تفعله للنازحين السوريين في لبنان".
فأين موقع المفوضية اليوم؟ هل تهتم باللاجئين اللبنانيين الذين باتوا داخل سوريا؟ وأي دور لها في مساعدة النازحين داخل لبنان؟
يعلّق عبد المسيح لـ"النهار" بأن "المفوضية تدعم اللاجئين السوريين للبقاء في لبنان. اليوم، تبدلت المعادلة تماما، إذ ينبغي أن تدعم النازحين واللاجئين اللبنانيين، أسوة بالسوريين، وانطلاقا من القراءة الإنسانية نفسها. فالنازحون اللبنانيون نزحوا أيضا خوفا من أعمال عسكرية تهدد حياتهم، أي للسبب نفسه الذي نزح من أجله السوريون. من هنا، المسؤولية الإنسانية تحتّم عليها الاهتمام بهم".
ويتدارك: "أمّا بالنسبة إلى اللاجئين السوريين، فثمة ضحايا من السوريين قُتلوا جراء العمليات العسكرية والغارات الإسرائيلية على لبنان. هؤلاء الهاربون من حرب سوريا وقعوا اليوم في حرب لبنان، وباتت أمامهم أسباب أكثر من موجبة تفرض عودتهم سريعا إلى سوريا. وبالتالي، على الحكومة السورية واجب تأمين عودتهم إلى بلادهم ليكونوا محميين.
هذه فرصة ذهبية لعودة معاكسة في اتجاه سوريا، علّ لبنان يرتاح قليلا من همّ ملف اللاجئين السوريين، إذ بالاضافة إلى أنهم عبء اقتصادي، باتت حياتهم هنا معرّضة للخطر".
الداخل: أرقام مخيفة
على خط المفوضية، يُقسم الموضوع إلى شقين: الأول يتعلق بالنازحين اللبنانيين داخل لبنان، والثاني يشمل اللاجئين اللبنانيين إلى سوريا.
في الشق الأول، أفادت المفوضية "النهار" بأرقام مقلقة عن واقع النزوح. تكشف أن "أربعة أيام قد مرت منذ التصعيد الأخير في الأعمال العدائية والهجمات الإسرائيلية المكثفة في كل أنحاء لبنان. وبالأرقام، اضطر أكثر من 90,530 شخصاً إلى الفرار من منازلهم منذ 23 أيلول الفائت، ولا تزال الأعداد تتزايد على نحو ملحوظ. قبل موجة النزوح الأخيرة، كان عدد النازحين داخلياً في مختلف أنحاء لبنان 111,969 (بحسب أرقام المنظمة الدولية للهجرة) ليصل العدد الإجمالي حاليًا إلى 202,226 فردًا".
وتلفت المفوضية إلى أنها "تنسّق مع السلطات والشركاء في العمل الإنساني من أجل تلبية حاجات النازحين في كل أنحاء لبنان، بما في ذلك الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية وصيدا والبقاع والشمال. إن شركاءنا في العمل الإنساني موجودون بالفعل على الأرض لتقديم مواد الإغاثة الأساسية والمساعدات النقدية للنازحين الجدد".
تعمل المفوضية بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية على توفير 60 مجموعة مواد لإسعاف المصابين (بقيمة مليون دولار) وتوزيع بعض مخزوناتها السابقة من المعدات الطبية في إطار الاستجابة الراهنة لخدمة جميع السكان.
وتؤكد المفوضية أنها "وسّعت شبكة المستشفيات المعتمدة لديها في الجنوب والبقاع من أجل تعزيز إمكان وصول المتضررين إلى الرعاية الطبية، ليصبح مجموع المستشفيات المعتمدة لدى المفوضية 42 مستشفى، بما في ذلك 11 مستشفى جديداً في البقاع والجنوب".
نازحون في إحدى المدارس.
وتختم: "تقدم المفوضية المساعدة والدعم النفسي والاجتماعي لأسر اللاجئين الضحايا وتعمل مع الشركاء في العمل الإنساني على تقويم مراكز الإيواء الجماعية المحددة من الحكومة اللبنانية، أي المدارس، لإيواء النازحين بطريقة آمنة وكريمة، فضلاً عن تزويدهم مواد الإغاثة الأساسية، وهي مستعدة لتقديم مزيد من الدعم إلى وزارة الصحة، وتوزيع مخزوناتها السابقة من المعدات الطبية وشراء مجموعات المواد لإسعاف المصابين في مناطق الجنوب والبقاع والشمال وبيروت وجبل لبنان، ولاسيما بعدما فعّلت استجابتها لحالة الطوارئ، بما في ذلك توزيع مواد الإغاثة الأساسية التي تشمل الفرش والبطانيات وأدوات المطبخ ومواد الإغاثة الأساسية الأخرى".
ولعلّ المفارقة أنّ بين النازحين من الجنوب مثلا، لاجئين سوريين اضطروا للانتقال إلى مناطق لبنانية أخرى، ليصبح اللجوء عندهم مزدوجا، وليكون الثقل على مناطق محددة كبيرا جدا.
حتى الساعة، وزعت المفوضية "أكثر من 18.835 من مواد الإغاثة على النازحين من مواطنين لبنانيين ولاجئين جدد على حد سواء".
الخارج: 20 ألفا؟
إلى الخارج، نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" أنه على وقع التصعيد الإسرائيلي في لبنان، خلال يومين، توجه آلاف اللبنانيين والسوريين على حد سواء إلى سوريا، وبلغ عددهم حتى الآن أكثر من 20 ألفاً.
ولفتت الصور التي تبرز حركة الازدحام على المعابر الحدودية بين البلدين، حيث آلاف الحافلات لنقل اللاجئين، فيما تشير المفوضية إلى أنها لا تزال ترصد الأرقام بدقة وطريقة مساعدة هؤلاء.
"النهار"- منال شعيا
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|