مخطط أميركي-إسرائيلي تحت الطاولة... وهذا مصير اتفاق وقف النار
قطع اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان واسرائيل النصف الأول من أيامه الستين، وقد شهد هذا الشهر خروقات من الجانبين، تنوعّت بين قصف اسرائيلي على الأراضي اللبنانية، واستهدافات لأفراد أو منازل، كما شهدت رشقات صاروخية من الجانب اللبناني، حتى وصل الأمر بدفع البعض للقول ان الاتفاق وصل لمرحلة الموت السريري، خصوصا مع التسريبات الاسرائيلية حول امكانية عدم الانسحاب من الأراضي التي دخلها جيش الاحتلال، وزيادة مخاطر التوغّل من جهة البقاع، بعد أن احتلّ الاسرائيلي مناطق في سوريا، ليصبح نطاق وجوده على الحدود اللبنانية أوسع مما كان عليه سابقا.
الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، يوضح في حديث خاص للكلمة أونلاين، أن كل ما يتمّ التداول به حول عدم انسحاب اسرائيل من لبنان، ليس سوى أحاديث اعلامية، صدرت بأغلبها عن وسائل إعلام اسرائيلية معارضة، أي انها لا تُمثّل الحكومة حتى، وتأكيدًا على هذا الأمر، يمكن ملاحظة الانسحاب الاسرائيلي من حوالي 40 بالمئة من المناطق التي دخلها خلال الحرب الأخيرة، فنتنياهو ودولته، لا يسعون للبقاء في لبنان، انما يهدفون لخلق مساحة واسعة من "الأرض الميتة"، لمنع 7 أكتوبر لبناني، ويفسحون المجال للجنة المراقبة التي تعمل الولايات المتحدة الأميركية من خلالها على منح الدور الأساسي للجيش اللبناني، وتغيير واقع فرض الحزب لهيمنته في تلك المنطقة، وفي الوقت نفسه، يقول ملاعب، تحاول أميركا واسرائيل من تحت الطاولة، توسيع مناطق نفوذ اللجنة إلى كلّ لبنان، والتنسيق مع الجيش اللبناني في هذا الخصوص، فيما تملّصت السلطة اللبنانية من هذا الاتفاق الاميركي-الاسرائيلي الضمني، ونفضت يدها منه.
من جهة التوغّل من مناطق محاذية للبقاع اللبناني، يؤكّد ملاعب، ان لا مصلحة لإسرائيل بتوغّل بري من هذا النوع، فهي تهدف فقط لتدمير قدرات الحزب، وهو أمر تقوم به أصلا من خلال تنفيذ ضربات جوية، على غرار الضربات التي قامت بها في الأيام الماضية، أي انها – أي اسرائيل – ليست راغبة في تكبّد خسائر بشرية في حرب برّية مع لبنان، للقيام بأمر يُمكن تنفيذه بطرق مختلفة تحفظ لها جيشها.
أما عن وجودها في سوريا، فقد اعتبر العميد المتقاعد، ان منطقة جبل الشيخ نقطة استراتيجية، سترغب اسرائيل بالبقاء فيها، بعكس المناطق الاخرى المحايدة، التي ستنسحب منها في وقت قريب، فقد دمّتر قدرات الجيش السوري وضربت مراكزه، وستفسح المجال للنظام الجديد بتنفيذ اتفاق ترعاه تركيا، يطبّقه على الأرض أحمد الشرع والقوات المعارضة التابعة له، وقد قضى بإنهاء النفوذ الإيراني والروسي في سوريا.
أحداث سوريا، امتدت اثارها الى لبنان، يقول ملاعب، فالحزب الذي ردّ على الخروقات الاسرائيلية قبل سقوط الأسد، امتنع عن الردّ بعد سقوطه، وهو الان يعتمد استراتيجية جديدة في التعامل، ستظهر تفاصيلها في الأيام المقبلة، وتتم معرفة كيف سيتعامل مع الاتفاق الذي وافق من خلاله على تطبيق القرار 1701.
تقلا صليبا-الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|