إسرائيل أمام مفترق طرق: استئناف القتال أو تمديد التهدئة

نشرت صحيفة "ماكور ريشون" مقالًا للكاتب نوعام أمير تناول فيه الوضع الراهن في شمال إسرائيل بعد مرور شهرين على وقف إطلاق النار، وأشار الكاتب إلى أن "الواقع على الأرض يكشف عن هشاشة الاتفاق واستمرار حزب الله في تعزيز قدراته العسكرية، مما يضع إسرائيل أمام تحديات أمنية متزايدة".

وبحسب المقال، كان من المفترض أن يحقق وقف إطلاق النار استقرارًا وهدوءًا يتيح لسكان شمال إسرائيل العودة إلى منازلهم، إلا أن حزب الله، وفقًا للتقارير، استغل هذا الوقت لإعادة بناء قدراته العسكرية، بما في ذلك تهريب الأسلحة عبر مركبات تجارية إلى جنوب لبنان واستمرار عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية قرب الحدود، مما يشير إلى "استعداداته لجولة قتال جديدة".

وأوضح المقال أن "إسرائيل تعتمد حاليًا على استراتيجية الضربات الجراحية، التي تشمل استهداف خلايا مقاتلة وقصف بنى تحتية مرتبطة بالنشاطات العسكرية لحزب الله"، لكن الكاتب رأى أن "هذه الاستراتيجية تحقق نتائج محدودة، وتمنح حزب الله مساحة كافية لتعزيز مواقعه دون عوائق كبيرة".

وتساءل الكاتب: "متى سيتمكن سكان الشمال من العودة إلى منازلهم بأمان؟"، مشيرًا إلى أن "استمرار نشاط حزب الله قرب الحدود يجعل ذلك مستحيلًا في الوقت الراهن"، وحتى لو تم تمديد وقف إطلاق النار، فإن الوضع الحالي لن يتغير، ما يعني استمرار معاناة السكان.

وطرح المقال خيارين رئيسيين أمام إسرائيل للتعامل مع هذا الوضع:

"استئناف القتال"، حيث أن إنهاء وقف إطلاق النار وشن هجوم شامل يهدف إلى تدمير البنى التحتية لحزب الله، ورغم صعوبة هذا القرار وتبعاته، إلا أنه قد يكون الحل الوحيد لضمان أمن إسرائيل على المدى الطويل.

"تمديد وقف إطلاق النار"، مما يمنح الاتفاق فرصة إضافية، مع استمرار العمليات الجراحية ضد أهداف محددة، لكن هذا الخيار قد يمنح حزب الله الوقت اللازم لتعزيز قدراته بشكل أكبر.

وأشار المقال إلى أن "وقف إطلاق النار، على الرغم من اعتباره خطوة نحو التهدئة، لا يوفر الأمان لسكان الشمال، كما أنه لا يحد من نشاط حزب الله العسكري".

وختم الكاتب قائلاً: "إسرائيل بحاجة إلى اتخاذ قرارات حاسمة، حيث إن الاعتماد على وقف إطلاق النار كحل دائم قد يكون مجرد وهم".